العاملون بمستشفى "فلسطين" يحتجون ضد قرارات مجلس الإدارة.. وتهديدات بإغلاقها في حال استمرار التظاهرات
قرارات مفاجئة لا تضع في اعتبارها مصلحة الفقير والمحتاج.. ترفع شعار تحقيق الأرباح.. فمع تغيير قيادة أي مؤسسة.. تسود حالة من الترقب علي العاملين في انتظار ما تأتي به الرياح.
وفي مستشفى "فلسطين" جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فمع تولي الدكتور"عبد المنعم سعيد" منصب المدير العام لمستشفي فلسطين، والذي تم تعيينه منذ شهر ونصف، قام بتفريغ المستشفى من جميع الكوادر الطبية بحجة عدم التخصص، وحرم الأطباء الحاصلين على شهادة البكالوريوس فقط من دخول العمليات أو الكشف على المرضى بالعيادات، بالرغم من ممارستهم للعمل لأكثر من عشرين عاما.
وأكد العاملون بالمستشفى، إن المدير العام فرَّغ المستشفى من جميع الكوادر الطبية، واستبدلهم بآخرين من أتباعه -على حد وصفهم- ممن يتقاضون رواتبهم بالدولار.
وعلق العاملون لافتات على جدران المستشفي تدين "أسامة الحلواني" المسئول عن التطوير، والمتسبب في تفريغ كوادر المستشفى لصالح من أتى بهم، مكتوب عليها " أسامة الحلواني.. الدولارات تبيح المحظورات".
وطالب العاملون المحتجون لليوم الثاني على التوالي، بإقالة المدير العام للمستشفى، وإنهاء عقد شركة "QMD" والمتمثلة في الدكتور أسامة الحلواني، المسئول الجديد عن أعمال التطوير، وكذلك إلغاء جميع القرارات الصادرة عن "الحلواني" بإحلال "أتباعه"- على حد وصفهم- بدلًا من العاملين الأساسيين من أطباء وموظفين وممرضين، بالإضافة إلى تشكيل لجنة تيسير الأعمال لحين تشكيل إدارة جديدة، والتعجيل بتعديل كوادر الموظفين، وتعديل رواتبهم، بالتزامن مع غلاء المعيشة.
ومزق هاني الكتري، ممثل العاملين المحتجين على سياسة مجلس الإدارة الحالي، ورقة تعيين رئيس مجلس الإدارة، الدكتور عبد المنعم سعيد؛ لعدم الاعتراف به، مطالبا بعدم التعامل مع الإدارة الحالية، التي منعت الأطباء الحاصلين على بكالوريوس من ممارسة عملهم بعد 20 عامًا بحجة عدم التخصص.
وأوضح الدكتور صبري عبد المنعم، أخصائي الأنف والأذن، أنه يعمل بالمستشفى منذ ثلاثين عامًا ويتقاضى ثلاثة آلاف جنيه، وعينت الإدارة ممثل للتطوير يتقاضى ثلاثين ألف جنيه.
فيما استهزأ رامي الحسيني، عضو مجلس إدارة المستشفى، مطالب الأطباء والممرضين المحتجين؛ اعتراضًا على سياسات رئيس مجلس الإدارة.
وأكد جمال الشوا، عضو مجلس الإدارة، أنه لا يوجد أي شخص يملك القدرة على تغيير أي قرار يُعتمد من الإدارة العليا، والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن".
وعبر العاملون بالمستشفى عن استيائهم من تصريحات "الشوا"، مؤكدين أن تغيير مجلس الإدارة السابق جاء بناء على طلب منهم، وتغير المجلس الحالي سيكون بأيديهم، الأمر الذي أثار غضب أعضاء مجلس الإدارة، ودفعهم للانسحاب من الاجتماع.
