رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خريطة «حماس».. مَن يتصدر المشهد بعد اغتيال السنوار؟

حماس
حماس

مرت ٧٢ ساعة على إعلان إسرائيل عن مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى قطاع غزة، بعد توليه ذلك المنصب خلفًا لإسماعيل هنية، الذى اغتالته إسرائيل أيضًا فى ٣١ يوليو الماضى داخل طهران.

ولم تعلن «حماس»، حتى الآن، عن آلية قيادة الحركة، أو من سيخلف «السنوار» فى رئاسة المكتب السياسى، لا سيما فى ظل تصاعد الأوضاع الميدانية فى غزة، وسط تساؤل كبير: هل يتولى قيادة الحركة شخص يعيش خارج غزة، أم داخل الميدان فى القطاع؟

وفى هذا السياق، تبرز أسماء عدة قادة من حركة حماس كمرشحين محتملين لتولى قيادة الحركة، مع دخول الحرب مرحلة جديدة.

حماس الخارج خالد مشعل 

خالد عبدالرحيم إسماعيل عبدالقادر مشعل، ٦٨ عامًا، أحد مؤسسى حماس، وتولى رئاسة المكتب السياسى للحركة لسنوات طويلة؟

ويعد «مشعل» أحد أبرز المرشحين لرئاسة المكتب السياسى للحركة، بعد اغتيال «السنوار» و«هنية»، حتى وإن كان ذلك بشكل مؤقت لحين انتهاء الحرب وعقد اتفاق لوقف النار فى غزة وعقد صفقة تبادل أسرى ومحتجزين.

ويعرف عن «مشعل» أنه يرجح الدبلوماسية، حيث يعرف على أنه أشبه بـ«امتداد لإسماعيل هنية»، لكنه ليس أحد الأشخاص المفضلين لدى محور إيران.

وينظر إلى إمكانية تولى «مشعل» رئاسة المكتب السياسى للحركة على أنها قد تكون رسالة ضمنية بأن «دبلوماسية المقاومة» لا تزال مطروحة على الطاولة، بالتوازى مع استمرار القتال ضد إسرائيل لحين التوصل إلى اتفاق يرضى كل الأطراف.

وحاولت إسرائيل اغتيال «مشعل» عدة مرات، أبرزها عام ١٩٩٧ عندما استهدفته عناصر من جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد»، خلال إقامته فى الأردن، حيث حقنته بمادة سامة، ولكن الأمن الأردنى تمكن من إلقاء القبض عليهم.

ونجا «مشعل» من محاولة الاغتيال بعد أن اتخذ الحادث مسارًا سياسيًا صداميًا بين الأردن وإسرائيل، حيث طلب ملك الأردن الراحل حسين بن طلال مصل المادة السامة من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، وبعد ضغوط أمريكية- أردنية وافق على الطلب.

واجرى «مشعل» أول زيارة لغزة فى ديسمبر ٢٠١٢، تحديدًا بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية حينها، وكانت تلك الزيارة هى الأولى له لأرض فلسطينية منذ مغادرته الضفة المحتلة وعمره ١١ عامًا.

وحاليًا، يقيم «مشعل» فى قطر منذ خروجه من غزة، رفقة عدد من قادة المكتب السياسى لحماس، ويتولى منصب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى الخارج، منذ عام ٢٠٢١.

خليل الحية

خليل إسماعيل إبراهيم الحية، ٦٤ عامًا، عضو المكتب السياسى للحركة، ونائب رئيس الحركة فى غزة يحيى السنوار قبل اغتياله، ورئيس المكتب الاعلامى لحركة حماس، كما أنه رئيس وفد الحركة فى المفاوضات الحالية بشأن وقف إطلاق النار فى غزة، وعقد صفقة تبادل أسرى ومحتجزين.

ويعد «الحية» أحد أبرز المرشحين لتولى رئاسة المكتب السياسى للحركة أيضًا، لا سيما وأنه كان نائبًا لـ«هنية» و«السنوار».

