أقدم بياع بُن الحاج إبراهيم: شغلتى ظبط مزاج الناس
داخل محل صغير فى أحد الأزقة القديمة بشوارع كفرالشيخ، يقف إبراهيم مصطفى، ذو الـ٨٢ عامًا، يمارس بكل نشاط مهنته التى ورثها أبًا عن جد، وهى تحميص البن وبيعه للراغبين فى ضبط مزاجهم بفنجان قهوة مصنوع من بن مميز عتيق اعتادوا شراءه من «الحاج إبراهيم» منذ عشرات السنوات.
بصوت مرهق ومتعب من العمر، لكنه مفعم بالنشاط والحيوية حبًا لمهنة عمره، قال أقدم بائع بن فى كفرالشيخ: «أعمل فى صناعة البن وتحميصه منذ أن كان عمرى ٥ سنوات، مع والدى الذى ورث هذه المهنة عن والده منذ أكثر من ١٢٠ عامًا، وهو عمر هذا المحل الذى أقف فيه حاليًا، وحرصت على تركه بكل تفاصيله القديمة، التى احتفظ بها على مدار أكثر من قرن، ليكون بمثابة علامة مسجلة فى بيع البن على مستوى المحافظة».
وأضاف «الحاج إبراهيم»: «هنا عشت طفولتى وشبابى وشيخوختى، وسأموت فى هذا المحل وأنا أمارس مهنتى، التى أستمتع بها بشدة، ولا أشعر نهائيًا بالتعب ولا تقدم العمر طيلة اشتغالى بها».
وأكد امتلاك المحل «زبائن ثابتين» منذ أكثر من ٥٠ عامًا، وهم لا يعرفون شرب القهوة عند أى بائع آخر، مضيفًا: «مهمتى ومتعتى فى الحياة تظبيط مزاج الناس بفنجان قهوة مظبوط».
وواصل: «كان والدى يعلمنى ما تعلمه من والده فى صناعة البن، وأهم شىء تعلمته منهما أن مزاج الناس لا يُستهان به مطلقًا، ففنجان القهوة وحده قادر على تحسين المزاج وتهدئة الأعصاب وهذا ما أحرص عليه مع زبائنى، الذين لا يتحسن مزاجهم سوى بالبن الخاص بى».
وكما فعل والده معه، وفعل جده مع والده، يحرص «الحاج إبراهيم» على تعليم أولاده مهنة الأجداد حتى لا تندثر، معتبرًا أن «مهمتنا هى الحفاظ على أمزجة الزبائن الذين تعودوا على المحل منذ عشرات السنين».