وأطلقت العاملات بالمستشفي الزغاريد عقب المشادات التي وقعت بين الدكتور "صبري عبد المنعم" وعضو مجلس الإدارة " رامي الحسيني"، مرددين هتافات: "ياللي ساكت ساكت ليه خدت حقك ولا إيه"، "مش هنسلم مش هنطاطي إحنا كرهنا الصوت الواطي"، "أرحل يا مجلس الإدارة"، "البيت بيت أبونا والغرب بيطردونا".
وفي سياق متصل، قال جمال الشوا، أحد أعضاء المجلس، إن أي قرار اتخذته الإدارة يهدف إلى تطوير المستشفى، مؤكدًا أنه منذ تولي المجلس الحالي إدارة المستشفى، لوحظ تدني رواتب العاملين وهو ما يصعب تعويضه؛ حيث تبلغ الخسائر السنوية للمستشفى 5 ملايين جنيه.
وأشار إلى استحالة تحسين رواتب العاملين بالمستشفى إلا بعد تطويرها، وطالبهم بالتفكير بعقل وعدم الانصياع وراء أي شخص، مشيرًا إلى أنه لولا تدخل الصندوق القومي والرئيس محمود عباس أبو مازن؛ لأُغلقت المستشفى منذ وقت طويل.
وأكد "الشوا" أنه لا توجد نية للاستغناء عن أي عامل أو موظف بالمستشفى، مشيرا ألي أنهم يسعون لتطبيق الحد الأدنى للأجور، لأن هناك موظفين لا تتعدى مرتباتهم الـ 700 جنيه، بالإضافة إلى الحاجة لمعدات من أجل تحسين الخدمة بالمستشفى التي تحمل اسم فلسطين.
وعلى صعيد آخر، هدد أعضاء مجلس الإدارة العاملين بالمستشفى، من أن "جمال الشوبكي" السفير الفلسطيني، سيغلق المستشفى في حال استمرار تظاهرات العاملين حتى يوم الخميس القادم، مع الاستمرار في إعطائهم مرتباتهم وهم بالمنزل، الأمر الذي دفع ستة أعضاء من ممثلي العاملين من التوجه لمقر السفارة بالدقي لمقابلة السفير الفلسطيني.
ووعد السفير العاملين، باعتماد الكادر الجديد بعد ثلاثة أسابيع، مع إلغاء قرار منع الأطباء الحاصلين على البكالوريوس من ممارسة عملهم، مطالبًا إياهم بالتعامل مع الإدارة لحين إنهاء التعاقد بعد عام، علاوة على تقبل شركات التطوير القادمة للمستشفى لحين إنهاء فترة عملها والمقدر لها أربعة أشهر فقط.
وأعلن العاملين بالمستشفى إصرارهم على استمرار وقفاتهم الاحتجاجية بشكل يومي دون تعطيل لسير العمل، مؤكدين عدم التزامهم بأي قرار يصدر من قبل الإدارة الجديدة ومنع التعامل معهم بشكل نهائي.
وتابعوا أن الإدارة لم تحقق أي ربح أو تطوير منذ قدومها من قرابة شهر ونصف، والعاملين بالمستشفى مازالوا يعملون على نهج الإدارة السابقة.
ولم تقتصر الوقفة علي العاملين بالمستشفي، وشاركهم المرضي، حيث عبرت الحاجة "شاهيناز ذكي" عن غضبها من سوء المعاملة، معلنة مشاركتها بالوقفة الاحتجاجية.
وقالت إنها من ذوي شهداء الأسر الفلسطينية، كونها متزوجة من فلسطيني الجنسية، وتتلقى العلاج منذ أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومن بعده فتحي عرفات دون أن تواجه أي عوائق.
وأضافت أن الإدارة الجديدة طالبتها بدفع 17 ألف ونصف نظير الخدمة الطبية المقدمة لها، مؤكدة أنها أولادها فلسطينيين والمستشفى بيتها الذي عاشت فيه، واليوم الإدارة الجديدة تريد استثمارها".