رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفاوضات مع الموتي.. مارجريت أتوود تكشف أسرار ودوافع الكتابة

مارجريت أتوود
مارجريت أتوود

مارجريت أتوود واحدة من أبرز الكتاب الكنديين، مارست كل أشكال الكتابة، فهي شاعرة وقاصة وروائية، ترجمت أعمالها إلى ما يزيد عن 35 لغة شغلت منصب رئيس اتحاد الكتاب الكنديين، ومارست  تدريس الكتابة الإبداعية في  عدد من الجامعات الأوروبية والامريكية والكندية.

وحصلت اتوود عن روايتها  “الوصايا “ على جائزة البوكر عام 2019، في كتابها ”مفاوضات مع الموتى”  الصادر عن المركز القومي بترجمة وتقديم  المترجمة عزة مازة، تحاول أتوود ان تجيب عن الاسئلة الصعبة عن معنى ومفهوم الكتابة  في التالي:

لمن نكتب؟ ولماذا نفعل ذلك، من أين تأتي تلك الكتابة؟ هي الأسئلة العصيبة التي تحاول مارجريت أتوود البحث عن إجابتها في كتاب "مفاوضات مع الموتى "، تعيش فيها حالة تطواف معرفي  وثقافي تبحث عن اجابة باستعادة إجابات من رحلوا من كتاب سابقين، تسرد في سلاسة تفاصيل علاقاتهم بالكتابة  ماذا تعني لهم، ومن أين تأتي تلك الكتابة ؟  تبدأ بالبحث عن دوافع الكتابة لدى الكتاب، هناك ما تصفه باجابات غير جدية لكنها  لارتنفي حقيقتها وصدقها.

مفاوضات مع الموتى 

دوافع الكتابة 

تذهب عبر الصفحات الأولى الى رصد قائمة لإجابات حية وبمثابة قوالب جاهزة والتي منها "  ان نكتب الماضي قبل أن يذهب جميعه طي النسيان، أن ننقب عن الماضي لأنه قد غمره النسيان، أن أشبع رغبتي في الانتقام، لأنني أعلم أنه لابد أن أواصل الكتابة إلا أموت لأن الكتابة تعني المغامرة، وبالمغامرة وحدها نعرف أننا على قيد الحياة، كي نضفي النظام على الفوضى، كي أبهج وأعلم " وهو ما لم يعد غالبا بعد بداية الفرن العشرين، أو ربما يحدث ولكن ليس بهذا الشكل "،  "كي أكسب نقودا لأشتري بها أحذية لأولادي"، وهذا تحديدا ما أدلى به الكاتب النوبلي نجيب محفوظ حينما سألوه عن دوافعه لكتابة السيناريو.

تشير مارجريت أتوود إلى ما ذهبت إليه  الكاتبة مافيس جالانت " في سرد دوافع الكتابة عبر مقدمة كتابها "قصص مختارة " والذي ضمنت عبره  دوافع "صمويل بيكيت للكتابة إذ قال إنه لا يصلح لشيء غير الكتابة، وانتهت  بالشاعر إليكسندر وات، والذي أخبرها أن الكتابة مثل قصة الجمل والبدوي، حيث يتولي الجمل القيادة في النهاية، وتعلق الكاتبة على هذه القصة بقولها: هكذا تكون حياة الكتابة: جمل صعب المراس ".

أما عن مارجريت اتوود فذهبت لطرح سؤالا آخر وجهته للروائيين، وهو كيف يشعرون برغبتهم في الكتابة؟، ليصف بعضهم الأمر بانه أشبه بالسير في متاهة، دون معرفة أي من الوحوش يقبع في الداخل، وآخرون وصفوه بتحسس الطريق عبر نفق، في حين يرى البعض أنها تشعر وكانها في كهف، فهي ترى ضوء النهار من الكوة، ولكن هي نفسها في الظلام، وقال آخر انها تجعله يشعر وكأنه تحت الماء.

فيرجينيا وولف

فيرجينيا وولف: الكتابة تشبه السير في حجر مظلمة 

 تذهب مارجريت إلى تسجيل رأي فرجيينا وولف التي ترى في كتابة الرواية " انها  تشبه السير في حجرة مظلمة ممسكة  بمصباح يضى ء ما هو موجود في الحجرة بالفعل. 

وتعلق اتوود على إجابات هؤلاء بان وصف عملية الكتابة بانها عملية لا تخلو من العقبات والغموض والخواء وضلال السبيل والظلام وظهور ضوء كالشفق، يصحبها جميعا صراع أو طريق أو رحلة. ترى اتودد ان  من المرجح " ان الكتابة تتعلق بالظلام، وبالرغبة في الدخول فيه أو الاضطرار إلى ذلك وإضاءاته، أذا حالفنا الحظ، ثم إعادة تسليط الضوء على كل شيء  يدور هذا الكتاب حول ذلك الظلام وتلك الرغبة.

