رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فريد الأطرش.. عضو في نادي لـ "العراة".. ما القصة؟

فريد الأطرش
فريد الأطرش

فريد الأطرش، واحد من عمالقة التلحين والغناء المصري. وخلال خمسينيات القرن العشرين، وضمن سفرياته العديدة للعلاج، تعرض لموقف طريف واشتكى من غلاء المعيشة والأسعار في باريس، وغيرها من اللقطات التي كشفها في حديثه مع مجلة “الكواكب”، والصادر بتاريخ 19 أكتوبر من العام 1954.

فريد الأطرش.. كدت أصبح عضوا في نادي العراة

يحكي فريد الأطرش عن الفترة التي قضاها في فرنسا، والتي قاربت الأربعة أشهر، روي المتاعب التي تعرض لها، سواء وقوفه لفترة طويلة في طابور الجمرك، أو غلاء الأسعار الفاحش.

يقول الأطرش: “الحياة في باريس غالية غلاء فاحشا، وقد صادفتني في باريس بعض المتاعب، وتأتي في أول القائمة متاعب الغلاء الفاحش، فالمسافر من مصر إلى فرنسا بقصد الاستشفاء أو العلاج عليه أن يكتفي بمشاهدة ملاهي عاصمة النور من الظاهر، فإن ما تصرح به الحكومة للفرد من العملة الصعبة لا يكفي حتى لتطبيق ترجمة المثل المصري العامي، على قد لحافك مد رجليك.”

ويضيف فريد الأطرش: وثمة مفاجأة ظلت تنتظرني شهورا أربعة ــ هي مدة رحلتي ــ دون أن أدري، فقد وقفت في جمرك باريس ريثما تتم الإجراءات الجمركية المعتادة، وابتسم الموظف المختص وهو يطالبني بأن أدفع ــ مشكورا ــ ما يعادل ثمانين قرشا مصريا عن كل كيلو من ملابسي، وهممت أن أتنازل عن ملابسي وأعلن انضمامي لأحد نوادي العراة قبل أن أفهم أن الضريبة الجمركية مطلوبة عن ملابسي التي أحملها لا التي أرتديها.

هل تخلي فريد الأطرش عن ملابسه في باريس؟

ويمضي مطرب الأزمان فريد الأطرش في حكاياته مع باريس وغلاء معيشتها وجمركها: وكدت أترك ملابسي في "الغربة" وأعود ببدلتي وذكرياتي لولا أن أنقذتني شهامة صديق، دفع عني الرسوم المطلوبة وعاد الهدوء إلى جمرك باريس وعادت حقيبتي معي إلى القاهرة.

مغامرات فريد الأطرش مع سوق باريس السوداء

ويتابع “الأطرش”: "السوق السوداء في باريس هي المركز الرئيسي للتعامل، فمع سعر السلعة الأساسي، يدرج سعرها في السوق السوداء، وهو سعر ترتجف معه أي ميزانية محترمة، وقد حدث أن أرسلت قميصا إلى الكواء (المكوجي)، وكنت قد نسيت أن هذا اليوم هو عطلة رسمية لهم، فإذا بالجرسون يهمس في أذني بأن كي القميص لن يتم إلا إذا دفعت مبلغا يوازي خمسين قرشا من العملة المصرية، وحمدت الله على أن ليس لنقابة "المكوجية" في باريس فرع في مصر.

أسباب إجهاض محاولة إنتاج فيلم مصري فرنسي

ويضيف “الأطرش”: وأول سؤال يمكن أن يوجه إليك في باريس إذا بدا لك زن تعقد اتفاقا بشأن أي عمل يتصل بإنتاج سينمائي هو: "هل لديك قصة الفيلم؟ أو هل لديك سيناريو؟، وقد حدث لي هذا في باريس، فقد أردت أن أتفق على إنتاج فيلم يشارك فيه فنانون مصريون وفرنسيون ووقفت مشكلة السيناريو عقبة أماميومن النجوم الذين أتيحت لي فرصة التعرف إليهم في باريس "جلوريا سوانسن"، و"فيفيان رمانس" والأخيرة متزوجة من مخرج عالمي. وكما آسفت لأنني لم أحمل معي قصة أو سيناريو إلي باريس، آسفت لأنني لم أجد "أوركسترا" شرقي هناك، فقد عرضت علي بعض محطات الإذاعة والتلفزيون تقديم حفلات غنائية، واعتذرت أسفا لعدم وجود الأوركسترا الشرقي الذي يصاحبني، وهكذا فقدت الأوركسترا بعد القصة.

رجل يخدع فريد الأطرش في هيئة امرأة

ويمضي فريد الأطرش في حديث ذكرياته عن باريس: ومن أطرف ما صادفني في باريس، أنني دعيت ذات مساء إلى سهرة في كازينو، وشاهدت في الملهى بعض "النمر" الاستعراضية، وبعض البرامج الغنائية، وقدمني بعض أصدقائي إلى مطربة فرنسية دعيت إلى مائدتنا، فأقبلت علي تحدثني عن كل شئ، الفن، والموسيقى، وأسعدني كثيرا ذلك الحديث. وبعد قليل من جلوسها، همت بالقيام وهي تقول بالفرنسية: عن إذنكم بس أشيل المكياج وأحلق ذقني"، وضحكت للنكتة الطريفة وضحكت ثانية عندما علمت أنها لم تكن نكتة، فقد فهمت من أصدقائي، أن جميع الفنانين في هذا الكازينو من الرجال في ملابس النساء، وأن "المطربة" التي تعرفت إليها رجل ومكياج.