ويشير تولى «الحية» قيادة الحركة على أنه رسالة للأطراف بأن «حماس» لن تنهى تلك الحرب أو تعيد الأسرى، إلا عن طريق المفاوضات وعقد صفقة لوقف إطلاق النار.

وتعرض «الحية» للعديد من محاولات الاغتيال، أبرزها ٣ محاولات، الأولى فى ٢٠٠٧ عندما استهدفته غارة إسرائيلية لكنه لم يكن فى الموقع، والثانية خلال الحرب الإسرائيلية فى غزة عام ٢٠١٤، وفى المحاولتين قتل عددًا من أفراد عائلته.

ونجا «الحية» من عملية الاغتيال التى أسفرت عن مقتل إسماعيل هنية، فى طهران، حيث كانا فى نفس المبنى الذى استهدفته إسرائيل.

ويتولى «الحية» مهمة مفاوضات الحركة لا سيما التى تدور حول وقف إطالاق النار وتبادل الأسرى، وتحديدًا منذ حرب عام ٢٠١٤، حيث يلعب دورًا رئيسيًا- على الأقل- فى كل مفاوضات تدخلها الحركة.

وكذلك، يتمتع بعلاقات قوية مع قادة حماس سواء فى الداخل أو الخارج، حيث يعد هو حلقة الوصل بين مكاتب الحركة فى عدة دول، منها قطر وتركيا وإيران.

وتشير التقديرات إلى أن «الحية» يعد أحد قادة حماس المفضلين لدى إيران، ما قد يرجح كفته فى أن يتولى رئاسة المكتب السياسى للحركة، وهو ما يعزز موقفه فى جولات التفاوض المنتظرة بشأن وقف الحرب الإسرائيلية فى غزة.

ويتنقل «الحية» ما بين إيران وتركيا فى الآونة الأخيرة، وحتى قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.

 

موسى أبومرزوق 

موسى محمد محمد أبومرزوق، ٧٣ عامًا، هو الرئيس الأول للمكتب السياسى لحماس، واستمر فى المنصب لمدة ٤ سنوات، منذ عام ١٩٩٢ وحتى ١٩٩٦، وتولى بعدها منصب نائب رئيس المكتب السياسى للحركة، وبعدها انتقل لمنصب رئيس مكتب العلاقات الدولية والخارجية لحركة حماس.

ويعد من المرشحين لخلافة «هنية» و«السنوار»، لكنه ربما يكون أقل حظًا من «الحية» و«مشعل»، حيث يتولى حاليًا منصب رئيس مكتب العلاقات الدولية والقانونية فى حماس.

ويعرف عنه أنه أعاد بناء الحركة من جديد، بعد حملة الاعتقالات التى تعرضت لها فى التسعينيات، حيث فصل بين أعمالها الإدارية والتنظيمية والأمنية والعسكرية، ونجح فى ربط حماس الداخل بحماس الخارج.

حماس الداخل.. محمد السنوار

محمد إبراهيم حسن السنوار، ٤٩ عامًا، شقيق يحيى السنوار، وهو أحد أبرز القادة العسكريين لكتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، وتولى فى وقت سابق مهمة قيادة لواء خان يونس، كما أنه أحد المقربين من محمد الضيف القائد العسكرى لـ«كتائب القسام»، الذى أعلنت إسرائيل عن مقتله.

وبرز اسم محمد السنوار كأحد المرشحين لخلافة أخيه، خاصةً أنه يعُرف بـ«السير على دربه»، وأنه يتشابه معه فى أسلوب وآليات القيادة والتفكير، وربما هو من القلائل فى الحركة الذين يعرفون طرق التواصل بين أجنحة الحركة العسكرية والسياسية فى الداخل والخارج.

ولعل ترشيح شقيق السنوار لخلافته ستكون رسالة إلى إسرائيل بأن حماس مستعدة لاستكمال الحرب، وأيضًا رسالة دعم لعناصر الحركة داخل غزة بعد اغتيال يحيى السنوار.

واتهمته إسرائيل بأنه أحد الذين خططوا بشكل رئيسى لعملية ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، ووضعته على قوائم الاغتيال لديها.

