حياتك الثانية تبدأ حين تدرك أن لديك حياة واحدة لرافاييل جيوردانو
رافاييل جيوردانو هي كاتبة ورسامة ومدربة في مجال الإبداع وتنمية الذات، وقد حاولت من خلال روايتها حياتك الثانية تبدأ حين تدرك أن لديك حياة واحدة السير بالقارئ نحو حياة أكثر سعادة من خلال إجراء بعض التغييرات التي تساهم في عودة الفرح والإثارة لحياته
حادث سيارة ومقابلة غير متوقعة
- بطلة الرواية اسمها كاميل تعيش في باريس وتعمل في قسم المبيعات بإحدى الشركات متزوجة ولديها طفل في التاسعة من عمره
- ذات مساء كانت السماء تمطر وكاميل تقود سيارتها مسرعة تحاول الوصول إلى أحد العملاء فسلكت طريقًا فرعيًا ووجدت نفسها وسط غابة وبينما كانت تفكر في عملها فجأة انحرفت السيارة ووجدت نفسها ترتطم بالزجاج الأمامي وبعد ذهول من تأثير الصدمة استعادت أنفاسها وتأكدت أنها بخير، خرجت من السيارة وحيدة تائهة وسط تلك الغابة
- بعد دقائق وجدت منزلًا فطرقت الباب وأبلغت صاحب المنزل بأن سيارتها تعرضت لحادث وهاتفها لا يلتقط شبكة، رحب بها صاحب المنزل وجاءت زوجته وقدمت لها كوبًا من الشاي وقدم لها الهاتف لتتصل بشركة التأمين ثم اتصلت بزوجها لتخبره بما حدث، سألها زوجها كم من الوقت ستأتي الورشة لتصليح سيارته؟ وكم ستتكلف عملية التصليح؟ أثار تصرفه رغبة لديها في الصراخ لم يكن بوسعه أن يبدي شيئًا من المودة والتعاطف معها، أغلقت سماعة الهاتف غاضبة بعد أن أخبرته أنها ستتدبر أمورها وأن ينام دون أن ينتظرها
- بينما كانت ترتعش يداها سألها صاحب المنزل السيد كلود هل هي بخير؟ هل تشعر بأنها على ما يرام؟ فوجدت دموعها تنهمر، وبدأت توضح للسيد كلود أسباب كآبتها وانكسارات صغيرة انتهت إلى أن تنهش بهجتها في الحياة فهي ليست تعيسة ولكنها ليست سعيدة أيضاً
- تعاطف معها كلود وقال لها أعتقد أنك تعانين من داء الروتين الحاد وهو يتمثل في نوبات دورية من الكآبة والإرهاق والتعب وصعوبة إيجاد الشعور بالسعادة، سألته بتعجب كيف عرف كل هذا فقال لها: إنه روتينولوجي، أي أنه يعالج الأشخاص الذين يشعرون بالفراغ وباضطراب حقيقي في الروح وفقدان السعادة رغم أنه يملكون كل شئ لكي يكونوا سعداء
- بعد قليل أعطاها بطاقة بها اسمه وعنوانه وطلب منها أن تقابله إن سنحت لها فرصة ثم رن جرس الباب وأبلغهم الميكانيكي أنه أصلح السيارة، شكرتهم على حسن الضيافة وركبت سيارتها وعادت للتفكير في مشاكلها
ظروف حياتها
- في صباح اليوم التالي استيقظت متعبة وظلت تتذكر كلمات كلود هل بالفعل هي تعاني من داء الروتين الحاد؟ لديها زوج وولد وعمل يكفل لها وضعًا ماليًا مستقرًا!
