رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حوارات داخل الانتخابات الأمريكية

لا شك أن انسحاب جو بايدن من سباق الرئاسة الأمريكية المقام فى نوفمبر هذا العام كان منطقيًا للغاية.. بل إن بعض رؤساء الدول ثمنوا ما فعله ووصفوه بالعمل الوطنى.
الرجل شعر بأن سنه وحالته الصحية لا يؤهلانه لاستكمال مسيرته لحكم أكبر دولة فى العالم ٤ سنوات أخري، خاصة بعد وجود شبهة (الخرف).. وظهر هذا جليًا في المناظرة التي أجرتها قناة الـ(CNN) علي الهواء مباشرة في مارس الماضي مع المرشح القوي للحزب الجمهوري دونالد ترامب.
المواجهة كانت ساخنة للغاية، وإن لم تكن مقنعة للمواطن الأمريكي.. وتعد هذه أول مناظرة في التاريخ الأمريكي بين رئيس في السلطة ورئيس سابق. تبادل الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب في المناظرة الاتهامات حول قضايا حاسمة، أهمها التضخم الاقتصادى والسياسة الخارجية (خاصة الحرب في غزة) والإجهاض والهجرة.
بدأت المناظرة بمدينة أطلنطا بولاية جورجيا بلا مصافحة بين المرشحين.. اصطحب بايدن معه زوجته، وكذلك نائبته كامالا هاريس.. بينما حضر ترامب بمفرده.
تحدث بايدن بصوت مكتوم، وتلعثم فى عدة نقاط حيوية، بينما كان ترامب قويًا سليط اللسان.
تبادل الاثنان الاتهامات وبعض السباب.. ووصف ترامب بايدن بأنه كان يتصرف كالفلسطينى الضعيف فى قضية غزة.
كذب ترامب ٣٠ كذبة، وكذب بايدن ٩ كذبات، وفقًا لإحصائيات قناة الـ(CNN)، لكن في نهاية المناظرة زادت شعبية ترامب إلي ٦٥٪، مقابل ٣٥٪ لبايدن، ما دفع إيلون ماسك (ثاني أغني أغنياء العالم) لإعلان تبرعه بمبلغ ٤٥ مليون دولار شهريًا لصالح الدعاية الانتخابية لترامب.
كان من المنطقى أن يعيد بايدن ترتيب أوراقه، ويعلن انسحابه من السباق الرئاسى، بل ويرشح نائبته (من أصول إفريقية) كامالا هاريس لتقود معركة الانتخاب بدلًا منه عن الحزب الجمهورى.
القرار لم يلق استحسان رئيس الكونجرس، وطالب الرئيس بايدن بتقديم استقالته فورًا، طالما يشعر بأنه غير قادر على حكم البلاد. 
الأصوات متضاربة حاليًا داخل الحزب الديمقراطى.. فبعضهم يرفض أن تكون المرشحة عن الحزب لحكم البلاد سيدة.. خاصة أنها ملونة، والبعض الآخر يرحب بها لقوة شخصيتها، ولتاريخها المشرف كنائب عام متمرس. 
الأيام القادمة ستسفر عمن سيكون المرشح الديمقراطى البديل لبايدن. 
نحن كعرب نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك معظم أوراق القضية الفلسطينية (كما أعلن من قبل الرئيس السادات)، ولا نتمنى وصول ترامب للحكم مرة أخري، فهو أول من أعلن انحيازه التام لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية للقدس اعترافًا منه بأنها عاصمة إسرائيل. 
كذلك لا نتمنى فوز الحزب الديمقراطى المملوك لليسار الأمريكي، وهو صاحب نظريات الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط، ومؤامرات الربيع العربي، وتشجيع النزاعات الدينية، وغيرها من النظريات المدمرة، وفى الوقت نفسه تأييده المطلق لإسرائيل.
أيًا كان الرئيس الأمريكي القادم، سواء جمهوريًا أو ديمقراطيًا فلن يكون منصفًا لقضايانا العربية.. فدعنا ننتظر النتائج بتفاؤل محدود.