رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حل الدولتين.. حلم فلسطينى بعيد المنال بعد استشهاد السنوار ووحشية الاحتلال

فلسطين
فلسطين

يظل حل الدولتين هو الهدف الذي تسعى إليه الولايات المتحدة والغرب، لكن كثيرين في المنطقة يقولون إن الدمار في غزة والافتقار إلى القيادة الفلسطينية الفعالة يجعلان من هذا احتمالا بعيدا.

أثار استشهاد يحيى السنوار، زعيم حركة حماس الآمال في إدارة بايدن بأنها قد تساعد في تمهيد الطريق لإنشاء دولة فلسطينية في نهاية المطاف. حسب تحليل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية للكاتب ستيفن إيرلانجر، الذي كان يغطي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لعقود من الزمن.

وحسب إيرلانجر، فإن إقامة دولة فلسطينية مستقلة أبعد من أي وقت مضى. ففي غزة، شهد القطاع موتا ودمارا على نطاق واسع. وهناك افتقار إلى قيادة فلسطينية واضحة ومتماسكة وإسرائيل تكافح، الآن، للتغلب على الصدمة التي أصابتها بسبب الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر.

ويأمل الرئيس بايدن أن يؤدي استشهاد السنوار إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة وعودة الرهائن الإسرائيليين، مع تمهيد الطريق نحو المفاوضات بشأن إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. ولكن من غير الواضح من يستطيع أن يتحدث باسم حماس الآن في غزة، أو حتى ما إذا كانت الجماعة تعرف حقا مكان كل الرهائن أو عددهم الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وتعهد رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب ضد حماس في الوقت الذي يواصل فيه خوض صراع آخر ضد حزب الله في جنوب لبنان، كما تعهد بالرد على إيران.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، استبعد نتنياهو مرارًا وتكرارًا إمكانية حل الدولتين، ويعتمد استقرار حكومته الائتلافية على الوزراء اليمينيين المتطرفين الذين يعارضون أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية.

كل هذا يجعل احتمال موافقة إسرائيل على مفاوضات جادة بشأن إقامة دولة فلسطينية أمر مستبعد للغاية، وفقا لما قاله مخيمر أبوسعدة، وهو باحث من غزة وأستاذ زائر في جامعة نورث وسترن.

قيام الدولة الفلسطينية

وقال أبوسعدة: لقد قال نتنياهو عدة مرات في الآونة الأخيرة إن قيام دولة فلسطينية من شأنه أن يعرض أمن إسرائيل للخطر. ومع وصول الجزء المتطرف من إسرائيل إلى السلطة الآن، فإن هذا الأمر لم يعد ضمن أجندتهم.

كان من المفترض أن تؤدي اتفاقيات أوسلو في تسعينيات القرن العشرين، وهي الإطار السلمي الذي يهدف إلى حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة. وكان من المفترض أن تكون السلطة الفلسطينية التي أنشئت بموجب الاتفاقيات هيئة مؤقتة تمارس حكما ذاتيا فلسطينيا محدودا في الضفة الغربية وقطاع غزة. وهي تسيطر الآن على جزء فقط من الضفة الغربية.

وفي السنوات الأخيرة، تراجعت الآمال في حل الدولتين. وبعد أحداث السابع من أكتوبر، والرد الإسرائيلي المدمر في غزة، عادت الولايات المتحدة وأوروبا، فضلا عن بعض بلدان الشرق الأوسط، إلى الضغط على هذه القضية باعتبارها أفضل السبل لتحقيق سلام مستدام وآمن بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتصر السعودية على سبيل المثال، على أن أي اعتراف بإسرائيل يتوقف على مسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.

لكن حتى لو قرر نتنياهو تغيير سياسته، فإن المحللين يقولون إن القيادة الفلسطينية المجزأة والضعيفة سوف تشكل عائقا خطيرا أمام التقدم في هذه القضية.

وتزداد المسألة تعقيدا بسبب النمو السريع للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، فضلا عن تكثيف الغارات التي تشنها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.