- بدأت تفكر في علاقتها بابنها أدريان حيث كان التوتر بينهما قد بلغ أقصاه ولما يعد بإمكانهما التفاهم على أي شي، لم تكن هذه علاقتهما في الماضي، عندما كان صغيرًا كانت مفرطة معه في التسامح لكنه بدأ يكتسب سلوكيات المراهقين فارتدت ثوب الأم التي تربي وتحولت إلى آله لإصدار الأوامر الملزمة وما كسبته في تعليمه أن يرتب جواربه خسرته بوضوح في نوعية العلاقة بينهما، أصبحت العلاقة بينهما هي أداء الواجبات ثم ينطلق للشاشات للتسلية، أماهي فلم تعد تمتلك طاقة الاهتمام بعالمه
- ابنها ليس لديه شخص يلعب معه ويلح عليها أن تنجب له أخًا صغيرًا، هي لا ترغب في ذلك، هل يكون هذا الأمر ساهم في توسيع الهوة بينها وبين زوجها؟
- نظرت إلي نفسها فبدت التجاعيد في وجهها والبشرة شاحبة ودوائر زرقاء تحت عينها وأصبح جسمها أكثر اكتنازًا
- أما علاقتها بزوجها فكانت في بداية حياتهما مفعمة بالحيوية بينما تحولت بمرور الزمن إلى حياة رتيبة فقدت كل طعمها مثل علكة تم مضغها كثيرًا .. متى انقلبت الأمور هكذا؟ هل مع مجئ أدريان؟ هل حين تم ترقية زوجها سيباستيان في الوظيفة؟
طفولتها
- والدها هجر والدتها بعد ولادتها بفترة قصيرة وكان أحياناً يرسل لها معونة مالية شحيحة إلا أن أمها تدبرت الأمر بمفردها وجعلتها تشعر أن عليها أن تعيش حياة متواضعة، في أعماقها كان تخاف أن يتركها زوجها كما فعل والدها من قبل
- كانت تحب الرسم وتصميم الأزياء لكنها درست في كلية التجارة وتخرجت لتجد فرصة عمل سهلة واشتغلت بدوام جزئي حتى تضمن أن تعتني بابنها لكن هذا الاختيار سبب لها في صعوبة إنجاز الأعمال المطلوبة منها مقارنة بزملائها مما جعلها تواجه مشاكل كثيرة في العمل
- بعد مرور أيام على مغادرتها منزل كلود قررت كاميل أن تتصل به بعد أن خرجت من اجتماع عاصف في المكتب وبخها فيه صاحب العمل أمام الجميع
- ذهبت كاميل في الموعد المحدد وقال لها كلود إنها طالما أتت فهذا يعني أنها ترغب في تغيير أشياء في حياتها، والمنهج الذي سيسير فيه هو أن يحاول أن يعطي معنى لحياتها وذلك من خلال عمل تغييرات صغيرة، وطلب منها أن تكتب في ورقة كل الأشياء التي تتمنى أن تتغير في حياتها سواء كانت أشياء بسيطة جدًا أو معقدة، ظلت تكتب وتكتب كل ما تتمناه وانتهى لقائهما عند هذا الحد
- اتصلت كاميل بكلود تطلب منه أن تبدأ في برنامج التغيير وبعد أيام أرسل لها رسالة فيها قلادة لوتس بيضاء وأبلغها في رسالته أنها كلما أحرزت تقدمًا أكبر سيرسل لها قلادة بلون آخر، فاللون الأبيض للمبتدئ ثم اللون الأصفر ثم الأخضر والأزرق والبنفسجي حتى تبلغ زهرة اللوتس السوداء، وهذا يعني أنها قد بلغت كل أهدافها وأبلغها أن التغييرفي حياتها الخاصة لا بد أن ينبع منها وأنه سيكون دليلها لكنه لن يقوم بأي شئ نيابة عنها لأنها المسئولة وحدها عن حياتها وعن سعادتها وأن عليها أن تعيد ترتيب بيئها الداخلية والخارجية وأن تحدد ما هو ضار في علاقاتها وفي نظام حياتها
بداية التغيير
- بدأت بتنظيم وتنظيف منزلها على مدار أسبوع وتخلصت من كل الأشياء التي لا فائدة منها أو لم تعد بحاجة إليها، وفي عطلة نهاية الأسبوع ذهبت مع زوجها وابنها لشراء طلاء للشقة بدأوا في طلاء الشقة كان الأمر متعبًا لكنهم كانوا سعداء وأرسلت صور البيت بعد طلائه إلى كلود الذي فرح بها كثيرًا
- في المقابلة الثانية هنأها كلود بالتقدم وأعطاها ميدالية صفراء وطلب منها أن تحضر معها ورقة تدون فيها كل الأشياء التي لم تعد تريدها وكانت كالآتي:
- لم أعد أريد أن أكون لطيفة جدًا
- لم أعد أريد أن أساير الآخرين كثيرًا لكي أسعدهم
- لم أعد أريد أن أنتظر بسلبية إلى أن تحدث لي أشياء
- لم أعد أريد أن نتشاجر أنا وأدريان طيلة الوقت
- لم أعد أريد أن يزيد وزني لأربعة كيلوجرامات إضافية
- لم أعد أريد أن أهمل صورتي
- لم أعد أريد أن أدع حياتي تسير مع التيار
- لم أعد أريد أن أصاب بالإحباط بسبب عملي
- لم أعد أريد أن أربط قراراتي الهامة برأي والدتي
- لم أعد أريد أن أترك أحلامي على الرف
