رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هيكل ومحمد سيد أحمد.. صداقة حميمة رغم تباين المواقع

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

في ذكري ميلاد الجورنالجي محمد حسنين هيكل (23 سبتمبر 1923 –17 فبراير 2016) أحد أشهر الصحفيين المصريين في القرن العشرين ورئيس تحرير الأهرام الذي ساهم في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته سنة 2016، ثمة علاقة صداقة وزمالة جمعت الكاتب الصحفي محمد سيد أحمد (1928-2006) وأحد أشهر اليساريين المصريين والعرب انفتاحًا على الأفكار الجديدة رواها الأخير في مقال من مقالاته التي نشرت بمجلة "الهلال" في الأول من سبتمبر 2000؛ والذى جاء تحت عنوان "محمد حسنين هيكل.. صداقة حميمة.. رغم تباين المواقع".

اللقاء الأول في النيابة 

يروى محمد سيد أحمد في مستهل مقاله عند اللقاء الأول بالجورنالجي محمد حسنين هيكل حيث يقول: "أذكر أول لقاء لي مع محمد حسنين هيكل.. ريما لا يتذكره هو.. كان ذلك في أحد شرفات دار النيابة بباب الخلق عام ١٩٥٧ كان هو ومعه جمال العطيفي، وكنت أنا ومعى نبيل الهلالي العالية النيابة المشكلة متعلقة بنشر أحد كتب دار الديمقراطية الجديدة.. وهي دار نشر كنت مديرها ومالكها وقتذاك.. ولم أكن أعرف هيكل شخصيًا.. ولكن كان يعرفه نبيل بحكم علاقة هيكل بوالده، نجيب باشا الهلالي، رئيس وزراء مصر في مناسبتين قبل الثورة.. وكان يعرفنا جمال العطيفي.. نبيل كمحام، وأنا بوصفه كان وكيل النيابة فى أول قضية حكم على فيها بالسجن لمدة عامين عام ١٩٥٠وقد تصافحنا، وتبادلنا كلمتين، وافترقنا.

اللقاء الثاني الذي جمع محمد سيد أحمد بـ"هيكل"

ويتابع سيد احمد كيف التقى بـ"هيكل" للمرة الثانية ولكن هذه المرة لم تكن في النيابة بل فى مبني جريدة الأهرام؛ حيث يقول:"وكانت المناسبة الثانية لقاء في مكتب هيكل بمبنى الأهرام القديم عام ١٩٦٤.. لقد حرص هيكل على أن يتعرف بي ويبعض زملائي وقتذاك بعد خروجنا من السجن.. وأقصد بالسجن هنا السنوات الخمس وتصف السنة التي قضينا أغلبها بسجن الواحات، ابتداء من أول يناير ١٩٥٩، وحتى قدوم خرشوف إلى مصر ليفتتح مع عبد الناصر السيد العالي.

وتابع "بمجرد دخولي مكتب هيكل بمبنى الأهرام فاجأني بقوله قرأت المقال الذي أرسلته إلى الأهرام الاقتصادي، وهو مقال جيد، لكن قررت أن أنزعه من المجلة بعد الطبع ولا أنشرها وربما بدت الدهشة على وجهي، ذلك أنه أضاف ذلك صحف ودوريات بوسعك النشر فيها ولكن ليس لك أن تنشر في الأهرام الاقتصادي وهذه عبارة لم أفهمها وقتذاك، لكن تعددت المناسبات لفهمها فيما بعد.. لقد كانت هناك مجلات ودوريات لليسار، ودوريات ومجلات لليمين، ولم يكن مقبولًا خلط الأوراق".