رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ورقة العقوبات وحظر الأسلحة.. سلاحٌ جديد في يد باريس وواشنطن ضد نتنياهو

نتنياهو
نتنياهو

كشفت الأحداث الماضية أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض كافة محاولات إيقاف الحرب في غزة ولبنان والتي اقترحها أقرب الحلفاء لإسرائيل وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا، وكان آخرها محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إقناع نتنياهو بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة، فضلًا عن الضغوط الأمريكية الكبرى على حكومته المتطرفة من أجل تخفيف الحصار على قطاع غزة، ووصل الأمر إلى تهديد فرنسا والولايات المتحدة لنتنياهو بورقة العقوبات وحظر تصدير الأسلحة.

مهلة أمريكية جديدة لإسرائيل

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تواصل الضغط على إسرائيل على تحسين الوضع الإنساني في غزة أو تخاطر بتقليل مبيعات الأسلحة، وهو أبرز تهديد من قبل الولايات المتحدة منذ أن بدأت الحرب العام الماضي.

وتابعت أنه في رسالة إلى كبار المسؤولين الإسرائيليين، بتاريخ 13 أكتوبر وتوقيعه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ألقت الولايات المتحدة باللوم على إسرائيل بسبب انخفاض جذري في المساعدات الإنسانية إلى غزة التي ساهمت في الجوع والمعاناة على نطاق واسع، خاصة في شمال القطاع، حيث أطلقت إسرائيل عملية أرضية متجددة منذ ما يقرب من أسبوعين. 

وأعطى كبار المسؤولين الأميركيين إسرائيل 30 يومًا من أجل "عكس المسار الإنساني الهبوطي" وإلا فإنه قد يكون له آثار على نقل الأسلحة المستقبلية والتمويل بموجب القانون الأمريكي.

يستشهد بلينكن وأوستن على وجه التحديد بجزء من قانون المساعدة الخارجية يمنع الولايات المتحدة من تقديم المساعدات الأمنية لأي دولة تحظر أو تقيد بطريقة أخرى أو بشكل مباشر أو غير مباشر نقل أو تقديم المساعدة الإنسانية للولايات المتحدة.

وقال مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية إن الضغوط هدفها إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية يوم الثلاثاء بعد إطلاق الرسالة: "لقد رأينا إسرائيل تقوم بإجراء تغييرات من قبل، وعندما تقوم بتغييرات، يمكن أن تزيد المساعدة الإنسانية". 

وتابع: "نحن نعلم أنه يمكن القيام به، ونحن نعلم أن العقبات اللوجستية المختلفة والبيروقراطية يمكن التغلب عليها".

ويقول المحللون والمسؤولون السابقون إن الرسالة تعتبر اعترافًا ضمنيًا بأن الولايات المتحدة تقيم تصرفات إسرائيل في غزة وترى أنها تنتهك القانون الأمريكي. 

ويشير أيضًا إلى أن الفشل الإسرائيلي في تحسين الوضع المتصاعد في غزة يمكن أن يؤثر على بعض مبيعات الأسلحة المستقبلية بموجب سياسة نقل الأسلحة والتي تتطلب من البلد المتلقي تقديم تأكيدات مكتوبة وموثوقة بأنه يتم استخدام الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة بما يتماشى مع الدولية القانون الإنساني.

وقال مسؤول إسرائيلي: "لقد تم استلام الرسالة ومراجعتها بدقة من قبل مسؤولي الأمن الإسرائيليين". 

وتابع: "تأخذ إسرائيل هذا الأمر على محمل الجد وتعتزم معالجة المخاوف التي أثيرت في هذه الرسالة مع نظرائنا الأمريكيين."

وقال مسؤولون إن الرسالة تمنح إسرائيل شهرًا لزيادة المساعدة الإنسانية قبل أي إجراء أمريكي، وهو اعتراف بأنه على الرغم من أن بعض المطالب الأمريكية يمكن معالجتها بسرعة، إلا أن البعض الآخر قد يستغرق وقتًا. 

وقال ميلر: "نعتقد أنه من المناسب منحهم فرصة لعلاج المشكلة".

ماكرون يفتح النار على نتنياهو

وفي السياق نفسه، وبخ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، لعدم التزامه بأي قرارات تصدرها الأمم المتحدة بشأن الوضع في غزة ولبنان، مطالبًا إياه بعدم تجاهل فكرة أنه تم تأسيس إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة.

وبحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، فإن ماكرون تحدث عن القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947 بشأن خطة تقسيم فلسطين إلى دول يهودية وأخرى عربية منفصلة.

وتابعت أن مطالب ماكرون تأتي في سياق التنديد الفرنسي المستمر بوحشية العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وانتهاك قرارات السلام التي تصدرها الأمم المتحدة، وكان آخرها الاعتداء الإسرائيلي المتستمر على قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" في جنوب لبنان، وهو ما يُعدً انتهاك آخر للقوانين الدولية.

وقال ماكرون: "ليس هذا هو الوقت المناسب لتجاهل قرارات الأمم المتحدة".

ورد نتنياهو على تعليقات ماكرون، قائلًا إن تأسيس إسرائيل جاء بعد حرب 1948.

وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن نتنياهو تحدث أيضًا أمس الثلاثاء، مع الرئيس الفرنسي، ورفض مقترح وقف إطلاق النار من جانب واحد في لبنان، مطالبًا بإنشاء منطقة عازلة أولًا في لبنان وإبعاد حزب الله عن المنطقة الحدودية وتراجعهم لما وراء نهر الليطاني.

وتابعت أنه بالرغم من تصريحات نتنياهو العلنية بشأن المنطقة العازلة التي تصل إلى ما بعد نهر الليطاني فقط، إلا أن الأمم المتحدة كشفت أن أوامر الإخلاء الرئيسية للقرى اللبنانية شملت 25% من مساحة لبنان.

وتابعت الوكالة، أن الخلافات تصاعدت بشدة بين نتنياهو وماكرون، بعد أن هدد الرئيس الفرنسي بوقف تصدير بعض الأسلحة إلى إسرائيل والتي تستخدم ضد المدنيين في غزة ولبنان.

انتقادات دولية متصاعدة

وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقد شهدت إسرائيل عزلة دولية متزايدة بعد تشديد الحصار على شمال غزة وتفاقم الوضع الإنساني في لبنان، واستهداف قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان.

وأصيب ما لا يقل عن خمسة جنود من اليونيفيل في سلسلة من الحوادث الأخيرة التي شملت أيضًا عمليات إطلاق نار.