- في المقابلة الثالثة طلب منها أن تكتب قائمة بكل مزاياها وما تجيده بالفعل والتجارب الأكثر نجاحًا في حياتها
- في اليوم التالي حدثت مشاجرة بينها وبين زوجها لأنها بعد أن عادت من عملها منهكة اشتكت السيدة التي تتولى رعاية أدريان من عدم تركيزه وتضييعه للوقت ووجدت فوضى كثيرة في الشقة أحدثها ابنها وعندما عاد زوجها إلى المنزل أظهر استياءه من الفوضى ثم جلس على اللاب توب الخاص به فتضايف كاميل وطلبت منه أن يهتم ولاداعي للامبالاة أما زوجها فقد قال لها الأفضل أن ننفصل،غادرت منزلها مجروحة واتصلت بكلود الذي أبلغها أن عليها أن ترى الأمور من منظور الآخر وأن تعرف كيف تصغي بشكل إيجابي وألا تنتقد الآخر بعنف
- اتصل بها زوجها بعد ذلك واعتذر لها بشدة عما بدر منه وعادت لمنزلها وهي تفكر كيف يمكن أن تعود البهجة لحياتها الأسرية
- بدأت كاميل تمارس اليوجا لتتصل بمشاعرها وأحاسيسها، لم تعد تتأمل الماضي أو تطيل التفكير في المستقبل
- بدأت تتعلم قواعد لعبة كرة القدم التي يحبها ابنها فأصبحت السهرة على المباراة أمرًا ممتعًا، وبدأت تتعرف على الموسيقى التي يحبها ابنها، وبدأت تفكر في طريقة تجعل إنجاز الواحبات المدرسية أمرًا غير مرهق عليه
- بدأت كاميل تهتم بمظهرها وأناقتها وقللت من نوعية الأطعمة التي تزيد الوزن وبمرور الوقت أصبحت رشيقة كما كانت تتمنى، في البداية لم يكن زوجها منتبهًا إلى التغيرات التي تحدث لها لكنه مع الوقت أصبح سعيدًا بما يحدث وبدأ يفكر كيف يسعدها
- قررت كاميل أن تترك العمل بالمبيعات وتعود إلى حلمها العمل في مجال تصميم أزياء الأطفال، رحب زوجها بالفكرة وأعطاها ما كان معه من مدخرات لتبدأ مشروعها ولكنها كانت بحاجة إلى قرض وذهبت لعدة مصارف تطلب قرضًا وفي النهاية تم الموافقة لها على القرض، وبدأت تشغيل ورشتها لتصنيع ملابس الأطفال
- ذهبت لوالدتها تحكي لها عن رغبتها في ترك عملها كانت أمها قلقة وخائفة من فشل ابنتها أما كلود فقال لها عندما تحققين حلمك سوف تكون والدتك أكثر الناس سعادة بك وطلب منها أن تتصل بوالدها وأن تسامحه على ما فعله، صحيح أن هذا أمر صعب لكنه سيريح روحها، وبالفعل اتصلت بوالدها وفي نهاية المكالمة طلبت منه أن يحضر افتتاح ورشتها
ومن المقولات التي أعجبتني خلال قراءتي لرواية حياتك الثانية تبدأ عندما تدرك أن لديك حياة واحدة ما يلي:
- عندما لا نهتم بأنفسنا نتوتر ونغضب لأتفة الأسباب
- مقياس السعادة أو مقياس التعاسة ليس واحدًا عند جميع الناس
- التغيير باب لا يُفتح إلا من الداخل ولا بد من وجود حافر قوي للتغيير
- لا تكمن الصعوبة في معرفة ما ينبغي فعله بل الصعوبة في الالتزام بتنفيذه
- الحياة أشبه بمنطاد ولكي نرتقي فيه يجب أن نتخلص من الحمولة الزائدة وأن نرمي من على متنه كل ما يعيق إرتفاعنا وتقدمنا
- يمكن أن نمتلك الكثير من المال ونكون تعساء ويمكن أن نمتلك القليل منه ونجيد الاستمتاع بحياتنا
- لكي يتحول المرء إلى شخص أفضل وأكثر سعادة يتطلب ذلك عملًا وجهودًا منظمة
- أفضل طريقة لتعزيز ثقتك بنفسك هو أن تتعلمي أن تكوني أوفى صديقة لنفسك
- يجب أن تقدري نفسك وأن تكوني رحيمة ومتسامحة مع ذاتك
- كل شئ يتغير ليس لأجل أن لا نكون وإنما لكي نصبح ما لم نكنه بعد
- الكثير من الناس يعرفون كي يعيشون حياة أكثر سعادة ولكنهم لم ينتقلوا إلى مرحلة الفعل والممارسة
- ليس من السهل دائمًا أن يفي المرء بالتزاماته،الكسل والتعب والاحباط والخمول كلها أعداء تتربص بالمرء، لكن قاومي اللعبة تستحق العناء
- السعادة الكبيرة تأتي من السماء والسعادة الصغيرة تأتي من بذل جهد
- ازرعي اللوم سوف تحصدين الاستياء وخيبة الأمل، ازرعي الحب والعرفان وسوف تحصدين الحنان والامتنان
- الحرية أن تعمل ما تحب والسعادة هي أن تحب ما تفعل
- لا يعيش المرء إلا بقدر عطائه
- البعض ينظر إلى الطين في قاع البركة وآخرون يتأملون زهرة اللوتس عل سطح الماء
- الغفران لا ينسي الماضي ولكنه يوسع درب المستقبل
- استعجل ببطء
- حينما تكونين في لحظة من الضغط والتوتر العصبي ركزي علي تنفسك
- التنفس الجيد لا يأتي من الشهيق قط بل من الزقير أيضًا
