الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القدّيسون عبدا وإيجيديوس وزخيا الشهداء
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القدّيسون عبدا وإيجيديوس وزخيا الشهداء، وولد هذا البار في كِلدُو في اوائل القرن الرابع، وبعد أن ترقّى بالعلم والفضيلة ارتسم كاهناً وشيّد في بلدته ديراً وأنشأ مدرسة اعتنى بتعزيزها، فعمّد كثيرين وأرجع ضالّين الى حظيرة المسيح، فقبض عليه وألقي في السجن، وفي أثناء الاضطهاد على المسيحّيين.
وكان قد أصبح عبدا اسقفاً على المدائن. فتتلمَذَ له كثيرون، لكّنه اتُّهِمَ بأنّه هَدَم معبد النار للمجوس، فأمر الملك بقتله، فساقوه الى خارج المدينة وقتلوه هو وسبعة كهنة وسبعة شمامسة وسبع عذارى. فنالوا اكليل الشهادة سنة 374، بينما القديس زخيا هو القديس المدعو باليونانية "نقولا" وبالسريانية "زخيا" وبالعربية “منصور”، وتوفي في القرن الرابع ولا يزال جسده محفوظاً في باري، ايطاليا، وقد اجترح العجائب فلقب بالعجائبي.
هذا وولد ايجيديوس نحو سنة 640 في مدينة أثينا من أبوين تقيين من اصل ملوكي،زَهد في الدنيا وتخصص بممارسة الصلوات والاماتات واعمال الرحمة ، رسمه الاسقف كاهناً فأنشأ القديس ديراً امتلأ بالرهبان. ثم ذهب الى روما وقابل قداسة البابا مبارك الثاني الذي باركه وبارك ديره. رقد سنة 720.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: لا يمكننا تغذية هبة الصلاة سوى بالتأمّل والقراءة الروحيّة. فالصلاة العقليّة تنمو جنبًا إلى جنب مع البساطة، أي في نسيان الذات، في تجاوز الجسد والحواسّ، وفي تجديد التطلّعات الّتي تغذّي صلاتنا. هذا يعني، بحسب قول القدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (كاهن وخوري آرس)، أن "نغمض أعيننا، ونغلق أفواهنا، ونفتح قلوبنا". في الصلاة اللفظيّة، نتكلّم مع الله؛ في الصلاة العقليّة، هو يخاطبنا. وفي هذا الوقت بالذات يبثّ ذاته فينا.
يجب أن تكون صلواتنا مؤلّفة من كلمات مضطرمة، منبعثة من أتون قلوبنا المليئة بالحبّ. في صلواتك، تَوَجَّه إلى الله بخشوع كبير وبثقة كبيرة. لا تتثاقل، ولا تتسرّع؛ لا تصرخ، ولا تستسلم للبُكم؛ إنّما بتقوى، بعذوبة كبيرة، بكلّ بساطة، دون أيّ تأثير، قدّم تسبيحك لله من كلّ قلبك وكلّ نفسك.
وأخيرًا، دَع حُبّ الله يمتلك لِمَرَّةٍ قلبك كاملاً، وَدَع هذا الحبّ يصبح في قلبك طبيعته الثانية؛ لا تسمح أن يدخل قلبَك شيءٌ معاكس لذلك؛ دَعهُ يطابق دائمًا نموَّ هذا الحُبّ بالبحث عن إرضاء الله في كلّ شيء، ودون رفض أيّ شيء له؛ دَعهُ يَقبَل كلّ ما يجري له كأنّه آتٍ مِن يَد الله؛ اجعله يكون مُصَمِّمًا عدم ارتكاب أيّ خطيئة إراديًّا أو طَوعيًّا – أو، إذا فَشِل، اجعله يتواضع ويتعلّم النهوض في اللحظة ذاتها. فمثل هذا القلب يُصَلّي باستمرار.