الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى عيد قطع هامة القدّيس المجيد والنبيّ السابق يوحنّا المعمدان
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى عيد قطع هامة القدّيس المجيد والنبيّ السابق يوحنّا المعمدان الكريمة حيث امر هيرودوس بقطع رأس المعمدان بعد ان سجنه، لأن يوحنا كان يبكته بسبب اتخاذه زوجة أخيه زوجةً له. وبعد ان رقصت ابنة هيروديا واعجبت الملك السكران هيرودوس استجاب لطلبها وطلب امها وانفذ سجاناً يأتيه برأس المعمدان على طبق. عُرف هيرودوس بوحشيته والمعمدان بشجاعته وضميره الحيّ. فلنتشبّه بالمعمدان لنقول الحق مهما كلّف الامر.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: "وأَرى أَنَّ آلامَ الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تُعادِلُ المَجدَ الَّذي سيَتَجَلَّى فينا". فمن يا ترى لا يعمل إذًا بكلّ الوسائل الممكنة لينال مجدًا كهذا المجد فيُصبِح صديق الله، ويفرح أيضًا برفقة الرّب يسوع المسيح، وينال الثواب الإلهيّ بعد الهموم والعذابات الأرضيّة؟
إنّه لشيء ممجّد لجنود هذا العالم بأن يدخلوا وطنهم منتصرين بعد هزيمة العدوّ. أليس الدخول، بعد الانتصار على الشيطان، إلى الفردوس من حيث طُرد آدم بسبب خطيئته يعدُّ مجدًا كبيرًا؟ أن يجلب إليها كأس الانتصار بعد أن أحبط ذاك الّذي خدعه؟ أن يهدي الله إيمانًا صافيًا كغنيمة باهرة، وشجاعة روحيّة خالية من العجز وتفانٍ لائق بالمديح؟... أن يصبح وارثًا مع الرب يسوع المسيح ومساويًا للملائكة، أن يفرح بسعادة في الملكوت السماويّ مع الآباء والرسل والأنبياء؟ أي اضطهاد يستطيع أن ينتصر على هكذا أفكار الّتي تستطيع أن تساعدنا على تخطّي العذابات؟
تحبسنا الأرض باضطهاداتها، ولكن تبقى السماء مفتوحة...يا للمجد ويا للأمان اللذان يصحباننا بخروجنا من هذا العالم بفرح، بخروجنا منه بمجد بتخطّي التجارب والعذابات! بأن نغلق للحظة عيوننا الّتي ترى البشر والعالم، حتّى نفتحهم حالاً ونرى الله والرّب يسوع المسيح!... حتّى ولو هاجم الاضطهاد جنديًّا مستعدًّا بهذه الطّريقة فلن يستطيع أن ينتصر على شجاعته. حتّى وإن كنّا مدعوين للسماء قبل المعركة، فلن يكون الإيمان الّذي تَحضَّر بهذا الشّكل من دون مكافأة... إن الله يكلّل جنوده في الاضطهاد؛ ويكلّل بالسلام الضمير الصالح.