رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شجرة دُر أمريكا تُفقد رومنى صوابه!


كم هى محنكة، تلك المرأة من زمن العولمة التى أصابت ميت رومنى فى مقتل بإعلانها تحمل المسؤلية عن أحداث قنصلية بنى غازى يوم الحادى عشر من سبتمبر الماضى في مقابلة مع شبكات تلفزيونية أمريكية.

فبفطنة معهودة لوزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلارى كلينتون، رأت أن هجوم بنى غازى جاء بما لا تشتهى السفن التى يعتلى ظهرها الرئيس الأمريكى باراك أوباما.. وفى نفس الوقت كانت بمثابة نسمات على شخص المنافس الجمهورى ميت رومنى، إلا أنها استطاعت أن تقلب الأمور رأسا على عقب بتحملها المسؤلية كاملة وبذلك جنبت الرئيس أوباما ويلات الأحداث التى توالت عاصفة بالإدارة الأمريكية.

وهذا ما ذكّرنى بموقف شجرة الدُّر المصرية لما كانت تمتلكه من الكياسة والذكاء النادر فى عالم السياسة. وبالرغم أن الحادث أودى بحياة السفير الاميركي في ليبيا بالإضافة إلى ثلاثة آخرين من الأمريكان كرد فعل لعمل درامى جبان يتعلق بازدراء الأديان.

فهى تتولى وزارة الخارجية التي توظف 60 الف شخص في العالم باسره يتوزعون على 275 مركزا دبلوماسيا وقنصليا، إلا أن شجاعتها الأدبية كانت على مستوى المسؤلية.

وإن كنت أختلف مع صحيفة THE NEW YORK TIMES التى أعتبرت أن تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون بشأن تحملها مسئولية هجوم بنغازى تبدو على أنها جهد لتحصين الرئيس الأمريكى باراك أوباما من النقد بسبب أية هفوات أمنية فى ليبيا فى الوقت الذى يستعد فيه لمناظرة يوم الثلاثاء الماضى مع منافسه الجمهورى ميت رومنى.

وذهبت الصحيفة إن كلينتون كانت تسعى فى تصريحاتهاإلى تفسير سبب تأكيد الإدارة الأمريكية فى السابق بأن هجوم بنغازى سبقه مظاهرة ضد الفيديو المعادى للإسلام لكن فى وقت لاحق تمت الإفادة بأن ما يبدو هو أن لم يكن هناك مثل هذا الاحتجاج.

ولفتت الصحيفة إلى أن كلينتون قالت إنه دائما ما يكون هناك ارتباك بعد مثل هذا الهجوم، مضيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية تورطت فى تجربة قاسية وطويلة من أجل التعرف على ما حدث.

وتابعت الصحيفة أن كلينتون أوضحت أن هدفها هو ضمان أن مثل تلك الهجمات لا تحدث مجددا قائلة لا يمكننا ألا نخرط بالأمر. لا يمكننا التراجع .

وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدار الأسبوع الماضى كان هناك نقاش متصاعد بشأن الإجراءات الأمنية التى أسست لها إدارة أوباما من أجل السفارة الأمريكية فى طرابلس وبعثتها الدبلوماسية فى بنغازى.

على أية حال.. أجزم أن السيدة هيلارى تجيد سياسة الكر والفر .. فليس غريبا أن تكون اللاعب الخارجى للولايات المتحدة الأمريكية حاليا ولاحقا.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.