رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطريق إلى البيت الأبيض.. ترقب عالمى لسباق «الفيل الأحمر» و«الحمار الأزرق»

ترامب وهاريس
ترامب وهاريس

تتجه أنظار العالم إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تُجرى فيها يوم الخامس من شهر نوفمبر الجاري، الانتخابات الرئاسية التي ستحسم النتيجة بوصول الرئيس السابق دونالد ترامب أو نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى المكتب البيضاوي.

ويخوض ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري الذي يتخذ من الفيل شعارًا انتخابيا له ويتخذ دائما اللون الأحمر، لذا يعرف الحزب الجمهوري باسم “الفيل الأحمر”، فيما تخوض كامالا هاريس الانتخابات عن الحزب الديمقراطي الذي يتخذ من الحمار شعارا له ويتخذ دائما اللون الأزرق لذا يعرف الحزب الديمقراطي في الأوساط الأمريكية باسم “الحمار الأزرق”.

وتأتي الانتخابات بعد ما يزيد على عام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وخوض إسرائيل حربا جديدة ضد لبنان، وفي الغرب تتواصل الحرب الأوكرانية للعام الثالث، وسط تنامي قوة الصين المنافس الأول والأكبر للولايات المتحدة في العالم.

وينظر إلى الانتخابات الحالية على أنها غير محسومة حتى باستطلاعات الرأي التي لم ترجح كفة أي من المتنافسين.

وقال المحلل السياسي الأمريكي الدكتور عاطف عبدالجواد، إن استطلاعات الرأي توضح حتى الآن تقاربا شديدا بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب والمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، وهناك احتمال في أن يتعادل المرشحان في عدد أصوات المجمع الانتخابي بـ296 لكل منهما، لأنه يلزم حصول المرشح على 270 من هذه الأصوات للفوز بالرئاسة.

أصوات المجمع الانتخابي

وأوضح عبدالجواد لـ"الدستور" أن الرئيس الأمريكي لا يُنتخب بالأصوات الشعبية بل بأصوات ما يعرف بالمجمع الانتخابي أو "الكلية الانتخابية". ولكل ولاية أمريكية عدد محدد من أصوات هذا المجمع يتناسب مع حجم الولاية وعدد سكانها.

وأضاف أنه إذا تعادل المرشحان تحال عملية التصويت إلى مجلس النواب الأمريكي لاختيار الرئيس وإلى مجلس الشيوخ لانتخاب نائب الرئيس.

وتابع بقوله: بسبب التقارب الشديد بين المرشحين الرئيسيين ترامب وهاريس، يركز كل منهما الآن على خمس ولايات متأرجحة؛ فالمرشح الديمقراطي يتمتع تقليديا وتلقائيا بتأييد الولايات الواقعة على الساحلين الشرقي والغربي، بينما تصوت ولايات أواسط وجنوبي البلاد تقليديا للمرشح الجمهوري.

وأشار عبدالجواد إلى أن الولايات المتأرجحة هي  ست ولايات، تشمل "ميشيجان، ويسكونسن، بنسلفانيا، جورجيا، أريزونا، ونورث كارولينا". ويمضي المرشحان معظم الأيام الأخيرة قبل الخامس من نوفمبر في استمالة الناخبين في هذه الولايات. 

وواصل قائلا: في الوقت الراهن، تُظهر الخارطة الانتخابية أن الجمهوري ترامب يتمتع بمائتين وتسعة عشر صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، بينما تتفوق عليه المرشحة الديموقراطية هاريس بفارق ستة أصوات فقط، وقد يتغير هذا مع التغير في بعض توجهات الولايات المتأرجحة خلال الأيام القليلة المقبلة.

ونوه بأن السياسة الخارجية تلعب دورا ثانويا في أي انتخابات أمريكية بما في ذلك الشرق الأوسط. لكن ولاية ميشيجان التي يقطنها عدد كبير من الناخبين من أصول عربية وإسلامية توضح الدور الكبير الذي يلعبه الشرق الأوسط في الانتخابات الراهنة.

تأثير إيلون ماسك

وردا على سؤال من هو المرشح الأكثر حظا للوصول إلى المكتب البيضاوي، قال المحلل السياسي الأمريكي مايكل مورجان، إن المنافسة في الوقت الحالي شديدة جدا، ومن الواضح أنها ستبقي كذلك حتى يوم الانتخابات، ولكن هناك تصاعدا ملحوظا لأسهم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي استطاع تقليص الفارق في الولايات  المتأرجحة.

وأضاف مورجان لـ"الدستور"، أن ترامب استطاع تقليص الفارق والتقدم على هاريس في عديد الولايات، متابعا: من الواضح أنه بعد مبادرة رجل الأعمال المعروف إيلون ماسك، سوف يتحرك الجمهوريون الذين لم يكونوا مسجلين في قاعدة الانتخابات من قبل، والأمر الذي سوف يشجع "حزب الكنبة" للمشاركة في الانتخابات.

وحول موقع الشرق الأوسط في أجندة الديمقراطيين والجمهوريين، قال مورجان: أعتقد أن أجندة أي من الطرفين ستكون متشابهة تجاه المنطقة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات بشكل كبير، ومن الصعب أن يكون هناك اختلاف حاد على طريقة التعامل مع النفقات الخارجية إلا في حدود ضيقة جدا، وهذا الأمر اتضح جليا في ظل الحرب على غزة.

وواصل قائلا: على الرغم من ذلك، نرى أن ترامب يتجه أكثر نحو التسوية السلمية وتفادي الصراعات والمواجهات العسكرية، وهذه هي طريقته ونهجه الذي سار عليه خلال 4 سنوات سابقة في البيت الأبيض، بعكس ما لمسه الشرق الأوسط خلال فترة حكم جو بايدن الذي شهد حربين كبيرين.

الاتجاه في الطريق الخطأ

وقال الدكتور إحسان الخطيب عضو الحزب الجمهوري، إنه من المبكر القول بأن أيا من الرئيس السابق دونالد ترامب أو نائبة الرئيس كامالا هاريس، قادر على حسم نتيجة الانتخابات، فالنتائج ما زالت في مجال الخطأ الحسابي، والأحوط عدم قول هذا أو ذاك.

وأضاف الخطيب لـ"الدستور"، أنه من المنطقي إذا أخذنا التاريخ مقياسا، فإن قول أغلب الأمريكيين يرون أن البلد يسير في الاتجاه الخطأ وهو ما يوحي بأن الحزب الحاكم يتجه للهزيمة، وفوز ترامب.

وتابع بقوله: النتائج متقاربة في الولايات المتأرجحة، لكن تاريخيا، الاستطلاعات تقلل من الدعم الحقيقي لـ ترامب.

وأشار إلى أن السياسة الخارجية ليست في سلم الأولويات بالنسبة لـ ترامب أو هاريس؛ لكن الملف الاقتصادي ومسألة ضبط الحدود تأتي على رأس اهتمامات أي إدارة ستتولى زمام الأمور.

وأكد “الخطيب” أن أي تغيير سيكون أفضل من الوضع الراهن، مع غياب القيادة واستسلام البيت الأبيض لرغبات رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في وقت نرى وعود ترامب وهاريس كلاهما يعد بإنهاء الحرب.