تدرج محمد السنوار فى المناصب التنظيمية لحماس والقسام، ففى عام ٢٠٠٥ تولى منصب قائد «لواء خان يونس»، وبعد سنوات أصبح عضوًا بارزًا فى المجلس العسكرى للكتائب.

وقالت إسرائيل إنه دبر للعملية التى استهدفت موقعًا عسكريًا إسرائيليًا على حدود رفح عام ٢٠١١، والتى أسر فيها الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، كما أنه هو الذى أشرف بشكل كامل على صفقة تبادل الأسرى التى تمت لإعادة شاليط إلى إسرائيل عام ٢٠١١.

ونجا السنوار الأخ من حوالى ٦ محاولات اغتيال إسرائيلية، كما أن إسرائيل تعرفه بأنه «مهندس أنفاق غزة»، حيث إنه تولى مسئولية تنفيذ العديد من المشاريع داخل القطاع بما يتيح تنفيذ شبكة أنفاق ضخمة هناك.

ويعرف عن محمد السنوار أنه لا يظهر كثيرًا للعلن، حتى أن الفلسطينيين فى غزة قد لا يعرفون ملامحه جيدًا، للحد الذى جعله لا يشارك فى تشييع جثمان والده عام ٢٠٢٢، لذا فهو يعرف بلقب «رجل الظل»، ومحاط بالسرية أكثر من أخيه الراحل يحيى السنوار.

عزالدين الحداد

عزالدين الحداد، أحد كبار القادة فى الجناح العسكرى لحماس، وعضو فى المجلس العسكرى المصغر للحركة، وتعمل تحت قيادته نحو ٦ كتائب على الأقل، كما تحدث الإعلام الإسرائيلى، خلال الفترة الماضية، عن تعيينه قائدًا لكتائب القسام، فى إشارة لاغتيال محمد الضيف، وبعضها تحدث عن تعيينه قائدًا للواء شمال غزة فقط.

نجا من عدة محاولات اغتيال، لعل آخرها تلك المحاولة المعلنة من إسرائيل خلال الحرب الحالية على غزة، وفى نوفمبر ٢٠٢٣ عرضت إسرائيل مكافأة مالية قدرها ٧٥٠ ألف دولار مقابل قتله أو الإبلاغ عن مكانه.

وتحدثت تقديرات إسرائيلية عن الحداد، الذى وصفته بـ«الشبح»، فهو من بدأ عملية ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، مستعينًا بالكتائب التى تعمل تحت قيادته، وأن الأهداف الرئيسية كانت أسر عدد كبير من الجنود الإسرائيليين والاستيلاء على البؤر الاستيطانية.

وعمل «الحداد» على إعادة بناء قدرات حماس فى شمال غزة، لا سيما بعد إعلان سيطرتها على مناطق شمال غزة إداريًا بما يشمل دفعها للرواتب.

وكذلك، تمكن الحداد من بناء شبكة أنفاق ضخمة ومتشابكة أسفل غزة، حيث تقول التقديرات العسكرية الإسرائيلية إن الأنفاق التى شيدها الحداد، ترتبط بشكل مباشر بالأنفاق القتالية التى تتواجد داخلها عناصر الجناح العسكرى لحماس وقاداتهم.

 

محمد شبانة

يعرف بـ«أبوأنس شبانة»، وهو قائد «لواء رفح» الذراع العسكرية للحركة، وتعمل تحت قيادته ٤ كتائب عسكرية، كما أنه أحد الذين يقودون الجناح العسكرى للحركة منذ ٢٠١٤.

كان له دور فعال فى تطوير شبكة الأنفاق التى تبنيها حماس داخل غزة، لا سيما الموجودة فى مدينة رفح الفلسطينية، وذلك حسب مصادر من الحركة تحدثت إلى وكالة «رويترز»، فى وقت سابق.

وتولى «شبانة» قيادة كتيبة رفح بعد الحرب الإسرائيلية التى استمرت لمدة ٥٠ يومًا، عام ٢٠١٤، ويعد أحد المرشحين لرئاسة الحركة داخل غزة خلال الحرب الحالية.