رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبده مباشر.. "ذاكرة عسكرية" كتبت برصاص صحفى بدرجة فدائى

أرشيفية
أرشيفية

بين النيران المتقابلة يسير مسلمًا أمره إلى الله، رصاصته هي الكلمة وسلاحه هو القلم، إنه المراسل الحربي، عبده مباشر، الذي عاصر حربي الاستنزاف وأكتوبر، واليوم بعد مرور 51 عامًا، وفي الاحتفال الـ40 بفعاليات الندوة التثقيفية، كرم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الكاتب والمؤرخ عبده مباشر، المراسل الحربي تقديرًا على مجهوده أيام حرب أكتوبر المجيدة.

"اللي قلبه خفيف مينفعش يشتغل مراسل حربي".. هكذا اختصر المراسل الحربي عبده مباشر، القوة التي يجب أن يتحلى بها أصحاب الأقلام الجريئة الذين يقطعون خط النار ذهابًا وإيابًا بحثًا عن خبر واحد يمكن من خلاله توثيق حقيقة النصر.

شهدت عين عبده مباشر، وحرر قلمه، مشاهد من قلب المعركة، تعكس قوة الجيش المصري وجنوده الذين وضعوا على عاتقهم مسئولية النصر واسترداد الأرض، حتى إنهم رفضوا فتوى الإفطار، فلا يوجد جندي واحد خاض المعركة إلا وهو صائم، حتى المحررين والمصورين الصحفيين، الجميع صابر مرابط يبحث عن النصر، يرددون معًا "يلا بينا نحرر سيناء ادفع يابني واوعى تهدي خلي الموجة التانية تعدي".

يقول عبده مباشر، إنه في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق، تعالت أصوات الجنود، تهتف جميعها باسم الله، الله أكبر، يقولونها بألسنتهم وأيديهم تفتح الطريق لدخول الدبابات، وفوق سمائهم تطير 220 طائرة من قواعد ومطارات الدلتا تمر من فوق القناة على ارتفاعات منخفضة من فوق رأس الجنود..  لأول مرة ترى أعينهم الطيارات فوق رءوسهم في طريقها للهجوم على مواقع العدو في سيناء.. فمن غير تفكير قالوا جميعهم الله أكبر.

ويسطر الكاتب والمؤرخ شهادته حول أكبر حشد مدفعي في التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية، فمصر حشدت 2000 مدفع، كلها وغيرها شهادات سطرها عبده مباشر، متمسكًا بفرصة حياته التي قال له عنها الكاتب الصحفي الكبير، محمد حسنين هيكل، والذي كان يشغل منصب رئيس تحرير الأهرام وقتها: إن المراسل في القطاع العسكري يقضي سنوات طويلة حتى يحظى بتغطية معركة، معركة حياته.

"اذهب واصنع مجدًا لك وللأهرام".. كانت هذه هي آخر نصيحة قدمها هيكل، رئيس تحرير الأهرام لمراسله الحربي، عبده مباشر قبل ذهابه إلى الجبهة.

أثناء الاحتفال والتكريم، قال "مباشر" إن مصر نجحت في اقتحام قناة السويس في قطاعات عديدة واستولت على نقاط العدو القوية فيها ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة، مؤكدًا أن نصر أكتوبر نصر مستحق وعظيم بعد هزائم متوالية، وبعد الفشل وصلنا للقمة".

وأضاف "مباشر" خلال تكريمه من الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه من قلب النصر كانوا بيقولوا إن المقاتل المصري يظل في بؤر القتال والنيران تصيبه، موضحًا: "طلعت فوق أعلى نقطة بخط بارليف الحصين وهي نقطة حصينة وشاهدت حينها طابورا من الشهداء، وكلما سقط شهيد تقدم الآخر؛ مما أكد للعالم أن المقاتل المصري يسقط شهيدًا ويخترق الصمت".

جاء هذا التكريم خلال حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، الندوة التثقيفية رقم الـ٤٠ للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، بعنوان "نصر أكتوبر 73.. حكاية شعب"، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة.

شهد الحفل حضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي وعدد من الوزراء وكبار رجال القوات المسلحة ورجال الدولة.

 

أقرأ أيضًا: 

عبده مباشر: شهداء أكتوبر سقطوا بصدورهم أمام النيران

عبده مباشر عميد المحررين العسكريين: السادات طلب خطة هجومية لاقتحام القناة والاستيلاء على خط بارليف بعد 3 أيام فقط من توليه الحكم

تكريم عبده مباشر