رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شراكة استراتيجية وتعاون اقتصادي.. تاريخ العلاقات المصرية - السودانية

مصر والسودان
مصر والسودان

تعتبر العلاقات المصرية السودانية من أقدم وأعمق العلاقات في المنطقة العربية والإفريقية، حيث تمتد جذورها إلى تاريخ طويل من التعاون والتفاعل بين الشعبين، كما تمثل العلاقات المصرية السودانية نموذجًا للتعاون الإقليمي، حيث يمكن استثمار التاريخ المشترك والتوجه نحو المستقبل في تعزيز الشراكة في مختلف المجالات. 

كما أن استمرار التعاون بين البلدين يؤدي دائما إلى تحقيق التنمية المستدامة لكل من مصر والسودان، مما يسهم في تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة ككل.

وتتجلى الروابط بين مصر والسودان في العديد من المجالات بل جميعها، خاصة الاقتصادية والسياسية والعسكرية وصولاً إلى العادات والتقاليد، حيث تشترك الدولتان في العديد من المجالات فضلا عن اللغة العربية التي تعتبر لغة التواصل الرئيسية، والتي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الفهم المشترك.

العلاقات الاقتصادية بين مصر والسودان 

 

 

-يشهد التعاون الاقتصادي بين مصر والسودان نموا ملحوظا على مدار الأعوام السابقة، فقد تسعى مصر والسودان إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، حيث أن التبادل التجاري بين البلدين يشهد نموًا ملحوظًا، حيث يسعى الجانبان إلى زيادة حجم التجارة البينية من خلال إقامة مناطق حرة مشتركة وتسهيل الإجراءات الجمركية. 

-كما يوجد العديد من الشركات المصرية التي تستثمر في السودان، خاصة في مجالات الزراعة والطاقة والبنية التحتية، في الوقت نفسه، يعتبر السودان سوقًا واعدًا للمنتجات المصرية، مما يعكس أهمية العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.

وشهدت العلاقات المصرية السودانية تطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة وإحداث نقلة نوعية فى شتى المجالات، فالسودان الدولة الوحيدة التى لديها قنصلية فى محافظة أسوان مما يدل على نمو حجم التبادل التجارى.

وتُعد زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان الشقيق دليلاً على عمق العلاقات المصرية السودانية، وحرص الرئيس السيسي أن تكون أول جولة خارجية له عقب إعادة انتخابه لولاية ثانية للسودان الشقيق، كما كانت السودان ضمن أول جولة خارجية في ولايته الأولى أيضًا، ثم أعقب ذلك زيارة الرئيس السابق عمر البشير لمصر في اكتوبر 2014 ثم مشاركته في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ في مارس 2015، توالت الزيارات المباشرة للرئيس السيسي للخرطوم.

سد النهضة قضية محورية في العلاقات بين الدولتين 

 

 

كما تمثل قضية سد النهضة ومياه نهر النيل قضية محورية في العلاقات المصرية السودانية، حيث يعتمد كلا البلدين على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه العذبة، مما يوجب عليهما التعاون في إدارة هذه الموارد بشكل مستدام. على الرغم من التحديات التي قد تطرأ، مثل أزمة سد النهضة الإثيوبي، إلا أن هناك حرصًا مشتركًا على تعزيز الحوار والتفاوض لإيجاد حلول تضمن حقوق كلا البلدين.

-أما في المجال الأمني، فإن هناك تعاونًا مشتركًا بين الأجهزة الأمنية في البلدين لمواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب والجرائم العابرة للحدود، ويعكس هذا التعاون الجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار في المنطقة، حيث يسعى الجانبان إلى تبادل المعلومات والخبرات الأمنية.

العلاقات السياسية بين البلدين 

تتسم العلاقات السياسية بين مصر والسودان بالاستمرارية، حيث يحافظ البلدان على حوار مفتوح للتباحث حول القضايا الإقليمية والدولية. تساهم اللقاءات المتكررة بين القيادات السياسية في تعزيز الفهم المتبادل، وتحقيق المصالح المشتركة، خاصة في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.

الجهود المصرية والمساعدات للسودان 

 

 

وتبرز الجهود المصرية المكثفة لتقديم المساعدات الإنسانية للسودان في ظل الأزمة الإنسانية الحالية، منذ بداية الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، استجابت مصر بسرعة، حيث أرسلت قوافل برية وأقامت جسورًا جوية وبحرية لنقل آلاف الأطنان من المساعدات.

حيث انشأت مصر مركزًا للإغاثة الإنسانية على الحدود عبر منفذ "أرقين"، لتسهيل دخول المساعدات وتقديم الدعم للفارين، كما أرسلت سفن جوية وبحرية محملة بالمساعدات، وعملت على تسهيل نفاذ المساعدات من الدول المانحة عبر أراضيها.

بجانب ذلك، استقبلت مصر مئات الآلاف من النازحين السودانيين، مما يعكس التزامها بدعم الشعب السوداني الشقيق في وقت الحاجة. تعتبر هذه الخطوات دليلاً على الدور الإنساني لمصر، وحرصها على تحقيق الاستقرار في المنطقة.