رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأوضاع في دارفور.. تجويع ونزاعات مسلحة تهدد حياة النازحين (حوار)

جريدة الدستور

تشهد منطقة دارفور في السودان أوضاعًا سياسية وإنسانية متدهورة خاصة في معسكرات النازحين، حيث تعاني المنطقة من شبح التجويع كويسلة ضغط سياسي تمارسها مليشيات الدعم السريع، وتستمر هذه المليشيات في نهب واحتجاز القوافل الإنسانية والإغاثية والتجارية التي تتجه لمدينة الفاشر وهو ما يفاقم المعاناة.

الدستور حاورت المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح السودانية، أحمد حسين مصطفى، وسألته عن طبيعة المواجهات في دارفور، وتوازن القوى في الخرطوم، و مايحدث مع الجيش السوداني، وإلى نص الحوار.. 

برأيك.. ماهى الخطط المستقبلية للقوات المشتركة والجيش السوداني بدارفور بعد هزيمة الدعم السريع؟

منذ بداية الحرب، اعتمدنا خطة دفاعية ساعدتنا في هزيمة مليشيات الدعم السريع، وهو ما أدى لتراجع قواتهم، ومقتل عدد كبير من قياداتهم الميدانية، ونتوقع أن يشهد الصراع تحولًا نوعيًا في طبيعته وأدواته.

وتشكل القوة المشتركة والجيش السوداني نقطة ارتكاز أساسية في الفاشر- عاصمة إقليم دارفور- وقريبًا ستصبح الفاشر نقطة إنطلاق لتحرير مدن دارفور الأخرى.

وكيف أثرت الأحداث الأخيرة على مواقفكم؟

في الحقيقة، القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أعلنت في بداية هذه الحرب موقفها وهو الحياد و الذي كان مشروطًا بأهداف محددة، تشمل حماية المواطنين وممتلكاتهم وتأمين القوافل الإنسانية و التجارية.

وبعد فترة، اتضح أن الشعارات التي رفعتها المليشيات كانت متناقضة مع أفعالها، خاصة بعد انتقال المعارك لإقليم دارفور، و ارتكبت جرائم خطيرة 
بما في ذلك هجمات على مدن مثل نيالا وزالنجي والجنينة، والتي وثقتها المليشيات نفسها.

وفي مدينة الجنينة، تم تنفيذ جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي، بالإضافة إلى دفن الناس أحياء واغتصاب الفتيات، وكل ذلك موثق من قبل منظمات دولية، ونظراً لهذه الجرائم، قررنا إنهاء حالة الحياد والاستجابة لنداء السودان والسودانيين، والانحياز إلى خيار الشعب والوقوف بجانبه.

وما هى النتائج التي تمت بعد التصدي للدعم السريع في الفاشر؟

تصدينا في الفاشر لـ 142 هجومًا من مليشيات الدعم السريع، وتكبدت المليشيات هزائم شديدة وفقدت قوتها الأساسية، حيث تم تدمير العديد من وحداتها واغتيال أبرز قياداتها، بالإضافة إلى معارض تشادي وزعيم حركة فاكت.

وقد تعرضت المليشيا لضربات قاسية أفقدتها تماسكها كقوة مركزية، مما جعلها في حالة من الارتباك والانهيار، وغير قادرة على خوض مواجهات عسكرية مباشرة".

وماذا عن أوضاع المدنيين في دارفور؟

الأوضاع في دارفور سيئة جدًا، خاصة في معسكرات النازحين، فمليشيات الدعم السريع تعتمد على سياسة التجويع كوسيلة للضغط لتحقيق أجندتها.
 

كما أن مليشيات الدعم السريع تنهب وتحتجز القوافل الإغاثية والإنسانية المتجهة لمدينة الفاشر المنفذ الوحيد لتزويد الإقليم بالمواد والاحتياجات الغذائية.

وفي محلية كبكابية، احتجزت "الدعم السريع" قافلة إغاثية لمنظمة أطباء بلا حدود، كانت تحمل مواد إغاثية للنازحين، كما أفرغت في محلية مليط شاحنات محملة بمواد إغاثية تابعة لمنظمة التضامن الفرنسية، بينما احتجزت في محلية الكومة قافلة إنسانية تتبع لمنظمة الصحة العالمية، والحقيقة فإنه في الفترة الأخيرة لم تصل أي مستاعدات إنسانية للإقليم.

كيف ساهمت الأبعاد الاستراتيجية للفاشر في إفشال مخططات السيطرة على دارفور؟

 

بعد فشل مليشيات الدعم السريع في خططهم الأولية للاستيلاء على الخرطوم، لجأت المليشيات لخطط بديلة تتمثل في محاولاتهم السيطرة على إقليم دارفور، والإستيلاء على الفاشر يعتبر هو السيطرة على كل السودان.