رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية في مصر تحتفل بحلول الأربعاء الـ 16 من زمن العنصرة

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية في مصر بحلول الأربعاء السادس عشر من زمن العنصرة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي:

"لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئتُ لأَحمِلَ السَّلامَ إِلى الأَرض، ما جِئتُ لأَحمِلَ سَلاماً بل سَيفاً: جِئْتُ لأُفِّرقَ بَينَ المَرءِ وأَبيه والبِنْتِ وأُمِّها، والكَنَّةِ وحَماتِها فيكونُ أَعداءَ الإِنسانِ أَهلُ بَيتِه" في كلّ مقاطع الإنجيل تقريبًا، يلعب المعنى الروحي دورًا مهمًّا؛ إنما في هذا المقطع بشكل خاص، يجب البحث في حبكة المعنى عن العمق الروحي، كي لا نتراجع أمام صعوبة تفسير مبسّط... كيف يقول بنفسه: "السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم"  إن كان قد أتى ليفصل بين الآباء وأبنائهم، والأبناء وآبائهم، بكسره الروابط التي تجمعهم؟ كيف يمكن أن يكون "مَلْعون المُحتَقِرُ أَباه" وصالح إن تركه؟

إن فهمنا أن الإيمان يأتي في المرتبة الأولى، والمحبّة البنويّة في المرتبة الثانية، يمكننا أن نفهم كيف تتضّح هذه المسألة؛ يجب أن يأتي كلّ ما هو إنساني بعد كلّ ما هو إلهي. فإن كانت علينا واجبات تجاه الأهل، فكم بالحريّ تجاه آب الأهل، الذي يجب أن نكون ممتنّين له من أجل أهلنا؟... إذَا هو لا يطلب أن نتخلّى عن الذين نحبّهم، لكن أن نفضّل الله فوق كلّ شيء. ففي كتاب آخر قال: "مَن كانَ أَبوه أو أُمُّه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي". لا يُمْنَعُ عنك محبّة أبويك، إنما تفضيلهما على الله. فالعلاقات الطبيعيّة هي نعمة من الرب، ولا يجب على أحد أن يحبّ هذه النعم المعطاة، أكثر من الله الذي يحفظ النعم التي يهبها.