رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء فلسطينيون: جنون قادة الاحتلال يقود المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة يصعب التكهن بنتائجها

القصف الإسرائيلي
القصف الإسرائيلي على غزة

أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون أن حكومة الاحتلال الإسرائيلى تعيش حالة من التخبط الشديد، ويتضح ذلك فى تشكيل المجلس الأمنى المصغر الجديد، برئاسة بنيامين نتنياهو، وسط خلافات مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل حرب غزة.

قال الدكتور ماهر صافى، الكاتب والباحث السياسى الفلسطينى، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلى تعيش حالة من التخبط الشديد، وهو ما يتضح جليًا من الحالة الانهزامية التى يتعرض لها الجيش الإسرائيلى وسقوط عشرات القتلى والإصابات بين صفوف الجنود فى قطاع غزة، وفشل «نتنياهو» فى تحقيق أى من الأهداف التى حددها.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن قطاع غزة يعانى من إبادة جماعية وأوضاع إنسانية مأساوية بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضى.

وتابع: «الخسائر الفادحة للجيش الإسرائيلى فى غزة أدت إلى خلافات كبيرة داخل الحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب، وبين قادة الجيش ونتنياهو، بعد فض حكومة الحرب المؤلفة من خمسة أعضاء، وإعلان تشكيل هيئة وزارية أمنية مصغرة بمشاركة وزير الأمن المتشدد إيتمار بن غفير».

وأوضح «صافى» أن ‎مهمة هذه الهيئة إجراء المشاورات السياسية، حيث تضم وزير الدفاع، يوآف جالانت، ووزير الشئون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومى، تساحى هنجبى.

وأكد أن هذه الهيئة المصغرة ستفشل ولن تحقق أيًا من الأهداف، لأن الخلاف كبير بين قادة الحكومة الإسرائيلية، بسبب فشل «نتنياهو» فى تحقيق ما وعد به، وعلى رأسه القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين.

وتوقع أن يتفاقم غضب الشارع الإسرائيلى خلال الأيام المقبلة بسبب مقتل العديد من المحتجزين لدى المقاومة فى غزة، الذين يصل عددهم إلى ١٢٠، وأن عددًا كبيرًا منهم جرى قتله بسبب عمليات القصف والغارات التى يشنها الجيش الإسرائيلى على مختلف المناطق فى قطاع غزة.

فيما قال ثائر أبوعطيوى، الكاتب الصحفى الفلسطينى، إن الخلافات الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة مرشحة للتفاقم، خاصة بعد انتقاد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى، الرئيس الأمريكى جو بايدن، من خلال فيديو نشره اتهم فيه واشنطن بحجب شحنة أسلحة وذخائر، رغم تأكيد السفير الأمريكى لدى إسرائيل، جاك ليو، أن تصريحات «نتنياهو» غير صحيحة، حيث استعرض السفير جميع شحنات الأسلحة التى جرى نقلها لإسرائيل خلال الأشهر الأخيرة.

وأضاف، لـ«الدستور»، أنه نتيجة انتقاد «نتنياهو» العلنى إدارة «بايدن» وتأخرها فى توريد صفقة الأسلحة أدى ذلك إلى إحباط الإدارة الأمريكية وتأجيلها اجتماعًا كان مقررًا عقده، أمس، للمجموعة الاستشارية الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية، يتعلق بإيران والتطورات التى تشهدها المنطقة، خصوصًا على الجبهة الشمالية اللبنانية، وحالة التصعيد القائمة بين الاحتلال وحزب الله.

وأوضح «أبوعطيوى» أن الأخبار الواردة من صحيفة «واشنطن بوست» تفيد بأن عضوين قياديين من الحزب الديمقراطى فى الكونجرس الأمريكى، وهما النائب غريغورى ميكس، والسيناتور بن كاردين، وافقا على دعم صفقة أسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلى بعد ضغط شديد عليهما من الإدارة الأمريكية، وذلك بعدما تسببا فى تعطيل وتأجيل الصفقة لمدة أشهر، حيث تتضمن هذه الصفقة ٥٠ طائرة حربية من نوع F15 يزيد ثمنها على ١٨ مليون دولار.

وأضاف الكاتب الفلسطينى أن صفقة تزويد الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلى تأتى فى ظل تزايد الضغوط على الرئيس الأمريكى، من خلال أعضاء حزبه الديمقراطى؛ بسبب دعمه المتواصل والمستمر لإسرائيل فى ظل حربها وعدوانها المستمر على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالى.

وأوضح «أبوعطيوى» أن موافقة الكونجرس الأمريكى على تزويد إسرائيل بصفقة كبيرة من الأسلحة فى هذا التوقيت بالذات، يعنى أنه من المحتمل توسع رقعة الحرب والمواجهة على الحدود الشمالية والجبهة اللبنانية مع حزب الله، فى ظل استمرار الحرب على غزة للشهر التاسع على التوالى، ومن الممكن أن تمتد رقعة المواجهة؛ لتكون مواجهة إقليمية مع إيران، ليكون هذا الصيف صيفًا ساخنًا بامتياز على جميع الجبهات.

وتابع: «السؤال الأبرز هنا يتعلق بالسبب وراء إصرار إسرائيل وإلحاحها الواضح على تزويدها بصفقة الأسلحة الأمريكية، وهو ما يفضح بوضوح نيتها بشأن الاستعداد للحرب على أكثر من جبهة، نظرًا للتصعيد القائم بينها وبين حزب الله على الحدود الشمالية».

وقال «أبوعطيوى» إن موافقة الإدارة الأمريكية على تزويد إسرائيل بصفقة الأسلحة الجديدة تؤثر على الموقف الأمريكى فيما يتعلق بجهود الوساطة التى تقودها إدارة بايدن، من خلال المقترح الأخير للهدنة فى غزة، لأنه كان يجب على الإدارة الأمريكية وقبل أن توافق على تزويد إسرائيل بصفقة الأسلحة الجديدة أن تضغط عليها من أجل وقف الحرب على غزة، وفتح آفاق تفاوضية تعطى مؤشرات إيجابية بقبول جميع الأطراف المعنية مقترح «بايدن»، لأن تمرير صفقة أسلحة جديدة يعنى دعم واشنطن لإسرائيل فى الحرب على غزة ومواصلة مسلسل الإبادة الجماعية لأهالى غزة.

وقال الكاتب الفلسطينى إن التناقض الواضح للإدارة الأمريكية والتعامل بوجهين مختلفين فى التوقيت نفسه، من حيث تقديم مقترح للهدنة من جهة، وتزويد دولة الاحتلال الإسرائيلى بكمية أسلحة كبيرة من جهة أخرى- لن يحقق أى نجاح على مستوى الضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب وإلزامها بقبول مبادرة «بايدن»، بل من الممكن أن يحول المنطقة بأكملها إلى ساحة حرب واسعة، ولن يكون بمقدور أى أحد توقع نتائجها أو إيقافها.