رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خريطة "الخطر".. كارثة محتملة حال رد الاحتلال على الضربة الإيرانية

الصواريخ الإيرانية
الصواريخ الإيرانية

أثار الهجوم الصاروخي الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، مخاوف من استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي المنشآت الإيرانية النووية، حيث هددت حكومة بنيامين نتنياهو، مرارًا وتكرارًا باستهدافها، بينما تقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حائلًا أمام هذا التصعيد الذي قد تكون له عواقب بيئية وإنسانية كارثية.

وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن البرنامج النووي الإيراني ينتشر في العديد من المواقع، وفي حين أن خطر الضربات الجوية الإسرائيلية كان يلوح في الأفق لعقود من الزمان، إلّا أن بعض المواقع وأهمها تم بناؤها تحت الأرض.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة تعتقدان أن إيران لديها برنامج أسلحة نووية منسق وسري أوقفته في عام 2003، بينما تنفى إيران امتلاكها برنامجًا نوويًا أو التخطيط لامتلاكه.

وأضافت أن إيران وافقت في السابق على فرض قيود على أنشطتها النووية، مقابل تخفيف العقوبات الدولية بموجب اتفاق عام 2015 مع القوى العالمية. 

وانهار هذا الاتفاق بعد أن انسحب الرئيس دونالد ترامب من الولايات المتحدة في عام 2018، وبدأت إيران في التخلي عن القيود في العام التالي.

خريطة انتشار المنشآت النووية الإيرانية

وبحسب الوكالة الدولية، فإن إيران تعمل على توسيع برنامج تخصيب اليورانيوم منذ ذلك الحين، ما أدى إلى تقليص ما يُسمى "وقت الاختراق" الذي تحتاجه لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة لصنع قنبلة نووية ليستغرق عدة أسابيع بدلًا من عام على الأقل بموجب اتفاق عام 2015.

ونوهت بأن إيران تخصب اليورانيوم إلى درجة نقاء انشطارية تصل إلى 60٪، وهي قريبة من 90٪ من درجة الأسلحة، في موقعين، ومن الناحية النظرية لديها ما يكفي من المواد المخصبة إلى هذا المستوى، إذا تم تخصيبها بشكل أكبر، لصنع ما يقرب من أربع قنابل، وفقًا لمقياس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضافت أن إيران لديها عدد من المنشآت النووية ذى الأهمية الكبرى، وهي:

نطنز: وهو مجمع في قلب برنامج التخصيب الإيراني على سهل يجاور الجبال خارج مدينة قم المقدسة لدى الشيعة، جنوب طهران، وتضم المحطة مرافق بما في ذلك مصنعان للتخصيب ومصنع تخصيب الوقود الضخم تحت الأرض ومصنع تخصيب الوقود التجريبي فوق الأرض.

وكشفت مجموعة معارضة إيرانية أن إيران كانت تبني نطنز سرًا، ما أشعل مواجهة دبلوماسية بين الغرب وإيران بشأن نواياها النووية والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

تم بناء مصنع تخصيب الوقود للتخصيب على نطاق تجاري، وقادر على استيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي، ويوجد قرابة 14 ألف جهاز طرد مركزي مثبت هناك حاليًا، حوالي 11 ألف منها قيد التشغيل، لتنقية اليورانيوم حتى نقاء يصل إلى 5٪.

ووصف الدبلوماسيون المطلعون على مصنع تخصيب الوقود، بأنه يقع على بعد حوالي ثلاثة طوابق تحت الأرض، كان أُثير نقاش طويل حول مقدار الضرر الذي يمكن أن تلحقه الغارات الجوية الإسرائيلية به، والتي لا يمكن أن تتعدى سوى إطلاق الغازات في الهواء، نظرًا لموقعه تحت الأرض.

وأضافت الوكالة الدولية أنه تم إلحاق الضرر بأجهزة الطرد المركزي في مصنع تخصيب الوقود بوسائل أخرى، بما في ذلك انفجار وانقطاع التيار الكهربائي في أبريل 2021، والذي قالت إيران إنه هجوم من قبل إسرائيل.

فوردو: وهي محطة للطاقة النووية فوق الأرض ولا تضم سوى بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي، لكن إيران تخصب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60% هناك، وهي محطة تخصيب محفورة في جبل، وبالتالي هي محمية بشكل أفضل في حالات القصف المحتمل مقارنة بمحطة فوردو للتخصيب.

لم تسمح الصفقة التي أبرمت عام 2015 مع القوى الكبرى لإيران بالتخصيب في فوردو على الإطلاق، ولديها الآن أكثر من 1000 جهاز طرد مركزي يعمل هناك، وجزء بسيط منها من أجهزة IR-6 المتقدمة التي تخصب حتى 60%.

بالإضافة إلى ذلك، ضاعفت إيران مؤخرًا عدد أجهزة الطرد المركزي المثبتة في فوردو، حيث كانت جميع الأجهزة الجديدة من أجهزة IR-6.

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في عام 2009 أن إيران كانت تبني فوردو سرًا لسنوات، ولم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما آنذاك: "إن حجم وتكوين هذه المنشأة يتعارض مع برنامج سلمي".

أصفهان: تمتلك إيران مركزًا كبيرًا للتكنولوجيا النووية على مشارف أصفهان، ثاني أكبر مدنها، ويضم هذا المركز مصنع تصنيع صفائح الوقود ومنشأة تحويل اليورانيوم التي يمكنها معالجة اليورانيوم وتحويله إلى سداسي فلوريد اليورانيوم الذي تتم تغذيته في أجهزة الطرد المركزي.

وتوجد في أصفهان معدات لصنع معدن اليورانيوم، وهي عملية حساسة بشكل خاص للانتشار النووي، حيث يمكن استخدامها لتصميم قلب القنبلة النووية.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن هناك آلات لصنع أجزاء أجهزة الطرد المركزي في أصفهان، ووصفتها في عام 2022 بأنها "موقع جديد".

خونداب: تمتلك إيران مفاعلًا بحثيًا يعمل بالماء الثقيل تم بناؤه جزئيًا، وتشكل مفاعلات الماء الثقيل خطرًا على الانتشار النووي لأنها يمكن أن تنتج البلوتونيوم بسهولة والذي يمكن استخدامه، مثل اليورانيوم المخصب، لصنع قلب القنبلة الذرية.

وبموجب الاتفاق المبرم عام 2015، توقف البناء، وتمت إزالة قلب المفاعل وملأه بالخرسانة لجعله غير صالح للاستخدام، وكان من المقرر إعادة تصميم المفاعل لتقليل إنتاج البلوتونيوم وعدم إنتاج البلوتونيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة في التشغيل العادي، وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تخطط لتشغيل المفاعل في عام 2026.

مركز طهران للأبحاث: تشمل منشآت الأبحاث النووية الإيرانية في طهران مفاعلًا بحثيًا.

بوشهر: تستخدم محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران، على ساحل الخليج، الوقود الروسي الذي اشترته روسيا بعد ذلك.