حرب كلامية بين روسيا وبريطانيا بسبب سوريا.. لندن تدعو للتظاهر أمام سفارة موسكو.. والأخيرة ترد: جونسون مرعوب منا

تشهد العلاقت بين روسيا والمملكة المتحدة البريطانية توترات حادة، منذ أن شنت روسيا قصفا جويا على سوريا، منذ أكثر من عام، دون التنسيق مع التحالف الدولي، وازداد الغضب بسبب إعلان موسكو دعمها لبقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، داخل الحكم، وهو ما تعارضه دول التحالف بشدة.

وتطور الوضع لحرب كلامية بين القوتين، إذ اتهم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، روسيا بشن هجوم على قافلة مساعدات إنسانية، في 19 سبتمبر الماضي، أثناء توجهها إلى حلب، مما أدى إلى مقتل 20 مدنيا على الأقل، في حين أن الجانب الروسي نفي أكثر من مرة أي مشاركة له في هذا الحادث.

وحذر جونسون روسيا بأنها في طريقها للتحول إلى دولة "مارقة" وذلك إذا واصلت قصف اهداف مدنية في سوريا، كما دعا الشعب البريطاني للتظاهر أمام السفارة البريطانية، احتجاجًا على سياسة القصف الروسية في حلب.

وجاء تصريحات جونسون تلك في جلسة عقدها البرلمان البريطاني، أمس الثلاثاء، لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا، وقال جونسون للبرلمان إن روسيا إذا استمرت على نهجها الحالي سوف تتحول من بلد عظيم إلى دولة مارقة، داعيًا الجماعات المناهضة للحرب في سوريا مثل "ائتلاف اوقفوا الحرب" المعوم من زعيم حزب العمال، جيرمي كوربن، للتظاهر أمام السفارة الروسية.

وأضاف جونسون أنه يتعين على الغرب ان يكثف الضغوط على روسيا التي ساعدت في ترجيح كفة نظام الأسد على مقاتلي المعارضة في كثير من جبهات الصراع، مؤكدًا انه يجب على الغرب فرض العقوبات على نظام الأسد وايضًا على روسيا، من أجل حماية سوريا.

ولفت جونسون إلى ضرورة إيجاد حل آخر لتوصيل المساعدات الأنسانية لسوريا بدون أن تتعرض للخطر.

- "جريمة حرب"

واتهم نائب برلماني بريطاني بارز روسيا بأستهداف المدنيين في سوريا، بالطريقة التى اتبعها النازيون في غيرنيكا اثناء الحرب الأهلية الإسبانية في ثلاثينات القرن الماضي.

وقال نائب حزب المحافظين الحاكم ووزرير التنمية الدولية السابق، اندرو ميتشل، أن الهجوم الذي وقع على القافلة السورية يعتبر "جريمة حرب" ارتكبتها القوات الروسية، مضيًفا أن المقاتلات البريطانية يمكن أن تساعد في فرض منطقة حظر طيران لمنع غارات القصف الروسية.

وأضاف ميتشيل أمام البرلمان أنه عندما يتعلق الأمر بالأسلحة والذخائر، فأنه من المعروف بوضوح أن الأستخدام المنهجي لهذه الأسلحة لا يفرق بين أحد سواء عسكريون أو مدنيون في الأماكن المكتظة بالسكان، ولذا يعد ذلك جريمة حرب.

- روسيا ترد

ووصفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، تلك الاتهامات التي وجهها وزير الخارجية البريطاني لروسيا بأنها "هستيريا الخوف من روسيا"، قائلًة إن جونسون مصاب بمرض إدمان العداء لروسيا.

وقال المتحدث باسم الوزارة، ايجور كوناشينكوف، أنه لم تكن هناك طائرات روسية في منطقة قافلة المساعدات المتجهة إلى حلب، مشيرًا إلى أن الوزير البريطاني يدعي بأن اتهامات جونسون تعتمد على صور متاحة للجميع التقطتها أقمار صناعية.

وقال كوناشينكوف، إن أدلة جونسون ستنهار في حال الكشف عن تلك الصور بالفعل، مضيفا أن وزارة الدفاع الروسية تمتلك معطيات الرقابة الموضوعية للوضع في المجال الجوي بمنطقة حلب مساء 19 سبتمبر الماضي.