رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نيويورك تايمز": أمريكا قلقة من توغل داعش في ليبيا

داعش
داعش

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قصف الطائرات الحربية الأمريكية لمدينة صبراتة على الساحل الشمالي لليبيا، والذي كان يستهدف أحد قادة تنظيم داعش متورط في هجمات على سائحين غربيين، إنما يسلط الضوء على الفجوة الآخذة في الاتساع بين العمليات العسكرية الأمريكية والجهود الدبلوماسية لإحلال السلام والاستقرار في منطقة تموج بالاضطرابات.

وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير بثته على موقعها الالكتروني اليوم السبت- أن الغارات الجوية على معسكر تدريب في صبراتة، واستهداف مسلح تونسي على صلة بالتخطيط لهجومين كبيرين ضد سائحين غربيين في تونس العام الماضي، يظهر بالتأكيد قلق الولايات المتحدة المتنامي إزاء أن يتخذ التنظيم الإرهابي ليبيا، كقاعدة جديدة له، كما يثبت استعداد واشنطن لاستخدام القوة الجوية ضد القادة المتشددين والبنية التحتية للتشدد.

واستدركت قائلة: إن كل انتصار تحققه الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب يؤكد أيضا اقتصار النهج الأمريكي على الدول التي يكون فيها داعش هو الاقوى، لافتة إلى أن التركيز على العمل العسكري لا يقترن بجهود دبلوماسية لحل القضايا السياسية الأساسية التي تسمح بازدهار ونجاح المتطرفين.

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن الجهود المبذولة في ليبيا لتشكيل حكومة وحدة وطنية لم تحقق تقدما يذكر، بينما في العراق، كان ثمة نجاح ضئيل في تخفيف غضب السنة، وفي سوريا، لم يتحقق بعد ما اعلن عن "وقف الاعمال العدائية".

وفي السياق ذاته، أصر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن ثمة احتمال أن تحرز العمليات السياسية الجارية في كل من هذه الدول، تقدما، بيد أنه يعترف بأن جميعها ولأسباب مختلفة هشة للغاية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الولايات المتحدة ألقت بكل ثقلها خلف مبادرة تقودها الأمم المتحدة للتوصل لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الفصائل المتحاربة في ليبيا، غير أن هذه العملية ابتليت بالتناحر بين الفصائل السياسية والعسكرية التي لا تعد ولا تحصى في البلاد التي مزقتها الحرب، لافتة إلى تنامي القلق الغربي في هذه الأثناء بشكل كبير إزاء توسع تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا.

وأشارت إلى أنه على مدى أسابيع، بحث مسؤولون أمريكيون وغربيون سبل القيام بحملة جوية محتملة ضد داعش في ليبيا، خاصة حول مقره الفعلي في مدينة سرت الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مضيفة أن مسؤولين ليبيين ووسائل إعلام ليبية افادوا بتواجد وحدات خاصة أمريكية وفرنسية وبريطانية وايطالية في البلاد في الأسابيع الأخيرة، ظاهريا في مهمات استطلاع واقامة اتصالات مع الميليشيات المحلية.

من جهة أخرى، أكد المسؤولون الأمريكيون أن الضربة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة أمس الجمعة لا تبشر ببداية لهذه الحملة، وما هي إلا استمرار لضربات موجهة تهدف إلى منع التنظيم الإرهابي من استخدام ليبيا كنقطة انطلاق لشن هجمات في المنطقة أو عبر البحر الأبيض المتوسط في أوروبا.

واختتمت نيويورك تايمز تقريرها بالقول أن داعش يواصل تقدمه في ليبيا، ما يؤكد أهمية تسوية الحرب الأهلية المتعددة الاوجه والتي أعطت لهذا التنظيم مساحة للتوسعوالانتشار.