رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد.. "رضينا بالهم والهم مش راضي بينا".. لاجئو مخيم "كاليه": الموت أهون

جريدة الدستور

وافقوا على معيشة صعبة داخله، ورسموا لحياتهم طريقا يتسق مع معاناتهم اليومية، فهم لاجئون ليس لهم حياة أو مأوى يتمكنون من الاحتماء بداخله سوى مخيم "كاليه"، الذي تقبلوا العيش به مرغمين، ولكن أرض المخيم لم ترتضي بهم.
ووقف اللاجئون – متعددون الجنسيات والأعراق – ليشاهدوا تنفيذ قرار الحكومة الفرنسية بحرق المخيم، بعد انتقادها بسبب سوء مستوى النظافة داخله، في لحظة تقودهم إلى المجهول مرة أخرى.
وشهدت مدينة "كاليه" الواقعة شمال فرنسا، هدم مخيم اللاجئين خلال عملية إزالة كبري نفذتها السلطات الفرنسية، بعد إخلائه من اللاجئين بشكل نهائي، في خطوة جاءت نتيجة توجيه انتقادات للسلطات الفرنسية على سوء مستوى النظافة والمعيشة داخل المخيم الذي استقبل حوالي 9 آلاف لاجئ منذ بداية العام الجاري.
وأجرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، حوارات مع بعض اللاجئين المطرودين من "كاليه"، بعد هدم المخيم فكانت كلماتهم بمثابة مأساة تدمع لها العيون.
وقال أحد المهاجرين، وهو شاب سوداني يدعي "يوسف"، 35 عامًا،: "حملت شهادتي الجامعية، وسافرت هربًا من العنف الذي تعرضت له لسنوات في بلادي، بحلم الوصول إلى بريطانيا، ولكن لم تكتمل أحلامي بسبب إغلاق السلطات البريطانية كل الطرق أمام اللاجئين المتجهين إلى أراضيها".
وأضاف: "لم أرغب في رؤية اللحظات الأولي من هدم المخيم، على الرغم من أن الحياة كانت سيئة للغاية داخل المخيم، على عكس ما كنت أتمناه في فرنسا من حياة جديدة آمنة بلا عنف ولا ديكتاتورية ".
وقال أحد الشباب بالمخيم ويدعي "عبدول شاه نواز"، 16 عاماً، أتى إلى المخيم في مارس ،2015 من مدينة" موسى قلا" بإقليم هلمند بأفغانستان،: "بعض الأولاد رحلوا بالأمس، وسألوني إن كنت أريد الرحيل معهم"، وعند سؤاله عن اتجاه رحيلهم، أشار باتجاه بلجيكا.
وما زال هناك عدد كبير من الأطفال الذين لم يرحلوا عن المخيم في حيرة من أمرهم بخصوص وجهتهم بعد هدمه، وفي المنطقة خارج مصلحة الشباب اللاجئين.
وأضاف أحد اللاجئين الأفغان ويدعى، محمد اللاجئ الأفغاني،: "معاناتي استمرت كثيرًا وتعرضت لمخاطر عديدة للعودة إلى بلدي مرة أخرى والموت هناك أفضل من العيش داخل الأكواخ الصغيرة".
وينتقل اللاجئين من المخيم في رحلات عديدة عبر الحافلات التي تحمل 700 شخص في كل مرة، وقال أحد اللاجئين إن أغلب الأشخاص تم نقلهم في حافلات متكدسة لا تحافظ على آدمية هؤلاء اللاجئين.
وسرد لاجئ سوري يدعي "محمد" قادم من مدينة "منبج" الواقعة بمحافظة حلب، معاناة الحياة داخل "المدن الصفيح" داخل المخيم.
وتخرج الأن مئات الأصوات للمهاجرين السوريين في فرنسا تطالب بالحق في الحياة، قائلة "نحن سوريون، نتمنى أن نعيش".