رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"اليونسكو": حرب إسرائيل على حزب الله تهدد أكبر معابد الإمبراطورية الرومانية بالخارج

تجمع من الناس قرب
تجمع من الناس قرب الآثار الرومانية لمعبد باخوس ببعلبك

أفادت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة بأن الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف مدينة بعلبك في شرق لبنان، تهدد بتعريض بعض أكبر وأفضل المعابد المحفوظة التي بناها الرومان القدماء للخطر.

وقال متحدث باسم "اليونسكو" لمجلة نيوزويك: "إن المنظمة تشعر بقلق بالغ إزاء التهديدات التي يفرضها الصراع على التراث الثقافي الغني في المنطقة، وتذكر جميع الأطراف بالتزامها باحترام وحماية سلامة هذه المواقع، بما يتماشى مع القانون الدولي".

وأضاف: "تعتبر اليونسكو أن الحفاظ على التراث الثقافي يشكل أهمية كبيرة لجميع شعوب العالم، وبالتالي يحتاج إلى حماية عالمية".

قصف متكرر لبعلبك

مع توسع قوات الاحتلال الإسرائيلية في حربها ضد حركة حزب الله اللبنانية، تعد بعلبك من بين المدن التي تعرضت للقصف بشكل متكرر، ففي الشهر الماضي، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إخلاء البلدة بأكملها تقريبًا والتي يبلغ عدد سكانها 80 ألف نسمة والقرى المحيطة بها، ما أدى إلى إنتاج خريطة تضمنت المجمع التاريخي الضخم في بعلبك داخل محيط العمليات الإسرائيلية المحتملة التي بدأت قريبًا.

وفي بيان نُشر على موقع X، المعروف سابقًا باسم تويتر، وصف محافظ بعلبك بشير خضر إحدى هذه الضربات يوم الأربعاء، بأنها "أقرب غارة على قلعة بعلبك منذ بداية العدوان، حيث سقط صاروخ داخل موقف سيارات القلعة، مما تسبب في أضرار جسيمة في حي المنشية التاريخي".

في اليوم التالي، وسط تقارير تفيد بأن غارة إسرائيلية دمرت مبنى يعود إلى العصر العثماني بالقرب من الهياكل القديمة في بعلبك، أصدر أكثر من 100 عضو في البرلمان اللبناني نداء عاجلًا إلى الأمم المتحدة من أجل حماية أكبر للمواقع الأثرية في بعلبك والمدن اللبنانية الأخرى.

 

بعلبك مشهورة باستضافة بقايا معبد جوبيتر

تشتهر أراضي بعلبك القديمة باستضافة بقايا معبد جوبيتر، الذي لا تزال أعمدته الضخمة قائمة كشهادة على ما كان ذات يوم أكبر معبد من نوعه خارج مدينة روما نفسها ومعبد باخوس الوحيد الأصغر قليلًا، أحد أكثر الملاذات تعقيدًا وسليمة في الإمبراطورية الرومانية. ومن بين السمات الأيقونية الأخرى معبد فينوس وأحجار بعلبك، والتي تضم أكبر الصخور في العالم.

والمدينة، التي يعود تاريخ إرثها إلى آلاف السنين إلى الفينيقيين القدماء، معترف بها كموقع للتراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وتشعر المنظمة التابعة للأمم المتحدة بالقلق، لأنها "تتابع عن كثب تأثير الصراع في لبنان على مواقع التراث الثقافي، بما في ذلك بعلبك".

حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار في المواقع التراثية المدرجة على قائمة اليونسكو في بعلبك، على الرغم من أن الضربات الإسرائيلية يبدو أنها تهبط في المنطقة المجاورة مباشرة. كما ورد أن المنظمة تفكر في منح وضع "الحماية المعززة" للمواقع.

وفي الوقت نفسه، تواصل اليونسكو والسلطات اللبنانية مراقبة التأثيرات المحتملة من خلال أدوات الاستشعار عن بعد وتحليل صور الأقمار الصناعية بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى. كما تتعاون اليونسكو على الأرض مع المسئولين المحليين ومديري المواقع والمهنيين الثقافيين.

وأشار المتحدث باسم اليونسكو في تصريحه لمجلة نيوزويك، إلى أن موقع التراث العالمي لا يزال محميًا بموجب معاهدتين دوليتين، اتفاقية التراث العالمي لعام 1972 واتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، والتي قال المتحدث عنها "تؤكد بشكل خاص أنه لا ينبغي استهداف الممتلكات الثقافية أو استخدامها لأغراض عسكرية، لأنها تعتبر بنية تحتية مدنية".

لبنان وإسرائيل طرفان في كلتا الاتفاقيتين، ومع ذلك، ألغت إسرائيل عضويتها في اليونسكو في عام 2019 بسبب اتهامات بأن المنظمة لم تعكس بدقة الروابط اليهودية بالأماكن المقدسة في مدينة القدس المتنازع عليها. وقد أصدرت اليونسكو بشكل متكرر قرارات طرحتها الدول الأعضاء تنتقد سياسات إسرائيل تجاه المواقع الدينية على الأراضي التي يطالب بها الفلسطينيون أيضًا.