رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عبد العزيز مكيوي".. الموت ينهى مأساة بطل "القاهرة 30".. النجم الوسيم يقضي سنواته الأخيرة مشردا على الأرصفة.. وتجاهل "المهن التمثيلية" يجبره على تسول طعامه

عبد العزيز مكيوى
عبد العزيز مكيوى

«كما عاش في صمت.. رحل أيضًا في صمت».. إنه الفنان عبدالعزيز مكيوي، الذي لم ينل من الشهرة الكثير بسبب قلة أعماله الفنية، لكن دوره في فيلم «القاهرة 30» يظل العلامة الأبرز في تاريخه الفني القليل.

بعد حياة مديدة، امتدت لأكثر من 82 عامًا، فارق «مكيوي» دنيانا، بعدما عاني من الإهمال لسنوات وسنوات بعدما اتخذ من الشارع مسكنًا بعدما تركه أهله ومعارفه وأصدقاءه يعيش حياة المشردين في الشوارع.

لم يكن يتخيل محمد عبد العزيز أحمد شحاتة، الفنان المثقف الذي ولد في 29 يناير 1934، ألا يعيره الناس الاهتمام على قدر ثقافته، وألا يكون علامة بارزة في تاريخ الفن، وأن يتركوه كالركام المهمل في شوارع مصر، يستجدي لقمة العيش.

بدايات «مكيوي»، الفنية، لم تكن توحي بالمصير الذي وصل إليه مع نهاية عمره، حيث حصل على بكالوريوس الفنون المسرحية في عام 1954، قسم تمثيل وإخراج، وأجاد اللغة الفرنسية والإنجليزية والروسية، وحصل على دبلومتين في السياسة وترجمة الأدب، وسافر لدراسة الإخراج في بعثة إلى الاتحاد السوفيتي أكملها في إنجلترا.

لم يظهر في الكثير من الأعمال الفنية، إلا أن دور «علي طه» في فيلم «القاهرة 30»، هو الأبرز في تاريخه رغم أنه أداه في بداية مشواره الفني، حيث جسد دور الشاب الجامعي المثقف الرافض لسيطرة الاحتلال في الأربعينيات على مصر، والعاشق لبطلة الفيلم «سعاد حسني»، التي عشقته، لكنها انحرفت في اتجاه مغاير مضحية بنفسها من أجل أهلها وأخوتها.

وبالإضافة إلى «القاهرة 30»، أدى مكيوي، أدوارًا مهمة في مسلسل «أوراق مصرية»، و«لا وقت للحب»، وفيلم «لا تطفئ الشمس».

ومن المفارقة، أن تأتي وفاة «مكيوي» بعد أيام من وفاة حمدي أحمد "محجوب عبدالدايم» بطل رواية «القاهرة 30»، ليكون شهر يناير، جامعًا لرحيلهما عن الدنيا، مثلما كانت الرواية سبب شهرتهما الفنية.