رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيلات و"وحوش الرفاعي".. كيف أرهقت مصر عدوها حتى نصر أكتوبر؟

أرشيفية
أرشيفية

منذ الخامس من يونيو 1967، وحتى السادس من أكتوبر 1973، عاشت مصر كابوسًا من الحزن والترقب، حتى استردت الأرض ورفعت علم مصر عاليًا على أرض سيناء مرة أخرى، غير أن هذا الكابوس وهذا الحزن، لم يقفا حائلًا أمام إرادة المصريين في الانتقام والأخذ بالثأر بل كان دافعًا لخوض معارك على مدار السنوات الستة، عُرفت باسم حرب الاستنزاف.

من بين أشهر المعارك التي خاضها رجال الجيش المصري في هذه الفترة، تدمير المدمرة إيلات، والمعارك التي قام بها البطل المصري إبراهيم الرفاعي، مؤسس قوات الصاعقة بالجيش المصري، ورجاله. 

تدمير المدمرة إيلات:

بعد شهر واحد على استيلاء قوات الاحتلال الإسرائيلية على أراضي في مصر وسوريا والأردن، أبحرت المدمرة إيلات تحديدًا في يوم 11 يوليو؛ لتستقر في المنطقة البحرية لبورسعيد. 

منذ اللحظات الأولى التي دخلت فيها المدمرة إيلات إطار المياة الإقليمية المصرية، حتى شعرت بها قواتنا البحرية، وانطلقت وراءها تحاول توقف توغلها، حتى أن قائد القوات البحرية وقتها قرر الاشتباك في طريقة وصفت بالانتحارية، فما إن اشتبكت زوارق القوات المصرية بالمدمرة إيلات حتى انهالوا عليها بالرصاص، واستشهدوا جميعًا. 

هذا الانتصار الذي اعتبره العدو انتصارًا دائمًا، فأولًا النكسة وثانيًا استقرار المدمرة إيلات في المياة الإقليمية المصرية، ظن العدو أنه بذلك كتب نهاية الحرب لصالحه، ولم يضع في اعتباره أن ما يحدث ماهو إلا معارك في مسلسل الحرب الذي لم ينتهي، بعدها أعطى العدو تعليماته بالتوغل داخل المياة الإقليمية المصرية والاستقرار بالقرب من بورسعيد. 

في الثامن عشر من أكتوبر وبعد أقل من ثلاثة أشهر على هذه الواقعة، وفي الفترة التي اعتقد فيها العدو أنه المسيطر والمتحكم في سير الأحداث، ومحركها الأول، جاء الرد المصري سريعًا. 

أبحرت القوات البحرية المصرية في 21 من أكتوبر 1967، وقاموا بتجهيز لنشين بحريين بهدف الإبحار وتدمير إيلات، وقسمت مجموعة التنفيذ إلى فرقتين، أولهما بقيادة النقيب أحمد شاكر ومساعده الملازم أول حسن حسني على اللانش 504، والثانية بقيادة النقيب لطفي جاب الله ومساعده الملازم أول ممدوح منيع، بعد تحديد المهام وتوزيع الأدوار ورصد رادار المراقبة لتحركات المدمرة إيلات، لتنفيذ المهمة. 

أبرزها الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر.. فعاليات مركز الحرية للإبداع الفني

تحديدًا في الخامسة والنصف من مساء 21 أكتوبر، نجحت قوات البحرية المصرية من تدمير المدمرة إيلات بدقة وسرعة أدهشت العدو، وذلك عن طريق صاروخين، الأول الذي أصاب جانب المدمرة، وبدأت تميل للغرق في البحر المتوسط، وفي الوقت نفسه أطلق الصاروخ الثاني الذي أغرقها تماما، بعدها عاد رجال البحرية المصرية دون وجود أي خسائر في الأرواح وبعد نجاح المهمة التي أربكت مخططات العدو بعدما ظن أنه لن يهزم على الأقل لن تأتي الهزيمة قريبة بهذا الشكل، لكن فعلها رجال البحرية المصرية. 

الاحتلال: لن نسمح بتكرار أحداث 7 أكتوبر مرة أخرى

بطولات إبراهيم الرفاعي ووحوشه

في الجيش المصري رجال يشار إليهم بالبنيان، ومن بينهم القائد البطل إبراهيم الرفاعي، والذي استطاع خلال حرب الاستنزاف وبرفة فرقته من الأبطال، تحقيق انتصارات عدة وليس انتصارًا واحدًا، بعد أن وضع كافة الخبرات التي حصل عليها خلال مشاركته في حروب منها حرب اليمن، وأخرى عاصرها كحرب فلسطين 1948، من التخطيط الجديد لعدد من العمليات الناجحه ومن أشهرها قيامه بالثأر للبطل الشهيد عبد المنعم رياض. 

ماذا حدث على الجبهة يوم استشهاد البطل عبد المنعم رياض

في التاسع من مارس 1969، كان الشهيد البطل عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب الجيش المصري، يقف متوسطًا جنوده، يبث فيهم روح القتال ويدعوهم إلى النصر وعدم اليأس، في هذا الوقت كانت تراقبه أعين العدو حتى تمكنت من النيل منه وإطلاق نيرانها عليه وراح ضخية التفجير والغدر من قوات الاحتلال الإسرائيلية.

رد القوات المصرية جاء سريعًا عن طريق البطل إبراهيم الرفاعي، الذي قام هو وجنوده بعملية الثأر لمقتل الشهيد البطل عبد المنعم رياض فيما عرف باسم "عملية رأس التمساح"، هذه العملية التي استطاع الرفاعي من خلالها تلقين العدو درسًا قاسيًا والأخذ بالثأر للشهيد الراحل. 

لم تكن عملية "رأس التمساح" هي الوحيدة التي قام بها الرفاعي ورجاله، طوال حرب الاستنزاف وإنما ضمت هذه الفترة عدد من البطولات الأخرى، من بينها قيام رجال الرفاعي بالتوغل داخل أراضي سيناء وزرع الألغام بالقرب من أماكن إقامة العدو، ونسفها وقتل كل من يلتقي بهم في طريقم لتنفيذ هذه العمليات.

موعد إجازة 6 أكتوبر للموظفين في القطاع الحكومي والخاص