رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قانون "جاستا" يفتح أبواب التقارب السعودي التركي.. أردوغان يعلن مساندته للمملكة ضد الكونجرس.. والأناضول: نواة لتأسيس "تحالف إسلامي"

جريدة الدستور

في خطوة تقارب جديدة بين المملكة العربية السعودية وتركيا، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قانون "جاستا" الخاص بالعدالة ضد رعاة الإرهاب، معلنًا أن بلاده ستتعاون مع السعودية لتقييم ذلك القانون الأمريكي، الذي يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة السعودية، وقوبلت تلك الخطوة بالترحيب الشديد من قبل السعوديين، واعتبروها بداية لشراكة تركية سعودية.

- تركيا تدعم السعودية

وقال الرئيس التركي، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "روتانا خليجية"، مساء الأحد الماضي، إن بلاده ستتعاون مع السعودية قانونيا لتقييم قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب الأمريكي، أو المعروف اختصار بـ"جاستا"، والذي يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر، بمقاضاة المملكة.

وقال أردوغان: "تركيا تعبر عن أسفها لإقرار قانون (جاستا)، وسوف نتخذ خطوات في هذا الموضوع بصفتنا رئيس منظمة التعاون الإسلامي، ووجهت وزير الخارجية ووزير العدل للوقوف إلى جانب المملكة لتصحيح هذا الخطأ الكبير".

وأكد اردوغان قوة علاقة السعودية مع تركيا، وأن تقليد سمو ولي العهد، وسام الجمهورية التركية، يأتي للتأكيد على مدى العلاقات والروابط بين الشعبين التركي والسعودي، ويجب الارتقاء بالعلاقات في المجالات العسكرية والثقافية، وغيرها، معربًا عن سعادته بموقف السعودية الثابت تجاه محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.

وجدد إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية، اليوم الثلاثاء، دعم بلاده للمملكة العربية، مؤكدأ أن أنقرة تدعم السعودية في معارضتها للقانون الأمريكي الذي يسمح لمواطنين مقاضاة السعودية بسبب هجمات 11 سبتمبر.

- "جاستا"

سمي القانون وفقًا لمادته الأولي، التي تتحدث عن العدالة ضد الإرهاب، فالقانون يعتبر الإرهاب الدولي مشكلة خطيرة تتهدد المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية.

أما المادة الثانية تنص على أن الإرهاب يلحق ضررًا بالتجارة الخارجية والداخلية لأمريكا، ويدمر استقرار السوق، وحركة سفر المواطنين الأمريكان إلى خارج البلاد.

ويعد غرض الولايات المتحدة من إصدار قانون جاستا، هو توفير أوسع نطاق ممكن للمتقاضين المدنيين تماشياً مع دستور الولايات المتحدة للحصول على تعويض من الأشخاص والجهات والدول الأجنبية التي قامت بتقديم دعم جوهري سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، لأفراد أو منظمات مسئولة عن أنشطة إرهابية ضد الولايات المتحدة، وتعتبر السعودية من ضمن تلك الدولة التي يجب مقاضاتها من بعد هجمات 11 سبتمبر.

وترفض السعودية تحميلها مسؤولية اشتراك عدد من مواطنيها في هجمات 11 سبتمبر، وسبق أن هددت بسحب احتياطات مالية واستثمارات بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة في حال تفعيل مشروع القانون.

- تحالف إسلامي قوي

وقالت وكالة الأناضول للأنباء التركية، في تقريرًا لها اليوم، إن العديد من الخبراء والكتاب السعوديين - دون ذكر أسماء أيًا منهم - اعربوا عن ترحيبهم الشديد بتصريحات الرئيس التركي ورفضه لقانون جاستا، ووصفوا موقفه بأنه "شجاع" و"مشرف"، وسيبقى في ذاكرة الأجيال القادمة.

واعتبر السعوديين تصريحات أردوغان أنها تؤسس لبناء "تحالف إسلامي" قوي مدروس يواجه الأزمات على مختلف المستويات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية.

ووصف السعوديين الخطوة بمثابة شراكة تركية سعودية، سوف تعمل على الإسهام في حل العديد من أزمات المنطقة.