رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول السبت الخامس عشر من زمن السنة

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول السبت الخامس عشر من زمن السنة، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: نحن لا نرى البتّة أنّ كلام سفر التكوين: "واستَراحَ الله في اليَومِ السَّابِعِ من كُلِّ عَمَلِه الذي عَمِلَه" تحقَّقَ في هذا اليوم السابع من الخلق، ولا حتّى أنّه يتحقَّقُ اليوم. نحن نرى الله دائمًا في عمل. فلا يوجد سبت يتوقَّفُ فيه الله عن العمل، ولا يوجد يوم لا "يُطلِعُ شَمسَهُ على الأشرارِ والأخيار، ويُنزِلُ المطرَ على الأبرارِ والفُجّار"، ولا وجود ليومٍ لا "يُنبِتُ العُشبَ في الجبال، والزّرعَ لِمَنفعَةِ الإنسان"، وليس هناك يوم لا “يُميتُ ويُحيي”.

و أجابَ المسيح الذين اتّهموه بالعمل وبالشفاء يوم السبت: "إنّ أبي ما يَزالُ يَعمَل، وأنا أعمَلُ أيضًا" . من خلال ذلك، أرادَ أن يُظهرَ أنّه في زمن هذا العالم، لا سبت يستريحُ فيه الله عن السهر على سير العالم وعلى مصير الجنس البشريّ... بحِكمَتِهِ كخالق، لا يتوقّف عن إغضاء عنايَتِه ورحمتِهِ على خَليقَتِه "إلى نهاية العالم". إذاً، السبت الحقيقيّ الذي فيه سيستريحُ الله من كلّ أعمالِه سيكون العالم المستقبليّ، حين "تَضمحِلُّ الأوجاع، والحزن والتأوّه"، ويصبح الله "الكلّ في الكلّ".

النهر الرابع والأخير للحياة المتواضعة هو التخلّي عن الإرادة الشخصيّة وعن أيّ مسعى شخصيّ. ينبع هذا النهر من تحمّل الآلام بصبر. الإنسان المتواضع... يتخلّى عن إرادته الشخصيّة ويضع نفسه عفويّا بين يديّ الله. هكذا يصبح إرادة واحدة وحرّية واحدة مع الإرادة الإلهيّة... هنا يكمن أساس التواضع... إرادة الله، التي هي الحريّة بذاتها، تنزع عنّا روح الخوف وتجعلنا أحرارًا، ومحرّرين وفارغين من أنفسنا... حينها، يمنحنا الله روح المختارين الذي يجعلنا نصرخ مع الابن: "أَبًّا، يا أَبَتِ!".