رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الطاقة الذرية": العلاج الإشعاعى المحسن سيعالج 2.2 مليون مريض سرطان حول العالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أن تنفيذ العلاج الإشعاعي بجرعات مكثفة، الذي يعتمد على تقليل عدد الجلسات مع زيادة الجرعات اليومية، قد يمكن من توفير العلاج الإشعاعي لـ2.2 مليون مريض سرطان إضافي حول العالم.

وأشار تقرير- أشرفت عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتعاون مع لجنة لانسيت للأورام- إلى أن العلاج بجرعات مكثفة لمجموعة من أنواع السرطان يرتبط بفوائد تتمثل في تقليل التكاليف، وزيادة دقة العلاج، وتقليص وقت العلاج، ما يتيح المزيد من الوقت لاستخدام المعدات الطبية ويحسن الوصول إلى العلاج.

وأبرز تقرير لجنة لانسيت للأورام حول العلاج الإشعاعي والعلاج الثيرانوستي (Theranostics)، الذي تم إطلاقه اليوم خلال المؤتمر السنوي لجمعية العلاج الإشعاعي الأمريكية في واشنطن العاصمة، أهمية تنفيذ الأساليب الفعالة من حيث التكلفة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تكون خدمات العلاج الإشعاعي والعلاج الثيرانوستي محدودة، ويعتمد التقرير على بيانات تم جمعها من مسح شمل 200 مركز علاج إشعاعي في 55 دولة.

 تقرير لجنة لانسيت يحدد بيانات وتوصيات مهمة تساعدنا فى توفير الرعاية التى يستحقها كل مريض

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي: "في جميع أنحاء العالم، لا يزال الوصول إلى رعاية عالية الجودة لمرضى السرطان بعيد المنال بالنسبة للكثيرين في معالجة هذا التفاوت، ويحدد تقرير لجنة لانسيت للأورام بيانات وتوصيات مهمة تساعدنا في توفير الرعاية التي يستحقها كل مريض، ومن خلال مبادرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية مثل مبادرة (أشعة الأمل)، نعمل بنشاط على سد هذه الفجوات من خلال توسيع خدمات العلاج الإشعاعي، وبناء قدرات رعاية السرطان المستدامة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، لضمان عدم ترك أي مريض دون تلقى العلاج اللازم".

ويحتاج حوالي 50 إلى 70 في المائة من مرضى السرطان إلى العلاج الإشعاعي، وأكثر من 50 في المائة من هؤلاء المرضى يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وتسهم الجهود الدولية التي تركز على الاستدامة وتعزيز البنية التحتية وبناء قدرات الرعاية السرطانية- مثل مبادرة "أشعة الأمل"، التي أطلقتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية- في سد الفجوات العالمية، حسب التقرير.

وبالنظر إلى المستقبل حتى عام 2050، يتوقع أن يتطلب الارتفاع المتوقع في حالات السرطان الجديدة توسع القوى العاملة فى مجال العلاج الإشعاعى، طبقا لبيانات عام 2022، بأكثر من 60 في المائة لتلبية الحاجة إلى 84.646 أخصائي أورام إشعاعية، و47.026 فيزيائي طبي، و141.077 تقني إشعاعي على مستوى العالم، وفقًا للتقرير.

الاستثمار فى العلاج الإشعاعى يحقق فوائد اقتصادية تتراوح بين 278.1 و365.4 مليار دولار

في حين أن الاستثمار في العلاج الإشعاعي يحقق فوائد اقتصادية تتراوح بين 278.1 مليار دولار و365.4 مليار دولار عالميًا ،خلال الفترة من 2015 إلى 2035، ويمكن تحقيق تحسينات إضافية من خلال استخدام الأساليب التي توفر الموارد. وعلى سبيل المثال، قد يؤدي استبدال 50 في المائة من العلاج الإشعاعي التقليدي بالعلاج الإشعاعي بجرعات مكثفة إلى توفير 2.76 مليار دولار لعلاج سرطان البروستاتا والثدي. ومع استبدال بنسبة 80 في المائة، يرتفع هذا التوفير إلى 4.41 مليار دولار، حسبما جاء بتقرير الوكالة الدولية.

وقالت مي عبدالوهاب، المؤلفة المشاركة في التقرير ومديرة قسم الصحة البشرية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية: "يمكن أن يكون هذا التقرير بمثابة قاعدة أدلة لمقدمي الرعاية الصحية وصناع السياسات حول العالم لتوسيع تبني وتنفيذ الأساليب التي توفر الموارد، والتي أثبتت أنها آمنة وفعالة. كما يُظهر التقرير أن التكنولوجيا المتقدمة مثل العلاج الإشعاعي الجسدي التجسيمي- وهو نوع من العلاج بجرعات مكثفة يتطلب معدات أكثر تطورًا- قد يكون فعالًا من حيث التكلفة على مدار فترة مرض المريض مقارنة بالطرق التقليدية".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أطلقت مبادرة "أشعة الأمل" في عام 2022، وتهدف إلى توسيع الوصول إلى الرعاية السرطانية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، من خلال تحسين توافر خدمات العلاج الإشعاعي والتصوير الطبي والطب النووي. وتم إنشاء شبكة من مراكز Anchor Centres الإقليمية لتقديم الدعم والخبرات المستهدفة للدول المجاورة، مع التركيز على التعليم والتدريب والبحث وضمان الجودة.