رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة القديس أشعيا المتوحد

 الكنيسة القبطية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بذكرى نياحة القديس أشعيا المتوحد، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي إن هذا القديس ولد سنة 337 م أحب النسك والعبادة منذ صغره ولما بلغ سن الثامنة عشر من عمره ترهب ببرية شيهيت وتتلمذ على يد القديس أخيلس الذي دربه على النسك الشديد.

عاصر القديس مكاريوس الكبير ورافقه كثيرا وتعلم منه.. وكان ضمن مشاهير النساك في برية شيهيت الذين شغف بهم البابا اثناسوس الرسولي وكان يسأل عنهم في رسائله . كان القديس الأنبا إشعياءء معلما للقديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك.

وفي إحدى المرات كان أرسانيوس يأكل صنفين من الطعام بقلا وخلا.. وقد خجل الأنبا إشعياء أن يحدثه في هذا الأمر إذ يعلم حياته الأولى فدخل قلاية الأب زينون ووجده يبل الخبز الجاف في ماء به ملح بسبب الحر الشديد فوجدها فرصة لا للتشهير بالراهب بل لتعليم أرسانيوس فأخذ الأنبا إشعياءء الوعاء الذي به الماء ووضعه أمام قلاية أرسانيوس وأمر فدقوا الجرس وأجتمع الأخوة.

عندئذ قال يا أخي لقد تركت تنعمك وكل مالك وجئت إلى الأسقيط حبا في الرب وفي خلاص نفسك فكيف تريد الآن أن تلذذ ذاتك بالأطعمة، إن كنت تريد أن تأكل مرقا أمض إلى مصر لأنه لا يوجد في الاسقيط تنعم وإذ سمع أرسانيوس قال لنفسه هذا كلام موجه إليك يا أرساني.

 

وقد اشتهر القديس الأنبا إشعياء بحكمته العالية في توجيه وإر شاد الرهبان وخاصة المبتدئين منهم. فقد جلس القديس أرسانيوس يأكل فولا مسلوقا مع الرهبان فكان يأكل الجيد ويترك الرديء فخشي الأنبا إشعياء أن يفسد أرسانيوس نظام الدير فأختار أحد الرهبان وقال له : احتمل ما أفعله بك من أجل الرب فأجابه الأخ أمرك يا أبي . قال له اجلس بجانب أرسانيوس وتنأول الفول الأبيض وكله ففعل الأخ كما أمره. وفاجأه الأنبا إشعياءء بضربة قائلا كيف تنقي الفول الأبيض لنفسك وتترك الأسود لأخوتك.

وصنع أرسانيوس مطانية للأنبا إشعياءء والأخوة وقال لذلك الأخ أن هذه اللطمة ليست لك ولكنها موجهه لخد أرسانيوس ، وفي عام 407 م ترك القديس الأنبا إشعياء برية شيهيت هو وتلاميذه بسبب غارة البربر الأولى وعاش جنوب مدينة نصيبين مدة أربعين سنة . كتب فيها كتابات كثيرة عن النسكيات سميت نسكيات إشعياء وكتب أيضا عن مخافة الله ومحاسبة النفس والأتضاع وطرح النفس أمام الله واللطف مع الأخوة والأبدية ونصائح للمبتدئين.

وامتازت جميع كتاباته بالاستناد إلى المبادئ والمفاهيم الإنجيلية وهي منتشرة بين الرهبان في الشرق المسيحي كله وبكافة اللغات القبطية والسريانية والحبشية واليونانية واللاتينية كما ترجمت إلى اللغة الفرنسية . وقد اهتم به السريان جدا ورفعوه إلى مستوى عال من التكريم مع أنه قبطي صميم ولما بلغ القديس من العمر مائة وعشر سنوات تنيح بسلام ، في مثل هذا اليوم 11 أبيب من سنة 163 للشهداء ( 447 م ).