رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حياة كريمة.. بعد 5 سنوات

الموقف التنفيذى لمشروعات مبادرة «حياة كريمة»، جرى استعراضه أمس، الثلاثاء، فى اجتماع عقده الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مع الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، ورئيسى قطاعى التمويل والموازنة بوزارة المالية، إضافة إلى مناقشة الموقف التمويلى للمرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية، خلال السنة المالية الجارية، ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥، وما تم اتخاذه من إجراءات لتدبير الاعتمادات والاستثمارات المطلوبة لتنفيذ مشروعات هذه المرحلة. 

مبادرة «حياة كريمة» أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ٢ يناير ٢٠١٩، لتحسين مستوى معيشة القرى والفئات الأكثر احتياجًا، بحزمة متكاملة من الخدمات، تغطى الجوانب الاجتماعية والمعيشية والصحية، وتسد الفجوات التنموية بين محافظات الشمال والجنوب. وفى ٣٠ يوليو التالى، أقيم المؤتمر التأسيسى للمبادرة، على هامش المؤتمر الوطنى السابع للشباب، الذى تم على إثره إنشاء مؤسسة «حياة كريمة»، التى قدمت، خلال السنوات الخمس الماضية، نموذجًا فريدًا لمشاركة وزارات وأجهزة ومؤسسات الدولة، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدنى، فى أضخم مشروع تنموى تشهده البلاد.

القرى الأكثر احتياجًا، التى استهدفتها المبادرة، تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات، استنادًا إلى مسح أجراه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والوزارات والهيئات المعنية: الأولى تشمل القرى ذات نسب الفقر الأكثر من ٧٠ ٪، وتحتاج إلى تدخلات عاجلة، تليها القرى ذات نسب الفقر من ٥٠٪ إلى ٧٠٪، ثم القرى ذات نسب الفقر الأقل من ٥٠٪، وتواجه تحديات أقل لتجاوز الفقر. كما استند التقييم أو التقسيم إلى معايير أساسية أبرزها ضعف الخدمات الأساسية.. الاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية.. سوء أحوال شبكات الطرق.. وانخفاض نسبة التعليم وارتفاع كثافة فصول المدارس.

تأسيسًا على ذلك، استهدفت المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية تنفيذ حوالى ٢٢.٨ ألف مشروع بمختلف القطاعات الخدمية والتنموية، فى ١٤٧٧ قرية، تابعة لـ٥٢ مركزًا فى ٢٠ محافظة، يستفيد منها ١٨ مليون مواطن تقريبًا، ومن المقرر أن تتضمن المرحلة الثانية مشروعات فى ١٦٦٧ قرية، موزعة على ٤٦٢ وحدة محلية، بـ٥٩ مركزًا، داخل ٢٠ محافظة. وخلال اجتماع أمس، استعرضت وزيرة التخطيط عددًا من مؤشرات الأداء الأساسية للمرحلة الأولى، موضحة أن «مشروعات بناء الإنسان» استحوذت على نسبة ٧٠٪ من حجم الاستثمارات، التى كان لمحافظات الصعيد النصيب الأكبر منها. 

خلال المرحلة الأولى، وما تحقق من الثانية، تم رفع كفاءة عشرات الآلاف من المنازل، بناء مجمعات سكنية، مد وصلات مياه وصرف صحى وغاز وكهرباء، إقامة مشروعات متناهية الصغر، تفعيل دور التعاونيات الإنتاجية، بناء مستشفيات ووحدات صحية وتجهيزها، إطلاق قوافل طبية، تطوير المكتبات، تبنى مبادرات ثقافية، بناء ورفع كفاءة المدارس والحضانات، إنشاء فصول محو الأمية، إقامة مجمعات صناعية وحرفية، توفير مبادرات توعوية تستهدف المرأة والطفل وذوى الهمم وكبار السن، توزيع سلات غذائية مُدعمة، و... و... وتحت مظلة المبادرة، جرى، بالتنسيق مع البنك المركزى، توفير ماكينات الصراف الآلى متعددة الوظائف، وتطوير فروع البنك الزراعى القائمة وفتح فروع جديدة، وتوسيع قاعدة المستفيدين من قروض الإنتاج النباتى والحيوانى ومن برنامج الإقراض متناهى الصغر «باب رزق»، و... و... وتمويل شبكات الرى بالتنقيط والرش وبرنامج استخدام الطاقة الشمسية فى الأنشطة الزراعية.

باختصار، أحدثت مبادرة «حياة كريمة»، خلال السنوات الخمس الماضية، نقلة نوعية واستثنائية فى تحسين الأحوال المعيشية، والنهوض بجودة الخدمات التعليمية والصحية، وزيادة فرص العمل اللائق والمجزى، والتوسع فى خدمات التدريب المهنى. و... و... وأحيت قيم المسئولية المشتركة، لتوحيد التدخلات التنموية وتحقيق أقصى استفادة من موارد الدولة وتوزيعها بشكل عادل على كل فئات الشعب.

.. أخيرًا، وبعد استعراض موقف الإدارة المالية والتمويل لباقى مراحل ومكونات المبادرة الرئاسية، أكد رئيس مجلس الوزراء خلال اجتماع أمس، حرصه على المتابعة المستمرة لما يتم تنفيذه من مشروعات، ومعدلات الإنجاز على أرض الواقع، والعمل على إزالة أى معوقات من الممكن أن تواجه عمليات التنفيذ.