رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تأملات من أجل حياة صحية وسعيدة للفيلسوف الهندي أوشو

صيدلية النفس لاوشو
صيدلية النفس لاوشو

يقول الفيلسوف الهندي أوشو "للحياة وجهان، كلنا نرغب في أن نكون سعداء، ولهذا نتقبل الأيام السعيدة ونرفض أيام الحزن دون أن ندري أن الحياة سعادة وتعاسة، وعلينا تقبل هذا، إنها الحياة لا يمكن الفصل بين الرفاهية والشقاء، إنها الجنة والجحيم في آن واحد بينهما خط رفيع بالكاد يرى، ونحن نعيش متنقلين بينهما شئنا أم ابينا، وعلى المرء أن يتعلم كيف يتقبل السلبيات في حياته دون أن تكون سببًا في تعاسته فالحياة دون سلبياتها تتحول إلى ملل قاتل، ولا معنى للسعادة بغياب مطلق للتعاسة" ويقول أيضًا "يجب أن تكون واقعيًا وأن تتقبل كل شئ، فلا أحد يقدر على نيل كل ما يريد لا دفعه واحدة ولا على دفعات لذا عليك أن تتقبل أن للحياة وجهان واحد منير والآخر مظلم ونحن لسنا قادرين على تغيير النظام الكوني بل يجب علينا التكيف معه" 

وفي السطور التالية نستعرض أفكار الفيلسوف أوشو عن الحب والتأمل والوحدة والتعاسة وعلاقة العقل بالجسد وعلاقة التدخين و قضم الأظافر بالطاقة من خلال كتابه المتميز "صيدلية النفس":

الحب 

  • الحب هو السبب المباشر لتدفق الطاقة، ما عليك إلا أن تجد شيئًا لتحبه
  • حين تحب تشعر بالفرح فالفرح والحب توأمان
  • الحب ليس محدودًا ولا مقتصرًا على أبناء البشر يمكنك أن تحب حيوانًا، شجرة معينة، جبلًا، إمرأة، منظرًا طبيعيًا، المهم أن تشعر بالحب
  • كن محبًا لذاتك.وللآخرين. فالحب هو جوهر الحياة. وأعلم ان عينيك هي مرآة ذاتك
  • الحقد والغضب يولدان طاقة تدميرية، بينما الحب يولد طاقة بناءة تساعد على الخلق والإبداع
  • الحب أشبه بالتأمل، إنه لا يأتي دفعة واحدة بل رويدًا رويدًا فيمتلك كيانك ويغمرك بالفرح ويشعرك بأهمية وجودك
  • ليكن الحب هو الأساس في حياتك، تصرف بحب حتى وأنت تستحم، استقبل الماء المنهمر عليك بحب وباحترام عميق ولتكن علاقتك مع الآخرين مقدسة وساعتها لن تشعر أنك بحاجة إلى الحب لأن ذاتك ممتلئة بالحياة
  • إذا أردت أن تبقى ممتلئًا بالحب، كلما التقيت أحدٍا تذكر أن هذا اللقاء قد يكون آخر لقاء بينكما لذا إهمل الأمور التافهة وتجنب الصدام والجدال الحاد، وتذكر أن الموت  آت ولا أحد يدري متى تأتي الساعة،  فكر أن واحدًا منكما قد يموت بين لحظة وأخرى، فكر أنه ربما لا يعني ما اعتقدته أنت، فلا تعطي أبعادًا، واعلم أن التاويل هو سبب 90 % من الخلافات

التأمل 

  • هو علاقة بينك وبين نفسك، وهو جوهر الروح والحياة معًا
  • عبر التأمل يمكننا إيقاف عمل العقل وهكذا تشعر بسلام داخلي لم تعرفه من قبل وستتعرف على ذاتك بحرية تامة فالعقل في استراحة الآن، ومتى نتمكن من إيقافه عن عمله نكون قد منحناه استراحة ليعود للعطاء بفاعلية أقوى
  • للتأمل مقومات أهمها الشعور بالحب بدون أية غاية، وبلاسبب
  • هناك فرق بين الحب والغرام،أهم ما في الحب ليس حبك للجنس البشري وحسب بل لكل شئ للحيوانات والأشجار والصخور وحتى للجبال،وهذا لن يحدث إلا بعد التأمل العميق
  • كلما ازددت تعمقًا في التأمل كلما أصبحت أشبة بسماء صافية، وكلما ارتسمت الابتسامات على شفتيك، وكلما بللت الدموع خديك لكن هذه الدموع ليست دموع الحزن والأسى بل دموع الفرح والبهجة، إنها دموع الشكر والعرفان بالجميل، إنها دموع لا يعبر عنها بالكلام بل بالتضرع والصلاة

عين الله ترعاك 

منذ القدم وهم يقولون لك، إن الله يراقب كل حياتك وكلما ترسخت تلك المقولة، وجدت نفسك تمتنع عن فعل أشياء مخافة أن تغضب الرب وترى أن هناك أشياء يمكنك أن تفعلها بسهولة لأن الله يرعاك ويوجهك،حين يكون هناك من يراقب حركاتك ستكون حكيمًا وأكثر حذرًا ويقظة لذا فالإحساس بأن الله يراقبك سيجعلك يقظًا جدًا،إن تكلمت لن تتفوه بالتفاهات بل ستتفوه بما هو مفيد ورائع وإن أحببت صديقًا فستجد في هذا الحب شيئًا من روح الله 

