رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القوات العراقية تحقق نجاحات في "تحرير الموصل".. واجتماع دولي حول العملية

القوات العراقية
القوات العراقية

نجحت القوات العراقية، اليوم الخميس، في تحرير قرى مهمة في جنوب مدينة الموصل، وذلك ضمن عملية "تحرير الموصل" وهي العملية العسكرية التى بدأتها العراق من أجل محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي ، وطرده خارج مدينة الموصل، والتي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، فجر يوم الإثنين 17 أكتوبر لتحرير محافظة نينوى شمالي العراق ومركزها مدينة الموصل من سيطرة داعش، بمشاركة قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر والبيشمركة الكردية التى تشارك بأربعة آلاف جندي.

تحرير 3 قرى هامة
وأعلن قائم مقام مدينة الموصل، حسين حاجم، عن تحرير ثلاث قرى مهمة من سيطرة تنظيم داعش في جنوب مركز نينوي، كما أوضح في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن الجيش العراقي بسط سيطرته التامة على قرى شويلات، وتلول الناصر، وأرفيلة، وطرد داعش منها في جنوب الموصل مركز نينوى.

وأضاف حاجم أن القطاعات الأمنية تقدمت مسافة 30 كيلومترا شمال ناحية القيارة، باتجاه الموصل ضمن عمليات تحرير نينوى التي انطلقت الإثنين الماضي. وتعتبر هذه القرى مهمة واستراتيجية لتنظيم داعش لقربها من القيارة التي اتخذتها القوات الأمنية محورا بارزا في عمليات تحرير محافظة نينوى بعد عامين من وقوعها بيد داعش الإرهابي.

ويذكر أن نفذ تنظيم داعش عمليات إعدام ميدانية بحق العشرات من المدنيين بتهمة التعاون ضده لصالح القوات العراقية، خلال اليومين الماضيين، وكذلك أعدم مدنيين في قرى تابعة لحمام العليل جنوبي الموصل.

اقتحام "برطلة"
وشرعت أيضًا قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية، اليوم الخميس، في اقتحام مدينة "برطلة" شرق الموصل، من ثلاثة محاور وبإسناد طيران الجيش في اليوم الرابع للعمليات العسكرية الذي شهد دخول مكافحة الإرهاب إلى المعارك ضد داعش.

ووفقا لمعلومات استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب قامت طائرات القوة الجوية العراقية من طراز (F16) باستهداف مستودعات أسلحة وعتاد عسكري لداعش، ودمرت 40 صندوقا يحوي مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة في مدينة الموصل، كما أغارت الطائرات مركز قيادة لتنظيم داعش في تلعفر غرب الموصل بمحافظة نينوي.

وعلى صعيد متصل اقتحمت القوات العراقية صباح اليوم ست قرى هي: سيداوة والمكوك والخباطة والمناوير والصلاحية وخنيصات في منطقة الساحل الأيسر لناحية القيارة جنوب الموصل.

وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي قام بمساندة طيران العراق والتحالف الدولي، ولم تعلن قيادة العمليات المشتركة العراقية تعداد القوات المشاركة في عمليات قادمون يا نينوي والتى قدرتها مصادر غربية بحوالي 60 ألف جندي وأشارت إلى أن داعش يمتلك 6 آلاف مسلح داخل مدينة الموصل.

الخطة تسير بشكل سريع
ومن جانبه أعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب في العراق الفريق طالب شغاتي، أنه يوجد داخل مدينة الموصل ما بين خمسة آلاف الى ستة آلاف من عناصر تنظيم داعش.

وقال شغاتي في تصريح له، اليوم الخميس، إن أحد أهم التحديات في المعارك ضد الإرهاب أنها معركة غير نظامية وغير تقليدية لأن عناصر داعش يندسون بين المواطنين مما يسبب الخشية من تعرض المدنيين لإصابات خلال تبادل إطلاق النيران، لذلك طلبنا من السكان المحليين وأهالي الموصل البقاء في مساكنهم والابتعاد عن مناطق تواجد عناصر داعش .

وأضاف أن خطة تحرير الموصل تنفذ بأسرع مما خطط لها، وحركة القوات تتم سريعا لغرض الالتفاف على المدينة بشكل كامل، وكافة المحاور أطبقت على الموصل لذلك سيكون تحريرها سريعا ، ولدينا ثقة عالية بتحرير المدينة في وقت قصير.

