رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"صافرات الرعب" .. "كابوس 2006" يحوّل "حيفا" إلى مدينة مهجورة

سماء حيفا
سماء حيفا

تحولت مدينة حيفا شمالي إسرائيل إلى شوارع مهجورة خالية من المارة، مع كفاح الشركات للبقاء في ظل استهداف صواريخ ومُسيرات حزب الله المدينة الشمالية، وفشل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في التصدي لهذا الكم من الصواريخ والمُسيرات، بحسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

شوارع حيفا خاوية والذعر يسيطر

وأشار التقرير إلى أن حيفا تشهد في الوقت الحالي حالة من القلق والترقب الشديد؛ حيث أصبحت الشوارع في المدينة السفلى شبه خالية، بينما تكافح المحلات التجارية للبقاء مفتوحة رغم تراجع عدد الزبائن بسبب الخوف المتزايد لدى السكان.

ولفت إلى أن الإسرائيليين في حيفا يكافحون في ظل دوي صفارات الإنذار المتكرر، مع تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية، ما جعل المدينة مجددًا تحت تهديد الصواريخ. 

وقال أحد السكان- بحسب تقرير الصحيفة الإسرائيلية:  "الخوف من المجهول ومن التحول المفاجئ من الهدوء إلى التصعيد هو أكثر ما يثير القلق".

وأوضح التقرير أن في محاولة لتخفيف حدة التوتر السائدة بين الإسرائيليين، بدأ الإسرائيليون في السخرية من حكومتهم التي تسبب عدوانها على لبنان في إخلاء المزيد من مدن الشمال الإسرائيلي، بدلًا من عودة النازحين إلى مستوطنات الشمال.

وأشار إلى أن الإسرائيليين يصفون ما يحدث في حيفا بأنه أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية عندما تتوقف الموسيقى يبحث الجميع عن مكان آمن للاختباء به.

ونوهت أفرت حورش، بأنها اضطرت إلى تغيير مسار تنقلاتها المعتادة بسبب صفارات الإنذار المتكررة، مضيفة: "نشعر جميعًا بالتصعيد، وكل شيء يدور الآن حول الإنذارات وإطلاق الصواريخ. حتى أبسط القرارات اليومية، مثل الدخول إلى الحمام أو اختيار طريق القيادة، أصبحت مرتبطة بصفارات الإنذار".

ونوه التقرير بأن الوضع الفوضوي في حيفا وتحول شوارعها إلى أماكن مهجورة يُعيد إلى الذاكرة حرب لبنان الثانية التي اندلعت في صيف 2006، عندما تعرضت المدينة لوابل من الصواريخ والقذائف على مدى 34 يومًا من القتال، حيث سقط حوالي 300 صاروخ وقذيفة على المدينة، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة العشرات، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بمئات المنازل.

وأضاف أنه خلال ساعات النهار يتجول البعض في شوارع المدينة، ولكن الشوارع تصبح خاوية تمامًا مع حلول المساء، حيث يختار الجميع البقاء في المنازل.

ولفت إلى أنه بالنسبة للمحال والشركات فهي تكافح بشدة من أجل الصمود. وقال صاحب أحد المحال: "الشوارع دائمًا خالية لا نسمع سوى صافرات الإنذار التي تدوي على مدار اليوم".

وأوضحت التقرير أن الوضع الحالي في حيفا دفع الآلاف للنزوح عن المدينة والتوجه إلى وسط إسرائيل التي تعتبر آمنة نسبيًا، بينما فضل آخرون ترك إسرائيل بشكل كامل، خصوصًا بعد أن وسع حزب الله من نطاق هجماته ولم تعد تقتصر على كريات شمونة أو مستوطنات الشمال بل شملت حيفا وطبريا والجليل الأعلى وحتى تل أبيب.