رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحذيرات من كوارث إنسانية.. حرب نفسية من الدول الكبرى على العراق لعرقلة القضاء على "داعش".. وخبراء: المخاوف من النازحين

جريدة الدستور

توالت التحذيرات من كارثة إنسانية في الموصل، وذلك عقب الحملة العسكرية التى أطلقتها بغداد لتحرير مدينة "الموصل" العراقية من تنظيم "داعش" الإرهابي، وتدور تلك المناورات الكلامية من دول العالم وخاصة الأمريكية حول انتشار الدواعش في سوريا ودول أخري، وعودة الكثيرون منهم إلى بلادهم بما يحملونه من خبرات واسعة وعميقة ليس فقط في استخدام السلاح والتفخيخ والتفجير والذبح، بل وأيضا في كراهية البشر وإشعال نيران الطائفية والمذهبية.

ولم تلتفت العراق لتلك التحذيرات لكنها استمرت في تحرير مدينة "الموصل" من عناصر التنظيم الإرهابي، كما رفضت تقديم ضمانات حقيقية لمنع الميليشيات الطائفية من المشاركة في العملية، أو ضمان عدم حدوث فظاعات بحق سكان الموصل المدنيين على يد القوات العراقية، التي استبق قيادات فيها العملية برفع شعارات طائفية، مثل ما ترفض اي تدخل على أراضيها سواء بمناورة كلامية مثل ما فعلت أمريكا وفرنسا، أو تدخل عسكري مثل ما تفعل تركيا.

- "أزمة نزوح"

حذرت الولايات المتحدة الأمريكية، من أن عملية تحرير الموصل قد تنجم عنها أزمة نزوح قد تكون هي الأكبر خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًة على أنها لم تشارك قط في تلك العملية العسكرية علي الموصل.
ومن الطريف هنا أن وزارة الخارجية الأمريكية أكدت على أن الولايات المتحدة لم تلعب أي دور في تحديد انطلاق عملية تحرير الموصل في العراق، في حين قال المتحدث باسم الوزارة "مارك تونر": "لقد قلنا بوضوح إن هذه العملية تتم تحت قيادة عراقية، والسلطات العراقية هي من يقرر متى وأين ستنطلق نحن نبذل قصارى جهدنا لنقدم لهم كل الدعم الممكن".
واعلنت منظمة الهجرة الدولية انها تقوم بإنشاء أماكن إيواء عاجلة ل 70 ألف شخص في محيط الموصل، كما قالت إن 10 ملايين شخصًا في العراق بحاجة إلى مساعدة إنسانية، معلنة عن مخاوفها من أن يصل هذا العدد إلى 12 أو 13 مليون بنهاية هذا العام.
وقال المتحدث بخصوص العراق وسوريا في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ماثيو سالتمارش، في تصريحات لوكالة "الأناضول" التركية، إن العراق به 3.3 مليون نازح وهو ما يشكل عشر سكان البلاد، مضيفًا: "أن منظمات المجتمع المدني تحذر من أن مليونًا أو اكثر من سكان الموصل قد ينزحون عن ديارهم، متوقعًا أن يصبح 700 ألف شخص في حاجة للمأوي والغذاء والماء والخدمات الطبية، بعد عملية تحرير الموصل.

- روسيا تحذر من "كارثة إنسانية"!

حذرت روسيا من كارثة إنسانية "فادحة" محتملة في الموصل، بسبب العملية العسكرية التي تم شنها بدعم من الولايات المتحدة لانتزاع السيطرة على المدينة العراقية من تنظيم داعش الإرهابي.
واثارت تلك التحذيرات غصب بغداد، حيث جاء تحذير موسكو بالتزامن مع ارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في مدينة حلب السورية، وهي الجرائم التي دفعت عواصم غربية الى ادانتها بشدة، مما دفعها اليوم الى ادانة 'الجرائم الأمريكية' هي الأخرى في الموصل.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروف، "إنه هناك كارثة إنسانية قائمة وذات أبعاد هائلة، هل فكر أحدهم إلى أين سيذهب اللاجئون ما هو العدد وهوية من سيمنحهم ملاذا"، في تصريحات أدلت بها للتلفزيون المحلي.
وأشارت زاخاروف إلى أن المنطقة المحيطة بالموصل هي 'أرض محترقة'، مذكرة بالاتهامات الموجهة لروسيا بسبب معاناة المدنيين نتيجة القصف الجوي على مدينة حلب السورية.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن العملية في الموصل معقدة بسبب الدور الذي تقوم به كل من تركيا والقوات الكردية.

- "حرب نفسية"

قال الدكتور، سعيد اللاوندي، الخبير في الشؤون الدولية، إن تحذيرات أمريكا وروسيا بمثابة "حرب نفسية" لعرقلة القوات العراقية من محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، وهي ليست لمصلحة العراقيون كما يتظاهرون".

وأضاف اللاوندي أن أمريكا هي أساس المصائب التي تعيشها العراق، فلن ننسي أنها من ساعد علي خلق "داعش"، وهي الأن تسعي لكي تحكم قبضتها على العراق، أما روسيا فهي لا تريد أن تحتكر الولايات المتحدة دولة بمفردها، فتوهم العالم انها تقدم النصائح للعراق.
وأشار اللاوندي إلى أن الحقيقة وراء تلك التحذيرات، هي محاولة ازعاج العراق فقط، والهدف الأساسي هو بقاء روسيا وأمريكا دولًا قوية.

- "المخاوف من النازحين"

قال الدكتور مختار عباس، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن مشكلة العراق تتمثل في الحشد الشعبي، فهناك رعب في العالم من نزوح القبائل المقيمة في "الموصل"، وكل التحذيرات الموجهة للعراق ناتجة عن مخاوف واشنطن وموسكو من حالة "النزوح الخطيرة" االتى سوف تؤثر على العديد من دول العالم.

وأضاف عباس أن النصائح الروسية بخصوص أزمة النازحين في العراق هي بمثابة تحذير للولايات المتحدة الأمريكية ولكن بشكل غير مباشر، وذلك لأنها تعرف أن أمريكا لها الوصاية في العراق، كما لها هي ايضًا الوصاية في حلب، فتقدم نقدها للولايات المتحدة عن طريق التحدث عن أزمة النازحين.