اجتماع دولي في باريس
وبدأت صباح أمس بالعاصمة الفرنسية باريس أعمال الاجتماع الدولي رفيع المستوى لإرساء الاستقرار في مدينة الموصل العراقية بمشاركة أكثر من 20 دولة ومنظمة.

وقد افتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الاجتماع الذي يعقد برئاسة وزير الخارجية الفرنسي جون مارك إيرولت ونظيره العراقي إبراهيم الجعفرى لبحث حماية السكان المدنيين في الموصل والقرى المجاورة وتقديم المساعدة الإنسانية ووضع السلطات العراقية خطة لإرساء الاستقرار في الموصل وضواحيها.

كما ألقى رئيس وزراء العراق حيدر العبادي كلمة تم نقلها عبر الفيديو "كونفرانس" تناول فيها جهود السلطات العراقية للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي بدعم من التحالف الدولي والعمل على عودة النازحين والحفاظ على وحدة وتلاحم أبناء الشعب العراقي بكافة مكوناته.

وتشدد فرنسا على ضرورة الحفاظ على تلاحم مكونات الشعب العراقي لاسيما في مرحلة ما بعد تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، كما تؤكد أهمية أن تتيح عملية تحرير الموصل التي تقودها العراق بدعم من المجتمع الدولي أقصى فاعلية ممكنة للقضاء على داعش وحماية المدنيين واتمامها بالتوازي مع صياغة اتفاق سياسي شامل بين الفاعلين العراقيين وبدعم من الشركاء الإقليميين المنخرطين في المعركة ضد داعش .

ويذكر أن هذا الاجتماع الذي تشارك فيه الولايات المتحدة وتركيا ودول الخليج والأوروبيين وإيران التي لم تكن مدعوة في بادئ الأمر يعقد قبل أيام من اجتماع في باريس أيضا والذى يشارك فيه وزراء دفاع أبرز الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش لعرض تفاصيل معركة الموصل.

النازحون في أمان
وتعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بحماية المدنيين النازحين من معارك طرد متشددي تنظيم داعش الإرهابي من مدينة الموصل واحترام حقوق الإنسان لمختلف سكان المدينة.

وقال العبادي خلال مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في باريس حسبما ذكرت شبكة "إيه بي سي" الأمريكية: إن الحكومة توفر دعما للنازحين من الموصل وتقوم بفتح ممرات إنسانية وسط استمرار العمليات العسكرية هناك، مضيفا أنه لن يسمح بأي انتهاكات حقوق إنسان في المدينة.

وشدد العبادي على أن معركة الموصل تقودها العراق وليس هناك أي دور للتدخل الأجنبي في المعركة، على الرغم من أنه يحظى بدعم عسكري من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وأشاد العبادي أيضا بالطابع المتنوع للقوات العراقية، التي تشمل قوات من البيشمركة الكردية قائلا إننا أقرب من تحقيق وحدة كاملة، ما يشير إلى الإصرار الكامل للقضاء على الإرهاب .

وبدأ في باريس مؤتمر يهدف إلى وضع خطة لإرساء الاستقرار في الموصل بمشاركة أكثر من 20 دولة ومنظمة.

الموصل توحد العراق
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في كلمة وجهها عبر الفيديو إلى الاجتماع الذي يعقد في باريس حول مدينة الموصل، إن معركة تحرير مدينة الموصل من يد تنظيم داعش الإرهابي أكدت وحدة الشعب العراقي بمختلف أطيافه، كما أكد أن القوات المشاركة على الأرض هي فقط قوات عراقية.

وقال العبادي: لأول مرة في تاريخ العراق تقاتل قوات البيشمركة إلى جانب القوات الاتحادية بتنسيق تام، ولأول مرة تدخل القوات الاتحادية لمناطق البيشمركة مع موافقة الأخيرة، وهذا يشير إلى وحدة العراق.

وأضاف أن الكردي يقاتل مع العربي والأزيدي مع المسلم والشيعي مع السني والعراق أقرب من أي وقت مضى في التوحد والعزيمة .

وأكد أن الذين يقاتلون على الأرض هم القوات العراقية والأجانب الذي يقاتلون معنا هي فقط قوات إسناد.