رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وسط أزمات الداخل.. السيسي يغرد خارج السرب.. الرئيس يطرح مبادرة جدية للسلام.. ومختصون: كل التحركات الخارجية تأتي من أجل الداخل

جريدة الدستور

وسط أزمات متلاحقة تعصف بالداخل المصري، أبرزها الحرب علي الإرهاب وأزمة الدولار وغلاء الأسعار وغيرها، غرد الرئيس عبد الفتاح السيسي خارج السرب، وحلق بعيداً عن الصداع الداخلي عبر إطلاقه مبادرة سلام تجمع بين الشعب الفلسطنيي والجانب الإسرائيلي.
وتأتي المبادرة في وقت لم تستعد فيه الدولة المصرية كامل عافيتها السياسية والاقتصادية، ومطالبة البعض بالنظر للداخل كما الحال في الخارج، وهو ما يتيح لمصر الوقوف علي أرضية صلبة أمام العالم الخارجي، بينما اكد آخرين أن العلاقة بين الداخل والخارج أشبه بالجواز الكاثوليكي.

"الدستور" طرحت السؤال علي عدد من المختصين، حيث قال الدكتور يسري العزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن وجود أزمات بالداخل لا يعني غياب الدور الخارجي للدولة، ومن المتعارف عليه أن النظر للخارج يأتي حرصاً علي تقوية الجبهة الداخلية، ورغم الانقسام الداخلي علي عدد من السياسات والقرارت، لكن هناك ما يشبه الإجماع علي النجاح في إدارة الملف الخارجي.
وأوضح "العزباوي" أن ما طرحه الرئيس السيسي ليس مبادرة سلام جديدة، لكنها دعوة تهدف إلي إحلال السلام، والفلسطنيون رحبوا بالدعوة بمجرد طرحها، فيما رفضها الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى أن مصر تملك العديد من أليات الضغط، أولها خلق تضامن فلسطيني فلسطيني، يليها حشد الرأي العام العالمي عبر استغلال عضويتها في مجلس الأمن تجاه تفعيل الدعوة، وخاصة بعد دخول عدد من دول العالم علي الخط.
وفي نفس السياق، أكد الدكتور أحمد عبد الحليم الخبير الاستراتيجي والعسكري بأكاديمية ناصر، أنه توجد علاقة وثيقة بين الداخل والخارج، حيث أن الاستقرار الخارجي ينعكس بشكل مباشر علي الداخل، والدليل أن الدولة حين تعمل داخليا تضع في الحسبان أوضاع دول الجوار الملتهبة المؤثر علي طريقة اتخاذ القرارت، والعكس صحيح، حيث أن الاستقرار الداخلي يزيد من قوة الدولة خارجيا ويتيح لها التحرك بحرية.
وأضاف عبد الحليم أن دعوة السيسي ليست جديدة، حيث أن تاريخ الدعوة عائد إلي عام 2002 خلال مؤتمر القمة العربية المقام في بيروت، والتي لم يحضرها الرئيس الأسبق حسني مبارك لوجود تهديدات باغتياله، وقد أعلنت إسرائيل رفضها التام للمبادرة أنذاك.
وأعرب عبد الحليم عن أمله في استجابة كافة الأطراف للمبادرة، حرصا على استقرار المنطقة.
وعلي نفس النهج سار عبدالرؤف الريدي سفير مصر السابق في واشنطن، حيث قال "مصر دولة لا ينفصل فيها الداخل عن الخارج، ويعتبر كلاهما عملة واحدة لا يمكن تجزئتها، وخير مثال علي ذلك أن دعوة الرئيس لمبادرة السلام، جاءت أثناء افتتاح إحدي المشروعات الخاصة بالداخل، مضيفا أن تحركات الرئيس الخارجية تأتي من أجل الداخل".
وأضاف "الريدي" أن المنطقة لن ينصلح حالها إلا بعد حل القضية الفلسطينية، عبر إقرار السلام العادل والشامل، منتقداً موقف إسرائيل المتعنت تجاه تسوية القضية مبادرات السلام، ومستنكراً في الوقت ذاته التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وسعي إسرائيل نحو الاستحواذ علي الجولان السورية.