رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أعمال العنف تبرز البعد الطائفي للحرب في سوريا


أبرزت أعمال العنف في سوريا البعد الطائفي للحرب التي تعمق الانقسام بين السنة والشيعة في المنطقة.

وظهرت يوم الأربعاء مزاعم عن قيام جنود سوريين بنهب المساعدات الأجنبية بعدما قالت منظمة إغاثة "إن القوات تستولى على المساعدات وتعيد بيعها أو توزعها على الموالين للحكومة مما يعرض حياة الملايين للخطر".

وقال توفيق شمة الطبيب المقيم في جنيف والمتحدث باسم اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية "عندما يهاجم النظام واحدة من منشآتنا الطبية سواء كانت مستشفى أو غيره يحملون كل ما يمكنهم حمله ويحرقون ما تبقى".

وقد زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مخيمًا للاجئين السوريين في الأردن الأربعاء وقال "إن الجهود الرامية لوقف العنف باءت بالفشل حتى الآن".

وأضاف كاميرون قائلاً "أقف والحدود السورية خلفي مباشرة وكل ليلة يفر 500 لاجئ من أبشع أشكال الاضطهاد وإراقة الدماء ليصلوا إلى بر الأمان.. بصراحة فإن ما قمنا به حتى الآن لا يحقق نجاحًا".

وكان كاميرون قال الثلاثاء "إن عرض الحصانة من المحاكمة على الأسد يمكن أن يكون سبيلاً لإقناعه بترك السلطة لكنه قال الأربعاء "إنه سيتعين عليه مواجهة العدالة".

وقال أثناء زيارة لمخيم الزعتري الذي يضم نحو 30 ألف لاجئ سوري في شمال الأردن "أود أن أرى الرئيس الأسد وهو يواجه عدالة دولية كاملة بسبب الجرائم المروعة التي ارتكبها في حق شعبه".

وعقدت الخصومات الدولية والإقليمية مساعي التوسط للوصول إلى حل للصراع إذ استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات ضد مشروعات قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت تهدف إلى الضغط على الأسد.

وبدأ الصراع يجر إليه دولا مجاورة، ىوترد تركيا بالمثل على سقوط قذائف مورتر من سوريا على أراضيها جراء القتال بين المعارضة والقوات الحكومية.

وقال مسئول كبير بوزارة الخارجية التركية الأربعاء "إن الحكومة ستتقدم بطلب "وشيك" إلى حلف شمال الأطلسي لنشر صواريخ باتريوت لحماية حدودها مع سوريا التي تمتد لمسافة 910 كيلومترات.

وقال المسئول "إن هناك تهديدًا صاروخيًا محتملاً لتركيا من جانب سوريا وإن لتركيا الحق في اتخاذ خطوات للرد على مثل هذا التهديد، ولم يذكر مزيدًا من التفاصيل.

وتشعر الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى بإحباط متزايد بسبب الانقسامات والاقتتال بين الجماعات السورية المعارضة.

وفي محاولة جديدة لتحقيق الوحدة يجتمع المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية في الخارج اليوم في قطر لانتخاب زعيم وأمانة عامة جديدين، وسيجتمع المجلس الوطني السوري وجماعات أخرى الخميس لتشكيل كيان مدني جديد مؤلف من 50 فرد يختار لاحقًا حكومة مؤقتة لسوريا وينسق مع مقاتلي المعارضة هناك، وفيما يسلط الضوء على مدى انزلاق اللاجئين الفلسطيين إلى أتون الصراع قالت مصادر بالمعارضة "إن مقاتلين من المعارضة قتلوا عشرة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة الموالية للأسد في معركة قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق"، وأعلن مقاتلون من المعارضة وفلسطينيون موالون لها الأسبوع الماضي تشكيل وحدة جديدة لمحاربة الجبهة.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سونا) عن مصدر بوزارة الخارجية السورية قوله "إن سوريا ستقف بحزم ضد أي محاولة لجر الفلسطينيين إلى ما يجري في سوريا".

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) "إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الأمم المتحدة وروسيا إلى العمل على حماية الفلسطينيين في سوريا".

وأسفرت غارات جوية وهجمات بالمدفعية شنها الجيش السوري في الأسابيع القليلة الماضية عن تدمير أحياء كاملة بالعاصمة وأجزاء من بلدات ومدن في مناطق أخرى.

لكن رغم كل هذه القوة العسكرية لا يبدو أن قوات الأسد تقترب من التغلب على مقاتلي المعارضة المسلحين بأسلحة خفيفة والعاجزين بدورهم أيضا حتى الآن عن الإطاحة بالرئيس السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "إن لديه أسماء ما لا يقل عن 38 ألف شخص أكد أقارب أو اصدقاء مقتلهم، ويرتفع عدد القتلى يوميًا حيث شهدت بعض الأسابيع مقتل ألف شخص أو أكثر".