رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيل محمد عفيفي.. تفاصيل كارثية في طبعة كتاب "أول زيارات الدهشة"

شوكت المصري
شوكت المصري

تحل اليوم الذكرى الـ14 على رحيل الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر، 28 يونيو  2010، وهو أحد أبرز شعراء جيل الستينيات في مصر، وتنوعت إبداعاته  بين الشعر والمقالات النقدية وقصص الأطفال وترجمة الشعر، وحصد العديد من الجوائز الأدبية  منها: بجوائز عديدة جائزة سلطان العويس في 1999، جائزة الدولة التقديرية 2006.

ومن ابرز اعماله الشعرية  "الجوع والقمر" الذي صدر في دمشق عام 1972، "ويتحدث الطمي" الذي صدر في القاهرة عام 1977، ورباعية الفرح، وصدر في لندن عام 1990، واحتفالية المومياء المتوحشة، وصدر في القاهرة عام 1992م.

وكتب الشاعر والأكاديمي شوكت المصري عبر حسابه على "فيس بوك"، تفاصيل وأسباب منع صدور سيرة  الشاعرة الراحل محمد عفيفي مطر والتي جاءت بعنوان " أوائل زيارات الدهشة".

وقال شوكت المصري: " بعد وفاة عم عفيفي مطر قررت لجنة مكتبة الأسرة إصدار طبعة خاصة بالمكتبة من كتاب "أوائل زيارات الدهشة (هوامش التكوين)"، كان د. أحمد مجاهد رئيسا لهيئة الكتاب وقابلني عمنا الراحل الجميل "سعيد كفراوي" الله يرحمه وهو خارج من مبنى الهيئة، وهو تقريبًا اللي كان مرشح الكتاب لحد من أعضاء اللجنة أو للدكتور أحمد.. قال لي إن العقد هيبقى غالبا لشرقيات اللي طبعوا الكتاب في التسعينات و"مش فارقة كتير بقى بالنسبة لحقوق الورثة". 

 

وتابع: "وقتها قلت له  لاتوجد  مشكلة، لكن كيف  يكون لشرقيات بعد كل هذه السنوات ؟! إذا كانت هيئة  الكتاب صدرت الكتاب في طبعة "مزيدة (٧ فصول) ومنقحة" في سلسلة الجوائز؟!  المفترض ان  تبقى الحقوق لهيئة الكتاب او طبقا للقانون للورثة بحسب المدة وتاريخ الطبع.. واحنا في كل الأحوال  لا يوجد لدينا مانع المهم الكتاب يبقى موجود. 

وأشار “المصري” إلى أن الكتاب صدر بالفعل لكن لم يكتب له  التوزيع حتى يومنا هذا، والسبب أنه بعد الواقعة دي بشهور اتصل بيا أحد مسؤولي الهيئة، طلب منى أن أذهب إليه ليلا، وهذا لان فيه نسخة سخنة من المطبعة لكتاب عمك عفيفي معايا.. تعالى شوفها وافرح بيها معانا. 

وتابع: "ذهبت فعلا تاني يوم واستلمت الكتاب، وكنت متعود إني أقعد أقرأ ساعتين على قهوة في أول الطريق الزراعي وأنا خارج من القاهرة بالليل.. وانا  اقرأ الكتاب وجدت  كارثة. 

وواصل: "عفيفي مطر في فصل من أول سيرته الذاتية اسمه "أمومة الترتيل" بيحكي عن كيف أمُّه كانت بتحفظه القرآن.. وكيف وهو طفل ارتبط  صوتها الجميل بالحفظ وبالقرآن.. وكيف عندما ذهب لشيخ الكتاب أول مرة وسمعه وهو بيزعق لمراته وبنته بغلظة وقسوة نسي كل القرآن اللي حفظه من أمه.. وبيقول نصًّا: "قلتُ لنفسي لابد أن القرآن امرأة، وأن الآيات أمومة خالصة لا يعرفها الرجال".. 

واستطرد:"العبارة دي أنا حافظها كده بحذافيرها لإني عامل دراسة عن صورة الذكر والأنثى عند عفيفي في سيرته الذاتية.. لكن وجدت العبارة  مكتوبة كده: "قلت لنفسي لا بد أن القرآن والآيات مرآة لأمومة خالصة لا يعرفها الرجال". 

واوضح المصري “رجعت جري ع البيت وفتحت  الطبعة الصادرة عن  الهيئة الكتاب (اللي المفروض متصور منها النص (لإن الطبعة كانت تصوير مش جمع)) ووجدت  كلامي صح.. وانا هناك لعب في الكتاب، هذا ليس فقط  في هذا الجزء،  ولكن في فقرات كتير اخرى عرفتها من غير حتى ما ارجع للطبعة الأولى أو الثانية”. 

وتابع: " اتصلت بصديق كان شغال في الهيئة أيامها فأكد لي إنه لا يمكن أن يتم تغير او لعب، ذلك حتى يتم  التغيير لابد ان  من يفعل هذا أن يشتغل على الزنكات أو الأفلام (حاجة زي كده) ويقص ويلزق شريطة بالعبارات اللي هيغيرها ويدخلها اسكانر ويضبط الفونطات ودي شغلانة معقدة جدا. 

وأكمل: "المهم إني رحت تاني يوم لرئيس الهيئة اللي بقى وزير بعدها بشوية صغيرين.. وقلت له في كارثة.. وبعد نقاش طويل وبكل هدوء وعدم اكتراث قاللي "هو يعني ده قرآن يا عم الدكتور؟!!" فقلت له بعصبية: "أيوه.. لما يبقى صاحبه مات.. يبقى قرآن.. يبقى مقدَّس.. وما حدش يقدر يغير فيه حرف.. لو كان صاحبه عايش هو حر فـ شغله". 

بعد ما مشي رئيس الهيئة ده وبقى حاجة حلوة اللهم صلّ ع النبي.. عملت مذكرة رسمية للدكتور هيثم الحاج علي.. وطلعتْ كل الفقرات المتغيرة وكان عددهم 37 فقرة متغيرة في طبعة الكتاب.

وأشار المصري "الموضوع اتحول نيابة إدارية، واكتشفنا إيه حضرتك، اكتشفنا إن في بعض عمال المطابع بيمارسوا رقابة ع النصوص اللي مش عاجباهم.. ومش محتاجين أقولكم هم فهموا كلام عفيفي ازاي.. ولا محتاجين أشرح لكم ازاي هي نظرتهم للمرأة وللإبداع وللحياة عموما.. لكن هم موقنين إنهم بينتصروا للدين (من وجهة نظرهم المهببة طبعا) قال يعني جهااااد وكده.. خصوصًا لما يبقى الكتاب لا له صاحب هيراجع ويوقع على النسخة قبل الطبع.. أو يكون تصوير ومستحيل حد يتخيل إن الكتاب هيتلعب فيه ويتغير لإن الأمر مرهق للمتخصصين وهياخد مجهود كبير جدا. 

واشار المصري الى "النيابة والمحكمة الإدارية أمرت بوقف توزيع النسخ الـ 5000 وأثبتت فعلًا وجود تدخل في 37 فقرة.. وحكمت بخصم تكلفة طبع الكتاب من مرتب اللي ثبت تلاعبهم.. مع جزاءات تانية بصراحة ما اعرفش تفاصيلها وأظن كان فيها فصل من العمل وحاجات ما اهتمتش بيها لإني كنت مهتم أكتر بالكتاب ومحتواه وطبعه.. وحكمت كمان بإعادة طبع الكتاب.