رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هيكلة الداخل.. كيف أعاد حزب الله تنظيم صفوفه لمواجهة الاحتلال الإسرائيلى؟

حزب الله
حزب الله

كشف مصدر إسرائيلي رفيع المستوى أن حزب الله نجح في تعيين قادة سريين بدلًا من الذين اغتالتهم إسرائيل ولكنها قيادة سرية ليس لدى إسرائيل أي معلومات عنهم، وهو ما يُعد كلمة السر في صمود واستمرار الجماعة اللبنانية في قتالها ضد إسرائيل حتى الآن، حيث تم تعيين مقاتلين في مستويات منخفضة في القيادة العليا، ما مكنهم من تنظيم صفوفهم سريعًا، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

تحولات القيادة في حزب الله والعمليات في خضم الحرب

وتابعت الصحيفة أن حزب الله تلقى سلسلة من الضربات القاسية في سبتمبر الماضي، وتسببت في خسائر كبرى، انتهت باغتيال حسن نصرالله الأمين العام للحزب، ولكن يبدو أن هذه الخسائر لم يكن لها تأثير فوري على العمليات العسكرية، حيث حقق حزب الله نجاحات غير عادية ضد إسرائيل في جنوب لبنان.

وأضافت أن من ضمن أبرز هذه النجاحات هو استهداف مُسيرة للجماعة اللبنانية قاعدة جولاني العسكرية في جنوب حيفا، وإطلاق أخرى على منزل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومقتل خمسة جنود من وحدة "جولاني" في مبنى بجنوب لبنان، بالإضافة إلى قصف منطقة حيفا، الذي أدى اليوم إلى مقتل شخص. 

كما شهدت الأحداث محاولة لحزب الله لاختطاف جندي من وحدة "أغوز" الذي سقط في المعركة، ما يشير إلى إعادة حزب الله تنظيم صفوفه في ساحة المعركة.

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن مصادر استخباراتية إسرائيلية أفادت بأن هجمات المُسيرات ازدادت بعد فترة من التوقف التي أعقبت مقتل قائد الوحدة الجوية لحزب الله، محمد حسين سرور المعروف بـ"أبوصالح"، الشهر الماضي.

وتابعت الصحيفة أن الوحدة التي يقودها سرور كانت تتكون من عشرات النشطاء، وواجهت صعوبة في العمل بعد مقتله، وعلق المصدر بقوله: "بعد مقتله، شهدنا فترة طويلة نسبيًا لم يتم فيها إطلاق طائرات مسيرة نحو إسرائيل".

وكشفت وكالة "رويترز"، الأسبوع الماضي، أن حزب الله يستعد لحرب استنزاف طويلة في جنوب لبنان، مع قيادة عسكرية جديدة توجه المسلحين في إطلاق الصواريخ والقتال، بعد أن تم القضاء تقريبًا على جميع قيادته العسكرية العليا. 

وأشارت مصادر من المنظمة إلى أن حزب الله لا يزال يحتفظ بمخزون كبير من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ دقيقة لم يستخدمها بعد. 

وفي الأيام الأخيرة، أعرب دبلوماسيون غربيون عن مخاوفهم من أن ما بدأ كعملية محدودة للجيش الإسرائيلي في لبنان قد يتحول إلى تورط طويل الأمد، داعين إسرائيل لاستغلال إنجازاتها للتوصل إلى اتفاق يبعد حزب الله عن الحدود.

وأضاف المصادر أنه بعد مقتل حسن نصرالله في القيادة المركزية في الضاحية الجنوبية، تم إنشاء غرفة عمليات جديدة في غضون 72 ساعة، مما سمح للنشطاء في جنوب لبنان بإطلاق الصواريخ والقتال وفقًا للتوجيهات. 

وأكد أحد القادة الميدانيين في حزب الله أن نشطاء المنظمة ينفذون الأوامر "وفقًا للقدرات في الجبهة"، ووصف القيادة الجديدة في المنظمة بأنها "دائرة ضيقة" تتواصل مباشرة مع المقاتلين، وأوضح أن القيادة الجديدة لحزب الله تعمل في سرية تامة.

وأشار رون بن يشي، المحلل العسكري الإسرائيلي، إلى أن حزب الله لا يزال يمتلك عددًا كبيرًا من الصواريخ والراجمات متوسطة وقصيرة المدى، بما في ذلك صواريخ دقيقة، يمكنه إطلاقها نحو إسرائيل، مما يعني أن التهديد لا يزال قائمًا. 

وتابع أنه يبدو أن حزب الله يشعر بأنه قريب من استنفاد ما يمكنه القيام به عبر الصواريخ والراجمات، بالمقارنة مع إمكانيات الطائرات المسيرة، التي لا تزال بعيدة عن الاستغلال الكامل، على الرغم من أن المنظمة تتحدث عن أسراب من الطائرات المسيرة، إلا أنها لم تستخدمها بعد في مجموعات بأعداد كبيرة تزيد عن خمسة في آن واحد ضد هدف واحد.