التعاسة

  • طريق السعادة محفوف بالمصاعب ولهذا يعيش ملايين الناس تعساء
  • السعادة تسبب لك الحسد والأعداء، التعاسة تجعلك محط أنظار الآخرين يقدمون لك الحب ويبدون الاهتمام.من هو مستعد على إيذاء شخص تعيس ؟ من يحسد إنسانًا على تعاسته؟
  • حين تكون محبطًا أو تعيسًا يتوافد الأصدقاء لزيارتك ومواساتك بينما إذا كنت سعيدًا فالأصدقاء ذاتهم سيغادرون
  • غريب هذا العالم.من المفترض ان يكون للإنسان السعيد أصدقاء كثر ولكن حين تكون سعيدًا يكثر حسادك ويكثر المتسائلون عن سبب سعادتك،عليك أن تنسى ذلك عليك أن تتعلم كيف تكون سعيدًا وكيف تحترم السعداء وتكون صديقًا لهم دون أن تشيح نظرك عن التعساء،دعهم يشعرون أنك تمد لهم يد المساعدة دعهم يعتقدون أنك تحترمهم، دعهم يحاولون الخروج من تعاستهم
  • كن سعيدًا، احترم السعادة والسعداء وساعد الآخرين على أن يكونوا سعداء
  • حاول أن تتذكر أن الله يريدك سعيدًا، يريدك مغمورًا بالفرح

كيف تقضي على التعاسة؟

  • إذا كنت تشعر بالتعاسة، ارقص، غن، اذهب واستحم وسترى أن التعاسة تختفي شيئًا فشيئًا مع كل قطرة ماء تنزل على جسدك ستزول كما تزال الأوساخ
  • إذا شعرت بالغضب تنفس بعمق وازفر بقوة لدقيقتين أو ثلاث فترى الغضب قد زال عنك وعدت لطبيعتك الهادئة
  • كلما أحسست بالتعاسة ما عليك إلا القيام بحركات بطيئة، افعل كل شئ ببطء وتمهل لعدة أيام فقط
  • إن أردت السير فسر على مهل ابطأ مما كنت تسير من قبل، تناول طعامك ببطء، وامضغ الطعام لمدة أطول، افتح عينيك ببطء، ضاعف وقت الاستحمام
  • حين تتصرف ببطء سيتبطأ كل شيء في حياتك حتى آلية تصرفك، فالتمهل سينعكس على كل حياتك وردات فعلك حتى لو كنت مدخنًا فستجد أنك تدخن أقل من السابق

قضم الأظافر 

حين تمتلك طاقة أكثر مما تستوعب ولا تعرف كيف تصرف هذه الطاقة الإضافية، تبدأ بقضم أظافرك أو تلجأ للتدخين وكلاهما وجهان لعملة واحدة،على الإنسان أن يفعل شيئًا للتخلص من الطاقة الزائدة وإلا سينفجر،البعض يستخدم العلكة بدلًا من التدخين رغم أن قضم الأظافر أقل ضررًا من التدخين لكنه عمل غير مستحب يجعلك تبدو كطفل

كيف تتخلص من قضم الأظافر؟ 

تعلم أن تتصرف بحيوية ولن تقضم أظافرك.ارقص، غن، اسبح، مارس رياضة كالسيرعلى الأقدام فترة طويلة،استخدم الطاقة في الإبداع،حاول أن تفعل هذا لأسابيع قليلة وستكتشف أنك اقلعت تلقائيًا عن قضم الأظافر 

الوحدة والتعاسة 

يعتقد الناس أن الوحدة تسبب التعاسة. إنه اعتقاد خاطئ، فكثيرًا ما يكون الاختلاء بالذات سبباً للفرح والبهجة على عكس الاختلاط بالناس.. فلا تعاسة أبدًا مع الوحدة إلا إذا تحولت هذه الوحدة إلى انعزال كلي،الانعزال تعاسة أما العزلة أو الانفراد فهو لقاء مع ذات.

حاول اختراق ذاتك أعمق فأعمق وستحس بالصمت ينبع من داخلك.ستشعر بالهدوء والسكينة.لا شئ يتحرك.كل شئ ساكن

العقل والجسد 

  • أن تكون على علاقة مع جسدك، فهذا يعني قمة الإحساس
  • كثيرون لا يشعرون بأجسادهم، يتذكرونها فقط حين يتألمون، العلاقة السليمة هي العلاقة الدائمة حين لا يكون هناك ألم
  • عليك أن تتعرف إلى حاجات جسدك،عليك ان تصغي إليه، أن تسمع شكواه.
  • يقول علماء النفس المعاصر، إن الجسد البشري تنخفض حرارته بمعدل درجتين مئويتين لمدة ساعتين من ساعات النوم، وهاتين الساعتين هي الفترة التي يكون المرء فيها في مستغرقًا تماماً في نومه، وإن استيقظ خلالها فسيظل طوال يومه يشعر بأنه في حاجة للاستراحة الجسدية وللنوم ويشعر بأنه عاجز عن فعل أي شئ
  • إذن ليس مهًما متى تستيقظ ولا عدد الساعات التي تنامها، المهم أن تنام نومًا عميقًا خلال ساعتي انخفاض حرارة جسمك وسوف تشعر بالسعادة والراحة النفسية وسوف تكون إنسانا سويًا.
  • قد تتساءل وكيف لي أن أعرف ذلك؟ كل ما عليك هو مراقبة ذلك بنفسك دون مساعدة أحد، ومن خلال التجربة ستتوصل إلى تلك الساعتين أيضًا قد تشعر بتلبك معوي أحيانًا وقد لا تشعر أحيانًا أخرى. إذن ما عليك سوى معرفة نوعية الطعام التي تسبب لك التلبك المعوي فتتجنب تناوله،لا تحاول تقليد الآخرين لكل إنسان خصائصه واحتياجاته ولا أحد يستطيع إرشادك، أنت وحدك يمكنك بسهولة معرفة ذلك.