الاستمرارية أكثر من التغيير.. ماذا تواجه إيران بعد انتخاب الرئيس الجديد؟
ذكر مركز ستيمسون المتخصص بشئون الشرق الأوسط والشئون الآسيوية، أن الإشارات المبكرة بعد الانتخابات الإيرانية تشير إلى الاستمرارية أكثر من التغيير، حيث تتمثل التحديات التي يواجهها بيزشكيان في التعامل مع نفوذ خامنئي في معالجة القضية النووية، والمشهد الإقليمي بعد حرب غزة، والاقتصاد.
ونقلت المنصة عن مراقبين لأوضاع في إيران قائلًا: قام مسعود بيزشكيان، وزير الصحة السابق والبرلماني الذي تم تنصيبه قريبًا رئيسًا لإيران، بحملته الانتخابية على أساس وعود بتعزيز الشفافية في النظام السياسي، والمزيد من الحرية الاجتماعية، والإنعاش الاقتصادي، وتحسين العلاقات مع الغرب.
ولكن في الأيام التي تلت اختيار بيزشكيان في الجولة الثانية من التصويت التي اجتذبت نسبة مشاركة أكبر قليلًا من الجولة الأولى، تشير الدلائل إلى أنه سوف يكون مقيدًا بشدة من قبل القوة الحقيقية في إيران، المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
خامنئي والدور الرئيسي في الإدارة الجديدة
وبحسب التقرير فقد سيكون لخامنئي دور رئيسي في الكيفية التي تواجه بها الإدارة الجديدة ثلاث معضلات حرجة: القضية النووية، والمشهد الإقليمي بعد انتهاء حرب غزة، والاقتصاد الإيراني.
وأصبحت خطة العمل الشاملة المشتركة على حافة الانهيار، بعد انسحاب إدارة ترامب في عام 2018 والفشل في إحيائها في عهد إدارة بايدن، ولدى إيران وقت محدود للتحرك قبل مواجهة تداعيات محتملة مثل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة قبل أكتوبر2025، عندما ينتهي أجل قرار الأمم المتحدة الذي كرّس الاتفاق النووي لعام 2015، ومن غير المرجح أن يتسامح العضوان في مجلس الأمن الأوروبي اللذان ما زالا من الناحية الفنية في الاتفاق - بريطانيا وفرنسا - مع التقدم النووي الإيراني الكبير دون اللجوء إلى إعادة فرض العقوبات.
كما أن العودة المحتملة لدونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة في يناير 2025 يمكن أن تزيد الضغط لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
ثانيًا، يبدو أن الصراع في غزة يقترب من التوقف المؤقت على الأقل، الأمر الذي سيكون له تأثير أوسع على الشرق الأوسط، وقد اعترفت العديد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين كجزء من دعمها لحل الدولتين، وهو ما يتناقض مع دعوة إيران إلى نهج فلسطين الواحدة في المنطقة. إن التحدي الذي يواجه إيران لا يكمن في تعديل السياسات فحسب، بل في التحولات الأيديولوجية الأوسع التي من شأنها أن تجلب إيران إلى الإجماع الدولي وتؤدي إلى تقليص الدعم للجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل.
التحدي الثالث ذو الصلة - تحسين الاقتصاد - هو التحدي الأكثر صعوبة ويعتمد على التحديين الآخرين. تعاني إيران من ارتفاع معدلات التضخم، والبطالة المذهلة، والانخفاض السريع في قيمة العملة، والذي تفاقم بسبب سوء الإدارة الاقتصادية المستمر والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة. ويعترف بيزشكيان بأنه لا يمكن أن يكون هناك تحسن جوهري دون تخفيف العقوبات، الأمر الذي من المرجح أن يتطلب تنازلات إيرانية فيما يتعلق بالبرنامج النووي ودعم الشركاء الإقليميين المتشددين.