"ركنة سيارة" كانت كفيلة أن تقتل شابًا في مقتبل العمر وتضع والده داخل العناية المركزة، وتحرق قلب أم شهدت نجلها ينمو بين أضلعها يومًا تلو الآخر جثة هامدة وسط الشارع في منطقة المطرية، فكانت البداية منذ عدة أشهر ماضية أثناء مرور الشاب "محمود" بسيارته التي يعمل عليها لمساعدة أسرته في متطلبات الحياة، وكان المتهم يمر بسيارته ورفض الرجوع للخلف حتى يمر الشاب، الأمر الذي جعل المتهم ينهال على الشاب بألفاظ نابية ونشبت بينهما مشادة كلامية انتهت عندما تدخل الجيران.
تربص ووعد بالقتل
كانت الساعة عقاربها تشير إلى التاسعة مساءً عندما كان والد "محمود" يستقل السيارة وقام بركنها في المكان المعتاد لها، ليأتي المتهم ويرفض أن يترك سيارته هنا بحجة أنه يريد هذا المكان، وبدأ في تكسير السيارة وترهيب الجيران، لم تمر سوى دقائق معدودة وكان الشاب "محمود" يهرول مسرعًا لفض الخلاف الذي نشب بين والده والمتهم، بعدما استقبل مكالمة من أحد الجيران يخبره بأن المتهم يعتدي على والده في وسط الشارع.
"اللي هيدخل هقتله".. خرجت تلك الكلمات من فم المتهم بعدما أتى شقيقه حاملًا سلاحًا أبيض وصاعقًا كهربائيًا، وعندما أتى "محمود" سدد له طعنة نافذة في الرقبة وفي البطن على إثرها سقط جثة هامدة غارقًا في دمائه أمام مرأى ومسمع من الجميع، ولم يكتف بذلك بل فر مسرعًا نحو والد الشاب وسدد له طعنتين في الصدر والقلب ليسقط بجانب نجله وسط الشارع.
"حد يكلم الإسعاف الراجل وابنه بيموتوا".. تسارع الأهالي لحمل الأب ونجله إلى المستشفى بعدما فر المتهم هاربًا قبل الإمساك به، لكن أثناء طريقهم كانت روح الشاب خرجت إلى بارئها، وكان الأب بين الحياة والموت، وفقًا لما ذكرته أسرة المجني عليه في حديثهم إلى "الدستور".
وطالبت الأسرة من رجال الأمن بالقصاص العادل وتنفيذ أقصى عقوبة للمتهم وشقيقه بعدما قتلوا شابًا لم يكمل عامه الـ22 وإصابة والده.
تفاصيل الواقعة
كانت البداية بتلقي قسم شرطة المطرية بالقاهرة بلاغًا يفيد بمقتل شاب على يد لاعب كمال أجسام بعد مشاجرة اندلعت بينهما في منطقة المطرية.
على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل البلاغ، وتبين مقتل طالب يبلغ من العمر 22 عامًا على يد لاعب كمال أجسام، بعد مشاجرة نشبت بينهما بسبب ركن السيارة، وعلى إثرها تعدى الأخير على الأول، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.