رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا سيصوت عرب أمريكا لأوباما؟!


يتوجه الناخبون الأمريكيون فى بداية الشهر المقبل إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد ، والذى يتنافس على هذا المنصب الرئيس الحالى وممثل الحزب الديمقراطى باراك أوباما، ومنافسه المرشح الجمهورى ميت رومنى.


ووفقا لما ذكره موقع SWISS INFO.CH الإخبارى حول الانتخابات الأمريكية المقبلة، فأن أحدث استطلاع لآراء الناخبين العرب الأمريكيين قد أظهر أن نسبة 52 % منهم سيصوتون لصالح الرئيس أوباما وأن نسبة من سيصوتون لمنافسه الجمهوري ميت رومني لن تزيد عن 28 % ، فيما لم تقرر نسبة 16 % من العرب الأمريكيين لمن سيمنحون أصواتهم في انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم.

وأشار الموقع الإخبارى إلى أن الاستطلاع أعدته مؤسسة "زغبي إنترناشيونال" لبحوث الرأي العام وفسر نتائجها الدكتور جيمس زغبي ، رئيس المعهد العربي- الأمريكي الذي قال: " تحمل هذه النتائج أخبارا طيبة وأنباء سيِّئة للرئيس أوباما.. فبينما يظهر تفوقه بين الناخبين من العرب الأمريكيين على منافسه الجمهوري بفارق 24%، فإنها تظهر أيضا تراجعا بنسبة 15% بين الناخبين من العرب الأمريكيين في تأييد أوباما، حيث ساندته نسبة 67% منهم في انتخابات الرئاسة عام 2008".

وقال الدكتور جيمس أن الاستطلاع أظهر بوضوح كيف أن هناك تآكلا مستمرا في تأييد الناخبين من العرب الأمريكيين لمرشحي الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية ، ففى الوقت الذى ترشح به جورج بوش الابن في عام 2000، كانت نسبة الناخبين العرب الأمريكيين المؤيِّدين للحزب الديمقراطي 40%، وكانت نسبة المساندين منهم للحزب الجمهوري 38% فقط.

وأشار إلى أنه في أعقاب غزو العراق وانتهاج سياسات المحافظين الجدد، وشنِّ الحرب على الإرهاب ، التي سرعان ما تحولت إلى استهداف للعرب والمسلمين، اتَّسعت الفجوة شيئا فشيئا لتصبح في عام 2004 النسبة 43 % للديمقراطيين، مقابل 31% للجمهوريين .

ومع نهاية فترة بوش الثانية في عام 2008، مالت نسبة 54% من العرب الأمريكيين، لمساندة الحزب الديمقراطي، وتراجعت مساندتهم للحزب الجمهوري إلى 27%، وأظهر الاستطلاع الأخير استمرار مساندة الناخبين العرب للحزب الديمقراطي بنسبة اثنين إلى واحد، ولكن رافق ذلك ازدياد مطَّرد في نسبة المستقلين من الناخبين العرب الأمريكيين من 45% عام 2002 إلى 22% هذا العام.

وحول أسباب تراجع تأييد الجمهوريين .. ذكر SWISS INFO.CH فى تقريره أنه بعد ما كان الناخبون من العرب الأمريكيين، الذين يساندون الحزب الجمهوري، يبرِّرون تأييدهم له بأنه الأقرب إلى قيمهم المحافظة والأكثر حرصا على أهمية ودور الأسرة، أدت ممارسات وتوجهات الجمهوريين، إلى نفور عدد متزايد من الناخبين العرب الأمريكيين من الحزب الجمهوري.

ويفسر الدكتور جيمس زغبي ذلك فيقول " بدأ انخفاض معدل تأييد العرب الأمريكيين للحزب الجمهوري، بسياسات المحافظين الجدد في فترتي بوش الابن ثم معارضتهم الشرسة لبناء مركز إسلامي في نيويورك، ثم التشكيك الحالي في ولائهم والمناداة بأن يتم إجبار المسلمون الأمريكيون على حلف قسم إضافي بالولاء للولايات المتحدة، وتنافس الجمهوريين في الإساءة للدول العربية والإسلامية، واتخاذ مواقف عدائية إزاء العرب والمسلمين لدى مناقشة أي قضية تتعلق بالشرق الأوسط، مما أعطى نسبة أكبر من الناخبين العرب الأمريكيين إحساسا بأجواء مخيفة من عدم التسامح والتمييز بين قيادات الحزب الجمهوري، خاصة أنصار مجموعة الشاي، التي ملأت الفراغ الشاغر في قيادة الحزب الجمهوري".

