رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأدب المصري القديم.. ماذا تكشف لنا قصة "الملك خوفو والسحرة"؟

قصة الملك خوفو والسحرة
قصة الملك خوفو والسحرة

اشتهرت قصة "الملك خوفو والسحرة" في مصر القديمة، فكانت واحدة من القصص الشائعة في ذلك الوقت، ولكن كيف وصلت إلينا اليوم؟ وما حكاية "خوفو والسحرة"؟ وما غرض هذه القصة التي تعود إلى مصر القديمة؟.

ونستعرض في التقرير التالي، ماذا تكشف لنا قصة الملك خوفو والسحرة؟.

قصة "خوفو والسحرة".. كيف وصلت إلينا اليوم؟

أول من عكف على ترجمة هذه القصة هو عالم المصريات، أدولف إرمان، فترجم البردية التي عرفت باسم ورقة "وستكار"، التي وثقها عالم المصريات في كتابه " إرمان"، المُترجم للغة العربية باسم "ديانة مصر القديمة".

ماذا تحكي قصة الملك خوفو والسحرة؟

تحكي قصة الملك خوفو والسحر، بأن "خوفو" باني الهرم الأكبر جمع أولاده يومًا، وطلب أن يقص عليه كل منهم قصة غريبة تتناول السحر ومعجزاته فيما مضى من الدهور، فأخذوا يتناولون الحديث، إلى أن قام أحدهم وذكر قصة عن ساحر لم يَزَلْ على قيد الحياة.

وبالفعل أمر الملك بإحضار هذا الساحر، فعلى الرغم من أن سحره لم يصب الإنسان، إلا أنه بعث الحياة مرة ثانية إلى حيوانات قد فُصِلت رءوسها عن أجسادها، فلما رأى الملك قدرته على إحياء الموتى طلب أن يعرف منه عدد أقفال معبد الإله "تحوت"، فأجاب الساحر أنه لا يعرف عددها، ولكنها ستكون ومع رجل وهذا الرجل لم يُولَد بعدُ، ولا يزال مع أخويه في بطن أمه، وهي كاهنة “رع”، وقد قدر لأولادها الثلاثة أن يحكموا ثلاثة أجيال.

وتقول القصة أنه هلع قلب الملك “خوفو” لما سمع كلام الساحر؛ خشيةً على يتوارث ملكه أشخاص غير أبنائه، فسأل الساحر مرة أخرى عن موعد ولادة هؤلاء الإخوة الثلاثة، فأجابه الساحر، ومن ثم شغل بأمر الكاهنة وأخذ يترقب ولادتها، وظهر أثناء ذلك بعض المعجزات السحرية.

ماذا تكشف لنا قصة “الملك خوفو والسحرة”

ويلفت عالم المصريات، سيلم حسن، في كتابه "موسوعة مصر القديمة" إلى أن من خلال هذه القصة، وصل المؤلف بين المرحلتين بإقحام البحث عن مفاتيح الإله “تحوت” رب العلم والسحر؛ ليخلق بذلك مناسبة لذكر الأطفال الثلاثة الذين أسَّسوا، بعد أن شبوا وصلبت قناتهم، الأسرة الخامسة.

وأضاف أن هذه القصص تكون وحدة متماسكة الأجزاء، كان الغرض منها أولًا تسلية الملك وإدخال السرور على قلبه، وانتهت في مرحلتها الأخيرة بالدعاية لملوك الأسرة الجديدة، وأنهم من نسل “رع”، ولذلك أسَّسَ كلٌّ منهم معبدًا للشمس قائمًا بذاته.

كما تكشف القصة، سعى الملوك قديمًا في إخفاء حجرات الدفن وحمايتها من اللصوص من خلال بناء المتاريس وسد الطرق المؤدية لها، حتى لا تظهر بسهولة للصوص المقاير، لحماية حجرة الدفن وأثاث الملك في العالم الآخر.