رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات من دفتر أنيس منصور.. طفولة متصوفة وشباب صنعته الطبعات الشعبية لكتب الاحتلال

أنيس منصور
أنيس منصور

تحل علنا اليوم ذكرى وفاة الراحل أنيس منصور، كاتب صحفي وفيلسوف وأديب مصري، اشتهر بالكتابة الفلسفية عبر ما ألّفه من إصدارت جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفي الأسلوب الأدبي الحديث.

أنيس منصور.. حكايات من دفتر التصوف

 قرائته القرآن الكريم كانت سببًا في الولوج إلى عالم المتصوفين ومدائح الرسول؛ وهو ما رواه في كتابه "عاشوا في حياتي"؛ حيث يقول: "عندما حفظت القرآن الكريم كنت في السابعة من عمرى، وأنا لا أعرف معنى كلمة واحدة مما أقول.. وانتقلت من القرآن الكريم إلى قصائد المتصوفين وإلى مدائح الرسول.. فحفظت، البردة، للبوصيري، وأنا لم أسمع بشوقي أمير الشعراء، ولا عرفت قصيدته، نهج البردة، إلا بعد عشرات السنين... وقرأت مئات الروايات المترجمة في سلسلة، كتاب الجيب، من ترجمة الأستاذ عمر عبد العزيز أمين، ولم أقرأ رواية عربية واحدة، ولا عرفت أن هناك روايات عربية.

ويتابع أنيس منصور: "عرفت تولستوی ودستويفسكي وبروست وشيللي وبيراندللو ودكنز وبلزاك، قبل أن أعرف أسماء الأدباء المصريين. وكنت في الثانية عشرة من عمري. هل كنت أعى ما أقرؤه ؟ لا أعرف.. ولكني أقرأ واستمتع.. وأطلب المزيد. ويجيء المزيد في صناديق وجوالات... فقد كانت هذه الروايات رخيصة الثمن وتباع في كل مكان.

عاشوا فى حياتى.. مقولات أنيس منصور - اليوم السابع

أنيس منصور في الجامعة: اشترى عربة عليها مئات الكتب الشعبية لقوات الإحتلال

أما مرحلة شباب أنيس منصور فقد تشكلت بقراءات مختلفة عن التصوف، حيث قراءة الطبعات الشعبية للكتب التي طبعت للقوات البريطانية في مصر وقت الحرب العالمية الثانية؛ حيث يقول: "وعندما كنت طالبا في الجامعة، وكانت قوات الإنجليز في مصر، أثناء الحرب العالمية الثانية.. اشتريت عربة عليها مئات من الكتب الصغيرة الحجم التي كانوا يطبعونها للقوات البريطانية في مصر.. وكانت هذه العربة تباع بمائة فرش - كل الحضارة الغربية بهذا المبلغ التافه.

ويتابع أنيس منصور؛ عرفت الفيلسوف الألماني أوز فائد اشبنجلر، فيلسوف الحضارة الغربية. وقرأت ما كتبه أستاذنا عبد الرحمن بدوى عنه، قبل أن أقرأ سطرًا واحدًا للمؤرخ المصرى عبد الرحمن الرافعي..وقرأت للمؤرخ الإنجليزي توينيي، قبل أن أقرأ لأستاذنا المؤرخ شفيقغربال وأستاذنا على ابراهيم وأستاذنا ابراهيم نصحى..وعبد الرحمن بدوى أستاذنا في الفلسفة قد قدم لنا عشرات الأسماء في الفلسفة والأدب والفن والموسيقى.. وفي زحمة هذه الأسماء الباهرة، ضاع هو، فلم تعرف أثره وقدره، إلا بعد عشرات السنين ".