رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النصر آتٍ لا محالة!

ليس عندى شك فى أن النصر سيكون للشعب الفلسطينى فى النهاية مهما تأخر ومهما طال الزمن، ومعه ستعود حقوق الشعوب العربية فى العراق ولبنان وسوريا وكل الشعوب التى ظلمت من أجل بقاء الكيان الصهيونى.

ومهما طال الزمن لن يبقى الاحتلال، ومهما نال من دعم أمريكى وأوروبى، حتى لو دعمه العالم كله، ومهما امتلكت دولة الكيان من أليات للقتل والقمع والتدمير، ومهما طالت أياديهم وقتلوا القادة والزعماء والأطفال والنساء والرجال والشباب، فلن تهزم المقاومة.

هذه قناعتى التى توصلت لها لعدة أسباب، منها حقائق التاريخ التى تؤكد دائمًا أن الأرض لأصحابها مهما طال الزمن، وأنه مهما طالت مدة الاحتلال فهو إلى زوال، وأنه لم يهزم شعب يمتلك الإيمان والإرادة والإصرار على النصر، ولنا فى الاحتلال الإنجليزى الذى بقى على أرضنا 72 عامًا ثم خرج ذليلًا منكسرًا، وتشهد على انكسارة شوارع بورسعيد وأهلها.

كل ما سبق تأكدت منه بعد مشاهدة لقطة فى فيديو مدته 27 ثانية فقط، اللقطة كانت لطفلة فلسطينية تقف فى وسط شوارع غزة المدمرة ولا يتجاوز عمرها الخمس سنوات، اللقطة أذاعتها قناة الجزيرة قالت فيها الطفلة: «لن نخاف.. خليهم يقصفونا والله معنا والله أحسن من 100 سلاح، ولن نترك أرضنا، ويرد عليها المذيع وإن قصفوكم ما تخافوا؟ ترد البنت فى ثبات، والله ما بنخاف، وشهادة الأطفال صدق.

فمن يمتلك هذه الشجاعة وهذه القوة وهذا الثبات والإيمان لن يهزم أبدًا، هذا هو حال الشعب الفلسطينى المرابط على أرضه طوال عام كامل من القصف بكل أنواع الأسلحة التى لم تبخل ولم تتأخر فى تصديرها للمحتل الدول العظمى فى مواجهة شعب أعزل محاصر ليست لديه القدرة على الحياة ولو بشربة ماء، يواجهونهم بالقنابل العنقودية والفسفورية والحارقة وكل ما توصلت إليه التكنولوجيا الأمريكية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.

شهداء يسقطون كل يوم ويبقى الفلسطينى على أرضه رافضًا الهروب ولم يطلب النجاة من أحد، كل مطالبهم تلخصت فى الماء والغذاء. 

لم نسمع نداء واحدًا من الشعب الفلسطينى أو من قادته بامتلاك السلاح للدفاع عن أنفسهم، لأنهم يدركون أن السلاح ممنوع عنهم، وأن العدل الدولى فرض عليهم البقاء دون حق الدفاع عن النفس، كل مطالبهم التى تنادى بها منظمات الإغاثة الفلسطينية والأممية هو تمرير لبن الأطفال والأدوية والمياه الصالحة للشرب.

ورغم ذلك يستكتر قادة العالم المتحضر، ومن يسمون أنفسهم بالعالم الأول المدافع عن حقوق الإنسان والزرع والحيوان أن يلبى نداءات الأمم المتحدة التى تقصف مقراتها ويمنع رئيسها من ممارسة مهامه بأمر من الدولة الصهوينية. 

حقائق التاريخ والعدل الإلهى يؤكدان أن الطفلة الفلسطينية لم تكذب حين قالت لن نترك أرضنا ولن نخاف من القصف، فحين حلم الإخوان بالبقاء فى الحكم قالوا إنهم سيحكون 500 عام ولم يقولوا إنهم باقون للأبد، فالأبدية لله وحده.

وحين توسعت الدولة العباسية وقويت وأصبحت الدولة الأقوى فى العالم استمرت قرابة الـ500 عام ومثلها بقيت الدولة العثمانية الأقوى فى التاريخ، حتى الدولة الفارسية فقد عاشت 230 عامًا فقط ومثلها الأيوبية والمماليك.

حتى مملكة بريطانيا العظمى، الدولة التى لا تغيب عنها الشمس، غابت عنها بعد هزيمتها فى معركة السويس وتحولت إلى دولة تابعة لا تملك حتى قرارها.

حتى مشهد اغتيال قادة المقاومة دليل نصر وليس هزيمة، فقد استشهد حسن نصرالله وهو يدير معركته، ولولا الخيانه ما توصلت اليه القنابل الأمريكية، واستشهد السنوار وهو حامل سلاحه وهذا دليل انتصار وليس هزيمة، ويستشهد أطفال غزة وهم عزل لا يملكون شربة ماء، وهذا الصبر والبلاء الذى قال الله تعالى عنهم وبشر الصابرين. 

قال تعالى: «إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِى يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِه» صدق الله العظيم.

وأن نصدق قول الله تعالى، فذلك هو اليقين الذى لن نتخلى عنه مهما طال الزمن أو غاب الحق.