 سيرة مارجريت أتوود  والكتابة 

تذهب مارجريت أتوود إلى سر تفاصيل علاقتها الشخصية بالكتابة والتي بالطبع لا تنفصل عن مجريات ما يحدث من حولها بدءا من الحرب وصولا للسلام، من العيش في بيوت تشبه الاكواخ  وصولا للحياة في المدينة،   تكتب وكأنها تروي تفاصيل نزهة في الماضي، عن  جراتها الاولي في  اعلانها لكتابة الشعر.

 تستطرد مارجريت في "مفاوضات مع  الموتى " سرد لواقع ومجريات ما عاشته واكتشافها  لمعني  ان تكون كاتبا،  ودوافعها الفطرية الأولي   في ان تكون كاتبة  تقول " كانت فكرتي الأولى لممارسة الكتابة أن أكتب قصصا تنساب عاطفة رومانسية لمجلات الإثارة، فهي تدر دخلا عاليا" كما عرفت من كتاب بعنوان أسواق الكتاب وأعيش على ارباحها عندما أكتب أدبا جادا، ولكن  بعد محاولتين في هذا المجال أيقنت أنن لا أملك اللغة المناسبة "

 فكرت مارجريت الى الالتحاق بمدرسة الصحافة  وممارستها،  فهي كنا تعتقد ان  نوعا من الكتابة يؤدي الى أخر،  ولكنها عدلت عن هذا.

هنري ميلر 

جيل مارجريت وكتاب أوروبا 

 رصدت مارجريت اهتماما واضحا لجيلها في ذلك الوقت بكتاب اوروبا  مثل هيمنجواي  وفكركنر، وسكوت فيتسجرالد،  الى جانب تنسي واليامز، وشتا ينبك صاحب رواية عناقد الغضب،  وأعمال وايماتم، وديكنسون، وهنري ميلر صاحب الاعمال المحظورة في تلك الفترة،  البير كامو وسارتر وفرانز كافكا وايونسكو، وبودلير، وجيد، وزلا .

 في هذه الفترة مارست اتوود الكتابة في كل اشكالها من شعر إلى اعمال روائية وغير روائية تركت  اتوود سؤالا يبد عالقا متغلق  بشهادة الاعتماد الحقيقية، ةالمستوي المطلوب لان تكون جيد ؟  الى جانب  ماهو متعلق بالمعايير التي تحدد هذا ؟. 

 

ديمقراطية الكتابة 

 

 تذهب مارجريت أتوود  عبر كتابها" مفاوضات مع الموتي"  للتأكيد على ان تتميز الكتابة عن سائر الفنون بديمقراطيتها الواضحة، فهي على حد تعبيرها قد تكون متاحة للجميع. وتلفت الى ان معظم الناس يعتقدون سرا ان بداخلهن كتابا لم يسعفهم الوقت لكتابته. وهذا ما  يتفق مع ذهب إليه الكاتب الروائي  المصري طارق إمام عبر  تصريحه لنا بان داخل كل شخص  يمتلك روايته الخاصة   ولكن متي وكيف يكتبها؟ هذا هو السؤال  الذي يجعل الكثير ين قراء ومحترفين، هذا لا يعني ان الكل  كتاب ، وهذا ما تشير اليه مارجريت عبر التأكيد على ان  بوسع كل شخص  أن يحفر حفرة في المقابر، ولكن لا يسع كل شخص ان يكون حفار قبور، فالامر يحتاج الى مزيد من الجلد والمثابرة.

نصائح مارجريت  لا تتوقف عن الكتابة 

 تؤكد اتوود على ضرورة تواصل الكُتاب والقراء مع التراث والأدب القديم بمختلف أنواعه، وتقدم العديد من النصائح اهمها وابرزها  متعلق بالمرونة في الكتابة لذا، لا تتوقف عن الكتابة. وتذهب للتفريق بين الراوي والكاتب، فالأول متعلقه ممارسته بالجمهور مباشرة، اما الكاتب فالأمر مختلف  جمهوره من اشخاص لا يعرفهم  فقد يعثر قارىء لكتاب  بعد رحيل كاتبة بزمن طويل  لذا يصبح  فعل الكتابة يأتي مثقلا بالهموم، ذلك لأن  الكلمة المكتوبة يمكن ان تستخدم ضدك بعد ذلك، فهي دليل عليك