موسم استثنائى لإنقاذ الكرة المصرية

قرار مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي بإيقاف إقامة المباريات في الرابعة عصرًا جاء في توقيت مهم للغاية، لأنه أنقذ اللاعبين من عواقب التعرض لمخاطر صحية نتيجة اللعب في درجة حرارة تتخطى الـ40 درجة مئوية.

ما حدث خلال الموسم الحالي درس للجميع، وفي ظل الارتفاعات القياسية في درجات الحرارة بسبب الانبعاث الحراري، سيكون كل صيف أصعب من سابقه. وبالتالي يجب أن تنتهي المسابقات المحلية مبكرًا، وتحديدًا بنهاية مايو أو بداية يونيو على أقصى تقدير.

ولكي تنتهي المسابقات المحلية في مايو، لا بد أن يكون الموسم المقبل استثنائيًا سواء بإقامة الدوري من مجموعتين أو بنظام دوري المحترفين الذي تم تطبيقه لأول مرة في الموسم المنقضي.

إقامة الدوري من مجموعتين يعني أن كل فريق سيلعب 16 مباراة في الدور الأول، ثم ست مباريات في الدورة الرباعية بإجمالي 22 مباراة بدلًا من 34 مباراة في نظام المسابقة العادي.

وفي حالة إقامة مباريات الدوري بنظام دوري المحترفين، سيلعب كل فريق 17 مباراة في الدور الأول، على أن تصعد الفرق التي تحتل المراكز الستة الأولى ليقام بينها دوري من دورين يلعب خلاله كل فريق عشر مباريات، ليكون إجمالي المباريات التي سيخوضها كل فريق 27 مباراة.

أما الفرق التي ستحتل المراكز من السابع إلى الثامن عشر، فيقام بينها دوري من دورين لتحديد الفرق الثلاثة الهابطة، لأن هذه الفرق غالبًا لا ينضم لاعبوها للمنتخب الوطني، وبالتالي لن يتوقف الدوري الخاص بها كثيرًا.

رابطة الأندية المصرية ألمحت أكثر من مرة إلى إمكانية إقامة دوري الموسم المقبل بنظام دوري المحترفين، لكن لكي يحدث ذلك لا بد أن توافق كل أندية الدوري. وهنا تبدو المشكلة، لأننا نتحدث كل مرة عن موسم استثنائي، ثم ترفض الأندية وتصر على إقامة الدوري بنظامه الطبيعي لأسباب لها علاقة بحقوق الرعاية. لكن الأمر مختلف هذه المرة، ولا بد أن تدرك الأندية أن التحام المواسم المستمر منذ سنوات سيؤثر سلبيًا على مستقبل الكرة المصرية، ويعرض اللاعبين لإصابات خطيرة، كما أنه يعني استمرار إقامة المباريات نهارًا في يوليو وأغسطس، وما يصاحبها من مخاطر تهدد اللاعبين والأجهزة الفنية والجماهير والحكام.

يا جماعة الخير، لا تنظروا تحت أقدامكم وضعوا المصلحة العليا للكرة المصرية في الاعتبار الأول، وموسم استثنائي ينقذ الكرة المصرية سيكون خيرًا للجميع.