الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى أعجوبة ميخائيل في كولوسي
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى الأعجوبة التي جرت في كولوسي على يد ميخائيل زعيم الأجناد.
ويحكى أن عبّاد الاصنام في كولوسي، وقد استشاطوا غيظاً بسبب الخوارق التي كانوا يرونها تتمّ في كنيسة زعيم القوّات السماوية ميخائيل في المدينة، عقدوا النية على تحويل مجرى ماء كان بالقرب من الكنيسة، ليندرىء عليها ويغمرها ويقتل في الوقت نفسه رجلاً بارّاً كان ساكناً قريباً منها يدعى ارشيـبوس. غير أن الزعيم الملائكي تراءى لارشيـبوس المذكور، وأوصاه بالتجلد والصمود، ثم ضرب بعصاه صخرة، ففلقها أمام السيل، فمرَّ بها، ولا يزال يمرّ بها إلى يومنا هذا.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
لا يمكن لأحد أن يعرف الآب من دون أن يعرف كلمة الله، أيّ إن لم يُظهِر الابن له ذلك. ولا يمكن لأحد أن يعرف الابن من دون أن يريد الآب ذلك. وإرادة الآب هذه يُحقّقها الابن، لأنّ الآب هو الذي يُرسِل؛ أمّا الابن، فهو مُرسَل وهو الذي يأتي. فالآب مهما كان غير مرئيّ ولامحدود بالنسبة إلينا، فإنّنا نعرفه من خلال كلمته؛ ومهما عجزنا عن الكلام عن الله، وحده "الكلمة" يكشف عنه؛ وفي المقابل، لا أحد يعرف "الكلمة" إلاّ الآب وحده.
بالخلق، يكشف "الكلمة" عن الله الخالق؛ وبواسطة العالم، يكشف عن الربّ الذي نظّم العالم؛ وبواسطة جبلة يديه، يكشف عن الفنّان الذي جبلها؛ وبواسطة الابن، يكشف عن الآب الذي منه وُلِد: كثيرون هم الذين يتّفقون على ما سبق ذكره، إلاّ أنّ قلّة هي التي تؤمن بذلك. وبواسطة الشريعة والأنبياء، أعلن "الكلمة" عن نفسه وأعلن عن الآب: لقد عرفه العالم أجمع لكنّه لم يؤمن به رغم ذلك. وأخيرًا، بواسطة الآب أصبح "الكلمة" مرئيًّا ومحسوسًا ؛ لقد أظهر الله نفسه، ورغم أنّ الجميع لم يؤمنوا به، فإنّه لم يكن أقلّ ظهورًا في الابن .
والابن، بخدمته للآب، يقود كلّ الأشياء إلى نهايتها منذ البدء وحتّى المنتهى، وبدونه لا يمكن لأحد أن يعرف الله... فمنذ البدء، كان الابن معاينًا للجبلة، يكشف عن الآب للذين يريد الآب أن يكشف لهم عن ذاته متى يشاء وكيفما يشاء. ففي كلّ مكان وكلّ زمان، ليس هنالك إلاّ إله آب واحد، و"كلمة" واحد، وروح واحد، وخلاص واحد للذين يؤمنون به.