رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العدوان الصهيونى يتواصل.. كيف أثر الفراغ الرئاسى على وحدة لبنان؟

لبنان
لبنان

يتواصل العدوان الصهيوني على لبنان في ظل حالة فراغ رئاسي يعاني منها البلد وسط انقسامات سياسية حادة، ما قد يفاقم الأمور إلى حالة الاحتراب الأهلية، وهو قلق أصاب العديد من المحللين والمراقبين للوضع اللبناني.

وقال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سركيس أبوزيد، إنه لم يحن الوقت بعد لانتخاب رئيس يعبر عن طموحات وآمال اللبنانيين؛ لأن القوى السياسية غير متفاهمة وليست لديها الحكمة الكافية لإيجاد تسوية أو توافق لتمرير عملية الانتخابات.

وأضاف أبوزيد لـ"الدستور"، أن معظم القوى اللبنانية مرتبطة بقوى خارجية تراهن عليها إذا انتصرت، لتفرض رئيسًا من لونها وبرنامجها، وكل فريق يأمل أن يربح الفريق الذي يدعمه حتى يعزز دوره وحصته في النظام، ويفرض شخصًا من لونه.

وحذر أبوزيد من أن هذا الأمر يؤثر على السلم الأهلي وعلى موازين القوى في لبنان، متابعًا: الموضوع غير وارد في هذه المرحلة التي نشهد فيها تصعيدًا سياسيًا وعسكريًا، ولدينا تخوف من أن تمتد هذه الأمور إلى الداخل اللبناني وتدفعه نحو مزيد من التفكك والفوضى وربما الاحتراب.

وأشار إلى أن الفراغ الرئاسي أدى إلى شلل الحياة السياسية، لأن رئيس الجمهورية يمثل طائفة معينة وهناك مطلب دائم بحضوره حتى لا تصبح الأمور غير سليمة، ولهذا فغياب الرئيس شلّ حركة البلاد، دون وجود حلول جدية، لأن فكرة المشاركة بين مختلف الطوائف متعطلة.

جمود الحياة الدستورية

وتابع بقوله: نحن أمام نوع من الجمود في الحياة الدستورية، بسبب غياب الرئيس، والحياة تستمر لكن لا يمكن إلغاء الدستور، والأمور تسير بالحد الأدنى، وهذا يؤثر على أداء حكومة تصريف الأعمال، حتى ذهب البعض إلى التفكير في تعديل الدستور؛ لأن ترك الأمور بهذا الشكل يسيء إلى واقع لبنان ومستقبله.

وأكد أبوزيد، وجود كثير من المخاوف المشروعة على الوحدة الوطنية، ومن أن تنتشر الفوضى، وتتفكك المؤسسات، لنتحول إلى حرب أهلية لا أحد يعرف نتائجها، وهناك مجموعة من الأمور يمكن أن تؤدي إلى فتن واشتباكات بالداخل.

وأوضح أن لبنان لديه مليونا لاجئ سوري بأوضاع مهيأة للاشتباكات والفتن، ونحو 500 ألف نازح فلسطيني في حالة مأساوية، وهناك المشكلة الكبرى بنزوح اللبنانيين من الجنوب، ما يفرض حالة اجتماعية واقتصادية خطيرة، وكلها أمور يمكن أن تؤدي إلى انقسامات في ظل ضعف التماسك السياسي، بما ينذر بإشعال فتنة أكبر.