وقال الدكتور جيمس رئيس المعهد العربي الأمريكي إن الاستطلاع أظهر أن المسلمين من الناخبين العرب الأمريكيين سيصوِّتون بنسبة 75% لصالح أوباما، مقابل 8% فقط لصالح منافسه الجمهوري ميت رومني.

وحول هموم الناخب العربى الأمريكى.. سارع الدكتور جيمس إلى التنبيه إلى حقيقة أخرى أظهرها الاستطلاع، وهي أن تفضيل غالبية من الناخبين العرب الأمريكيين للتصويت لأوباما في نوفمبر القادم، لا تعود إلى أسباب سياسية أو استنادا إلى مواقفه من القضية الفلسطينية .

وقال" أكدت نسبة 82% من الناخبين العرب الأمريكيين، الذين استطلعت آراؤهم، أن أهم القضايا التي يختارون على أساسها الرئيس القادم للولايات المتحدة، هي الاقتصاد وفرص العمل، ثم تأتي السياسة الخارجية في المرتبة الثانية بنسبة 27%، غير أن ما لا يقل عن 80 % من العرب الأمريكيين، قالوا إن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي مهم في عملية اختيار من سيصوِّتون له في نوفمبر القادم".

كما أعربت نسبة 63% من الناخبين العرب الأمريكيين عن اعتقادهم بأن حماية الحقوق المدنية، هي أمر بالغ الأهمية وهم يقرِّرون لمن يدلون بأصواتهم في السادس من نوفمبر، بل إن ثلث الناخبين العرب الأمريكيين، الذين قرروا التصويت لأوباما، قالوا إنهم سيصوِّتون له لأنهم يحبذون مواقفه من الاقتصاد والقضايا الداخلية، وقالت نسبة عشرين في المائة، إنهم سيصوتون لأوباما، لأنهم لا يحبون مواقف رومني المتطرفة.

ونقل موقع SWISS INFO.CH عن جيمس موران عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطي - حول رأيه في تراجع تأييد العرب الأمريكيين لأوباما هذا العام، بالمقارنة مع عام 2008 - قوله "أعتقد أن الناخبين في عام 2008 كانوا يبحثون عن مسيح يخلِّصهم من خطايا سنوات جورج بوش، وقد أدركوا الآن أن الرئيس أوباما مجرد إنسان يصيب ويخطئ".

وتابع " في اعتقادي أنه حول الالتزام بما وعد به، ولكن المشكلة أنه في كل مرة كان يواجه العراقيل من الكونجرس، الذي وضع الجمهوريون فيه أولويتهم الأولى في أن لا يتم انتخابه لفترة رئاسية ثانية".

وأردف بالقول .." لكن إذا فاز في نوفمبر، فلن يكون هناك مبرِّرا أمام الجمهوريين للاستمرار في عرقلة سياساته"، وهي إشارة إلى وقوف الكونجرس مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ضد طرح الرئيس أوباما لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، على أساس خطوط الرابع من يونيو عام 196".

إلى ذلك قال عضو الكونجرس السابق عن الحزب الجمهوري توم ديفيس وأحد أعضاء حملة رومني الرئاسية .." على الناخبين من العرب الأمريكيين أن يستمعوا إلى الجانبين وأن يدركوا أن حملة المرشح الجمهوري مت رومني ترحب بأصواتهم ، وأن معظم من نجحوا في الوصول إلى عضوية الكونجرس من العرب الأمريكيين ، كانوا من الجمهوريين".

وأرجع العضو السابق عن الحزب الجمهوري السبب في الانطباع السائد بأن شعبية الحزب الجمهوري تتقلص بين العرب الأمريكيين ، إلى أن معظم النشاط الحزبي للعرب الأمريكيين ، يقوده نشطاء في الحزب الديمقراطي.

ووفقا للموقع السويسري فإن استطلاع الرأي ، الذي أجراه زغبي ، أظهر أن معظم العرب الأمريكيين وضعوا الاقتصاد وفرص العمل كأولوية قصوى لهم، ولذلك سيكون رومني، هو الأقرب للوفاء بتطلعاتهم بعد أن أخفق أوباما في الاقتصاد وخلق وظائف بقدر كاف.

غير أن جيمس الزغبي قال "ليس للحزب الجمهوري حاليا رسالة وجهها للعرب الأمريكيين ، وكل ما وصل إليهم هي مواقف عدائية للجمهوريين من قضايا الشرق الأوسط ، ومن حرياتهم المدنية ، ومواقف تنم عن الكراهية للإسلام والمسلمين، ولن تؤدي هذه التوجهات إلى تعاطف أصوات الناخبين من العرب الأمريكيين مع الحزب الجمهوري ولا مرشحيه".

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.