الإعلام المُعادى والكذبة الكبرى
هل من المعقول أو المقبول أن يصدق أى مواطن مصرى أو غير مصرى شائعة تعاون مصر مع الاحتلال الصهيونى فى عملياته العسكرية البشعة داخل غزة؟ هل هذا يقبله أى عقل أو منطق؟ بالتأكيد ألف لا، فهذه شائعة من شائعات الإعلام المُعادى، وعلى رأسه جماعة الإخوان الإرهابية التى تستغل وسائل التواصل الاجتماعى، لنشر مثل هذه الأكاذيب غير المنطقية على الإطلاق، بهدف زعزعة استقرار وأمن البلاد.
وكذلك بهدف نشر الفتنة والاضطراب والفرقة والانقسام بين جموع المواطنين، هل يعقل تصديق هذا الهراء ومصر التى تكاد تكون الدولة الوحيدة التى تحمل على عاتقها وأكتافها عبء القضية الفلسطينية، ومنذ اندلاع الحرب حتى كتابة هذه السطور تنادى وتقدم العديد من المبادرات لوقف إطلاق النار وترفضها إسرائيل بل وتعرقلها؟ كذلك فإن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل لقاءاته المتواصلة مع جميع الأطراف الدولية تؤكد ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية وإنفاذ المساعدات إلى أهالى قطاع غزة، فهل مع كل هذا يقبل العقل والمنطق مثل هذه الشائعة.
إن الهدف هو بث الفرقة بين جموع المصريين، وكما قلت، مرارًا وتكرارًا، إن جماعة الإخوان التى غارت إلى غير رجعة، لم يعد أمامها سوى سلاح واحد هو سلاح الشائعات فى محاولات يائسة منها؛ لبث اليأس والإحباط، وهذا لن يتحقق أبدًا فى ظل كياسة ووعى الشعب ورشد وفطنة ووطنية القيادة السياسية التى تدير مقاليد الأمور بصلابة ووطنية بالغة.
هذا ما دفع المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة المصرية إلى إصدار بيان عاجل بنفى هذه الشائعة، مطالبًا جميع وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع المختلفة بضرورة تحرى الدقة وعدم تداول الأخبار الكاذبة. وقد صدق الأخ والصديق العزيز الدكتور محمد الباز عندما نشر على صفحته بـ«فيسبوك» رأيًا قال فيه، قبل ساعات كانت صفحات اللجان الإلكترونية ومنصات الإعلام المُعادى تروج لكذبة كبرى من أكاذيب الإعلام الأجنبى عن سفينة تحمل ذخيرة متوجهة إلى إسرائيل عبر الإسكندرية.
ورغم أن الخبر يتنافى مع أى منطق أو عقل، ويتناقض مع ثوابت الدولة المصرية فى موقفها من الحرب القائمة فى غزة، وهو الموقف الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر من مرة، إلا أننى وجدت من يسهم فى نشر الخبر الكاذب ويطالب بالرد عليه.
وحسنًا فعل المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، الذى أصدر بيانًا نفى فيه تمامًا وبشكل قاطع ما تم تداوله بشأن السفينة المزعومة، وتكذيب ما يتم ترويجه عن مساعدة إسرائيل فى عملياتها العسكرية جملة وتفصيلًا. المتحدث العسكرى قال بشكل قاطع: «لا يوجد أى شكل من التعاون مع إسرائيل».
العقل يقول الآن يجب أن ننحاز إلى رواية قواتنا المسلحة، والمنطق يقول إننا لا بد أن نصدقها، فليس معقولًا أن نروج كلامًا لقيطًا لا أساس له من الصحة، ولا نلتفت إلى بيان القوات المسلحة القاطع فى هذه المسألة.
وإذا احتج أحد بأن المعلومات نشرها الإعلام الأجنبى، فهذا الإعلام الأجنبى ليس فوق مستوى الشبهات، وقد تعودنا منه محاولة توريط مصر أكثر من مرة فى هذه الحرب.
بلدنا ينحاز إلى الحق.. وجيشنا شريف لا يمكنه أن يسهم فى تسهيل قتل الأشقاء بفلسطين، لم يفعلها ولن يفعلها أبدًا.. فاستقيموا يرحمكم الله.
لقد شهد العقد الماضى تزايدًا ملحوظًا فى استغلال الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، وسائل التواصل الاجتماعى كسلاح للتأثير على الرأى العام ونشر الفوضى. وفى حالة مصر، اتخذ هذا الاستغلال أبعادًا خطيرة، حيث استهدفت الجماعة بث الشائعات والأخبار الزائفة بهدف تشويه صورة الدولة وتقويض استقرارها. وتتميز وسائل التواصل الاجتماعى بسهولة الوصول إليها وانتشارها الواسع، ما يسهل على الجماعة الوصول إلى شريحة عريضة من الجمهور.
ولا تتطلب حملات التضليل عبر وسائل التواصل الاجتماعى تكاليف باهظة، ما يجعلها فى متناول الجماعات الإرهابية التى تقوم بإنشاء صفحات وحسابات وهمية على مختلف المنصات؛ لنشر الشائعات والأخبار الزائفة.
ويتم استخدام الهاشتاجات الشائعة والمتعلقة بالأحداث الجارية للترويج للشائعات، ويتم تداول أخبار كاذبة عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى مصر، بهدف زعزعة الثقة فى الحكومة. وتهدف الجماعة إلى زعزعة الاستقرار فى مصر وإثارة الفوضى، وتشويه صورة الدولة المصرية فى الداخل والخارج، إضافة إلى تقويض ثقة الشعب المصرى فى النظام.
وتعد الشائعات ظاهرة اجتماعية معقدة تتأثر بالعديد من العوامل، وتشكل تهديدًا للأمن والاستقرار المجتمعى. وفى حالة مصر، تكتسب هذه الظاهرة أهمية خاصة، نظرًا لدورها فى التأثير على الرأى العام والاقتصاد والسياحة، لكن وعى المصريين وفطنتهم حائط صد فى مواجهة أكاذيب الإعلام المعادى، التى تروجها جماعات الإرهاب على وسائل التواصل الاجتماعى.