رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللاعب الحاسم.. كيف يؤثر "بريكس" فى التخفيف من آثار تغير المناخ عالميًا؟

 بريكس
بريكس

يحتل تجمع بريكس الاقتصادي الذي أنشأته البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا مركز القوة، بينما تنفق أغنى دول العالم مليارات الدولارات لتحويل اقتصاداتها بعيدًا عن الوقود الأحفوري، بحسب تقرير صادر عن مؤسسة سويسرية.

وأشار التقرير إلى أن ذلك يرجع إلى أن أعضاء مجموعة بريكس يحتلون المركز المهيمن في كل من إنتاج وتوافر المعادن الخام الأساسية اللازمة لإنتاج سلع الطاقة النظيفة مثل المركبات الكهربائية والألواح الشمسية، فعلى سبيل المثال، تحظى البرازيل والصين بأكبر احتياطيات في العالم من الجرافيت الطبيعي، والذي يستخدم في تصنيع البطاريات الكهربائية.

ولفت التقرير- الذي كتبه "أندريه بروتو وهو باحث اقتصادي في مؤسسة سانت جالن السويسرية والمعني بالأبحاث حول تحرير التجارة الدولية والسياسة التجارية" فضلًا عن تفاعلاتها مع الأسواق المالية وأسواق العمل ونشر على البوابة الإلكترونية لبريكس- إلى أن هذا العام، سيعزز إضافة خمسة أعضاء جدد في مجموعة بريكس- بما في ذلك الدول الغنية بالموارد مثل مصر والمملكة العربية السعودية- مكانة المجموعة كلاعب حاسم في السباق العالمي نحو التخفيف من آثار تغير المناخ.

واستعرض التقرير الكيفية التي يوفر بها الطلب العالمي المتزايد على سلع الطاقة المتجددة ميزة استراتيجية للدول الغنية بالموارد في مجموعة البريكس+ حيث تساءل: ما الدور الذي يلعبه أعضاء مجموعة البريكس في التحول المناخي؟.

الصين أكبر منتج في العالم لـ16 معدنًا

وقال إن الصين تعد اليوم، أكبر منتج في العالم لستة عشر معدنًا وعنصرًا تعتبرها حكومة الولايات المتحدة "حاسمة"، وحاليًا، تمثل بكين 60٪ من إجمالي الإنتاج العالمي من الليثيوم والكوبالت، واللذان يستخدمان في البطاريات الكهربائية، بالإضافة إلى ذلك، تعد الصين منتجًا مهيمنًا للإتريوم والغاليوم والمغنيسيوم والتنغستن والبزموت. وتزخر الدول الأعضاء الأخرى في مجموعة البريكس باحتياطيات عميقة من المعادن الأرضية النادرة، بما في ذلك: البرازيل، التي تنتج 10٪ من الجرافيت العالمي- وهو مكون رئيسي في بطاريات الليثيوم أيون.


وكذلك جنوب إفريقيا وروسيا، اللتان تنتجان مجتمعتين 83٪ من البلاتين العالمي المستخدم في بطاريات الجيل التالي. أما عن الهند، فهى منتج رئيسي للعناصر الأرضية النادرة مثل الباريت والكروم والتيتانيوم.


واستعرض التقرير دور الأعضاء الجدد في مجموعة البريكس+ والكيفية التي سيؤثر بها انضمامهم على التجارة في المعادن النادرة، قائلًا إنه في يناير 2024، وافق أعضاء مجموعة البريكس على ضم خمسة مشاركين جدد - مصر وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا. ومن شأن إضافة هؤلاء الأعضاء أن تزيد من هيمنة المجموعة على سوق المعادن النادرة العالمية، مشيرًا إلى أن مجموعة البريكس + تضم 72٪ من المعادن النادرة في العالم، وفقًا لبيانات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن. وتمثل الكتلة الجديدة 75٪ من المنجنيز في العالم و50٪ من الجرافيت في العالم و28٪ من النيكل في العالم، و10٪ من النحاس في العالم.


وأشار التقرير إلى أنه في المستقبل، تعمل دول البريكس + - مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - بنشاط على توسيع استكشافها لمعادن نادرة أخرى مثل الذهب والنحاس والنيكل. واستشهد بمصر التي حددت احتياطيات ضخمة من صخور الفوسفات، وهو عنصر أساسي في بطاريات الليثيوم أيون.


وتمثل دول مجموعة السبع 57٪ من الطلب العالمي على مواد البناء المقاومة للتآكل التي تنتجها دول مجموعة البريكس. وعلى مدى النصف عقد الماضي، وقعت اقتصادات مجموعة السبع- والتي تشمل كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة- 40 اتفاقية مع دول تورد مواد البناء المقاومة للتآكل. ويعد الاتحاد الأوروبي شريكًا تجاريًا نشطًا بشكل خاص مع 14 اتفاقية من هذا القبيل.


واختتم المقال قائلًا إنه من المستحسن أن يراقب المديرون التنفيذيون التطورات الجيوسياسية وسياسات التجارة التي قد تؤثر على توافر الموارد. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي للمديرين التنفيذيين الاستمرار في التواصل مع صناع السياسات في مجموعة البريكس+ لبناء الدعم للسياسات التجارية المواتية ودعم سلاسل توريد منتجات إدارة الموارد الطبيعية.